"القاتل الصامت".. أسباب وطرق علاج ارتفاع ضغط الدم!

يعاني من مرض ارتفاع ضغط الدم في ألمانيا وحدها 30 مليون شخص بحسب الرابطة الألمانية لارتفاع ضغط الدم، وهو الأكثر شيوعاً من بين الأمراض الباطنية.

وتؤدي الإصابة بضغط الدم إلى مضاعفات خطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي، وما يزيد من خطورته هو عدم دراية العديد من الأشخاص بإصابتهم به، وهو ما جعله يلقب بـ "القاتل الصامت"، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ووفقاً للجمعية الأوروبية لارتفاع ضغط الدم يتم تشخيص الإصابة بالمرض عندما تتجاوز القيم الانقباضية 140 ملم زئبق و/أو تتجاوز القيم الانبساطية 90 ملم زئبق.

في حين يتمثل الضغط المثالي بقيمة انقباضية أو قيمة عليا 120 ملم زئبق أو أقل، وقيمة انبساطية أو قيمة دنيا حوالي 80 ملم زئبق.

ببساطة - ما هو ضغط الدم؟

يشير مصطلح ضغط الدم الانقباضي إلى الضغط في الشرايين عندما يتم ضخ الدم من القلب، في حين يشير ضغط الدم الانبساطي إلى وضع الضغط في الشرايين عند انبساطها وعودة تدفق الدم منها إلى القلب.

ورغم التصنيفات العديدة التي تتحدث عن قيم مختلفة لمعدلات ضغط الدم المثالية وتقسيمها حسب نوع أو سن الشخص؛ إلا أن أغلب المصادر تقول إن ضغط الدم المثالي هو 80/120، أي أن يكون ضغط الدم الانقباضي هو 120 ملليمتر زئبق ويقابله الضغط الانبساطي بـ 80 ملليمتر زئبق.

وغالباً ما يعاني المرضى من ارتفاع بقيمة الدم الانقباضي، فيقول ماركوس فان دير جيت، رئيس الرابطة الألمانية لارتفاع ضغط الدم: "98 بالمئة من المرضى يعانون من اضطراب القيمة الأولى".

ومع ذلك يمكن أن يحدث ارتفاع ضغط الدم في مزيج من ارتفاع ضغط الدم الانقباضي والانبساطي وأشكال أخرى، وهنا تكمن أهمية منع ارتفاع ضغط الدم، وإلا ستزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، التي قد تأتي على شكل نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

ما الذي يسبب ارتفاعاً في ضغط الدم؟

تقف وراء ارتفاع ضغط الدم أسباب عديدة، الشيخوخة أولها، فعند عندما يصبح النظام الحيوي الداخلي للجسم غير متوازن ويحاول الجسم الحفاظ على وظائفه، يحدث ارتفاع ضغط الدم، كما يلعب الجنس والعوامل الوراثية دوراً مهماً أيضاً.

فالرجال أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وإذا كان الأبوان أو أحدهما يعاني من ارتفاع ضغط الدم تزيد فرصة الإصابة به عند الأبناء.

عوامل أخرى لها علاقة بنمط الحياة تؤثر كثيراً على الإصابة بالمرض، فبحسب مارتن ميديكه، أستاذ الطب الباطني والمدير السابق لمركز ميونخ لارتفاع ضغط الدم يمكن أن يحدث ارتفاع ضغط الدم بسبب زيادة الوزن، أو قلة النشاط البدني، أو التوتر المزمن، بالإضافة إلى مقاومة الأنسولين، أو الاستهلاك المرتفع للكحول والنيكوتين، أو اتباع نظام غذائي يحتوي على نسب عالية جداً من الملح أو نسب منخفضة جداً من البوتاسيوم.

كما يمكن للأمراض المعدية مثل العدوى الفيروسية كورونا أو (كوفيد 19) أو داء لايم البكتيري المزمن أن تسبب ارتفاعاً في ضغط الدم.

وبحسب الخبيرة الألمانية في الطب الباطني وأمراض الروماتيزم، آنه فليك، يمكن لفرط نشاط الغدة الدرقية، وأمراض الروماتيزم الالتهابية، أو الاضطرابات العصبية والنفسية في حالة الآلام الشديدة أن تسبب ارتفاعاً بضغط الدم.

كيف يمكن اكتشاف المرض مبكراً؟

يقول دير جيت إن ثلثي المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يدركون إصابتهم به، وتؤكد على ذلك الخبيرة فليك، وتضيف أن هذا هو الجزء الخبيث بالمرض، لأن أعراضه تبقى غائبة لفترات طويلة، وقد يتم تفسيرها بشكل خاطئ.

ولكن توجد بعض الأعراض التي تنذر بالإصابة بالمرض، وهي الصداع الصباحي في الجزء الخلفي من الرأس أو الصداع العام أسفل الدماغ بحسب فليك.

بالإضافة إلى أن المصابين بارتفاع ضغط الدم قد يعانون من اضطرابات في النوم أو الاستيقاظ بشكل متكرر خلال الليل، أو حدوث طنين مستمر بالأذن، والدوار، والعصبية الشديدة، ونزيف الأنف، وضيق التنفس أثناء بذل مجهود.

تعديل نمط الحياة شرط أساسي للعلاج

يمكن بالفعل علاج ضغط الدم بتعديل نمط الحياة ، ولكن تكون فرص الشفاء أقل عندما يعاني المرء منه ارتفاع ضغط الدم الوراثي أو المرتبط بالعمر، وتقول فليك: " كلما تم تحديد الأسباب والقضاء عليها وليس فقط تخفيف الأعراض باستخدام الأدوية، كلما كانت فرص الشفاء أفضل".

وأضافت أنه يمكن للأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً منضبطاً ويعوضون عن نقص العناصر الغذائية مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم، ويمارسون تمارين التحمّل بانتظام، أن "يحققوا إنجازات هائلة" في التعافي.

أما الأشخاص الذين يعانون من المرض لأسباب وراثية أو مرتبطة بالعمر عليهم تناول أقراص مضادة له مدى الحياة لتجنب الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بحسب دير جيت.