قال نشطاء سودانيون، الاثنين، إنّ قوات الدعم السريع ، قتلت ما يقرب من 300 شخص في هجمات بولاية شمال كردفان، بدأت يوم السبت.
وتخوض قوات الدعم السريع معارك ضد الجيش السوداني في تلك المنطقة، التي تُعدّ إحدى الجبهات الرئيسية في الصراع الدائر منذ أبريل/نيسان 2023. وقد سيطر الجيش على وسط وشرق البلاد، بينما تعمل قوات الدعم السريع على تعزيز سيطرتها على المناطق الغربية، بما في ذلك شمال كردفان.
وقالت منظمة محامو الطوارئ الحقوقية في بيان لها، الاثنين، إنّ قوات الدعم السريع هاجمت عدة قرى، السبت، حول مدينة بارا التي يسيطر عليها الدعم السريع.
وقالت للمجموعة الحقوقية التي توثق فظائع النزاع المستمر منذ عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع، إنّ مدنيين قتلوا بشكل جماعي الأحد عندما اقتحم عناصر من الدعم السريع قرية أم قرفة في ولاية شمال كردفان، حيث قاموا أيضاً بتدمير منازل ونهب ممتلكات.
كما أضافت المنظمة أنّ في قرية شق النوم، قُتل أكثر من 200 شخص حرقاً أو رمياً بالرصاص. وأفادت التقارير بأنّ عمليات نهب القرى الأخرى أسفرت عن مقتل 38 مدنياً، بينما لا يزال العشرات مفقودين.
وتقع قرية أم قرفة على طريق سريع رئيسي إلى الخرطوم وتبعد عن العاصمة نحو 250 كيلومتراً من اتجاه الجنوب الغربي. وقد استعاد الجيش الخرطوم في آذار/مارس، ما دفع قوات الدعم السريع إلى محاولة بسط سيطرتها على أجزاء أخرى من البلاد.
يأتي ذلك فيما أشارت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، الأحد، إلى أن تصاعد القتال في المنطقة أجبر أكثر من 3 آلاف شخص على الفرار من قريتي شق النوم والكردي. ولجأ كثيرون منهم إلى المناطق المحيطة بمدينة بارا، وفق المنظمة.
وقالت منظمة محامو الطوارىء إنّه في اليوم التالي، هاجمت قوات الدعم السريع قرية حلة حامد، ما أسفر عن مقتل 46 شخصاً، بينهم نساء حوامل وأطفال.
وأضافت المنظمة: "لقد ثبت أنّ هذه القرى المستهدفة كانت خالية تماماً من أي أهداف عسكرية، مما يوضح الطبيعة الإجرامية لهذه الجرائم التي اُرتكبت في تجاهل تام للقانون الإنساني الدولي"، محملةً قيادة قوات الدعم السريع المسؤولية.
وكانت الولايات المتحدة ومنظمات حقوقية قد اتهمت قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية. ونفّذ مقاتلوها سلسلة من عمليات النهب العنيفة في الأراضي التي سيطرت عليها القوات في جميع أنحاء البلاد.
ودوماً ما تقول قيادة قوات الدعم السريع إنها ستقدم المسؤولين عن مثل هذه الأعمال إلى العدالة.
وقد أدت الحرب الأهلية في السودان إلى حدوث أكبر أزمة إنسانية في العالم، مما تسبب في تجويع أكثر من نصف السكان وانتشار الأمراض، ومن بينها الكوليرا، في جميع أنحاء البلاد.
كما أدى الانخفاض العالمي في الإنفاق على المساعدات إلى زيادة الضغط على الاستجابة الإنسانية.
ولم يصدر لحدود كتابة هذه القصة أي رد من قوات الدعم السريع بشأن ما ورد في تقرير المنظمة الحقوقية.