كواليس فيلم "الإمبراطورة".. رفضته نبيلة عبيد فتألقت به نادية الجندي

لم تعلم نبيلة عبيد أن قرارها برفض المشاركة في أحد الأفلام خوفا من فشله، سيكون سببا في تألق منافستها الوحيدة نادية الجندي واعتلائها للقمة لسنوات.

حدث ذلك نهاية تسعينيات القرن الماضي، حينما عرض فيلم "الإمبراطورة" الذي قامت ببطولته نادية الجندي، وهو من تأليف مصطفى محرم وإخراج علي عبد الخالق.

وتحدث الكاتب الراحل مصطفى محرم في مذكراته "حياتي في السينما"، التي اطلعت عليها "العربية.نت" عن كواليس ذلك العمل، الذي بدأ العمل عليه رفقة المخرج رضوان الكاشف.

ذهب الثنائي وقتها إلى المنتج سلطان الكاشف زوج الفنانة المصرية لوسي، حيث كان يرغب في إنتاج الفيلم، على أن تشارك لوسي في بطولته، لكنها اشترطت ألا تقوم بدور "خادمة".

"الإمبراطورة زنوبة"

وضع مصطفى محرم اسم "الإمبراطورة زنوبة" عنوانا للفيلم، وساعده المنتج سلطان الكاشف كي يتجول في إحدى المناطق الشعبية بحثا عن معلومات تخص "حورية كتكت" تاجرة المخدرات الشهيرة.

وحصل مصطفى محرم على معلومات وافية وكون قصة تصلح لتقديم فيلم سينمائي، لكنه فوجئ بالمخرج رضوان الكاشف يخبره أنه يعتذر عن عدم إخراج الفيلم، بسبب ارتباطه بفيلم "عرق البلح".

وقرر الكاتب أن يعكف على كتابة السيناريو حتى لا يتكاسل، وانتهى بالفعل من كتابة الفيلم، وقتها حضر إليه المخرج عادل الأعصر، وأخبره أنه يمتلك قصة سينمائية أخرى، وطلب منه الحضور لمقابلة الأخوين السبكي كي ينتجا هذه القصة الجديدة.

مصدر الصورة

نادية الجندي في الفيلم

اختيار فيفي عبده وفاروق الفيشاوي

بدوره رفض المنتج محمد السبكي القصة التي قدمها عادل الأعصر، وطلب أحمد السبكي من مصطفى محرم أن يأتي بقصة أخرى، فعرض عليه سيناريو "الإمبراطورة زنوبة" فوافق عليها الأخوين السبكي.

ووقع الاختيار على فيفي عبده كي تقوم بالبطولة، ويقابلها فاروق الفيشاوي في دور البطولة الآخر، لكن الأخوين السبكي وجدا فرصة أخرى لإنتاج فيلم "امرأة هزت عرش مصر" الذي تقوم ببطولته نادية الجندي، فصرفا النظر عن إنتاج فيلم "الإمبراطورة زنوبة".

فيما لم يحقق فيلم "امرأة هزت عرش مصر" النجاح المتوقع، وهو ما تسبب في أزمة بين نادية الجندي وكاتبها المفضل بشير الديك، وتبادل الثنائي الاتهامات فيما يخص الفشل.

مصدر الصورة

مشهد من فيلم الامبراطورة

وقدم مصطفى محرم سيناريو فيلمه "الإمبراطورة زنوبة" إلى المخرج علي عبد الخالق، حيث كان حائرا يبحث عن تنفيذ العمل، وبعدما أبدى عبد الخالق إعجابه بالفيلم، اتفق الثنائي على قيام نبيلة عبيد بالبطولة.

من جانبها وافقت نبيلة عبيد، كما اتفق المنتج هاني جرجس فوزي على إنتاج الفيلم، وهكذا حلت نبيلة عبيد بدلا من فيفي عبده، وبصحبتها فاروق الفيشاوي، وقبل يومين من انطلاق التصوير، فوجئ الجميع باعتذار نبيلة عبيد بداعي إصابة والدتها بكسر في الساق.

لكن الكاتب مصطفى محرم، كشف عن كون السبب الحقيقي، هو استشارتها لبعض من كانوا حول المنتج سلطان الكاشف، وأبلغوها أن الفيلم لا يليق بها، وسيتسبب في سقوطها الفني، ليؤكد مصطفى محرم أن نبيلة عبيد لا تستطيع أن تتخذ قراراتها الفنية بمفردها، وعليها دائما أن تستشير من حولها.

البطولة لناديا الجندي

واتفق محرم مع علي عبد الخالق على أن تقوم نادية الجندي بالبطولة، ورحبت الأخيرة كثيرا بالأمر، واقترحت بعد جلسات كثيرة أن يصبح اسم الفيلم "الإمبراطورة" فرحب الجميع، لكنهم فوجئوا بانشغال فاروق الفيشاوي في أكثر من عمل.

واقترحت نادية الجندي مشاركة الفنان الشاب جمال عبد الناصر، خاصة أنه شاركها فيلم "امرأة فوق القمة" وحقق نجاحا كبيرا، فلم يمانع أحد ذلك الاختيار، لكن محرم أخبر علي عبد الخالق أن هناك قصة حب تجمع نادية بهذا الفنان الشاب بعد طلاق نادية الجندي من زوجها محمد مختار، واتضح أن علي عبد الخالق على علم بالأمر.

ووقعت مشاجرة بين نادية الجندي ومخرج العمل علي عبد الخالق أثناء التصوير في لبنان، وحينما حضر فريق العمل إلى مصر، طالبت نادية الجندي باستبعاد المخرج، لكن محرم استطاع أن يمتص غضبها، ويثنيها عن ذلك القرار.

وعرض الفيلم وحقق نجاحا أعاد نادية الجندي إلى أمجادها، حيث تحدث الكاتب عن اكتظاظ الشوارع من أجل مشاهدة الفيلم، وهو ما كان يجعله يضحك في تشف بسبب موقف نبيلة عبيد التي رفضت الفيلم خشية من فشله، لكن العمل جعل نادية الجندي على القمة لسنوات.