آخر الأخبار

شركة اتصالات بفلوريدا تقود طموح ترامب لهاتف "صُنع في أميركا"

شارك
صورة من الموقع الإلكتروني لشركة ترامب موبايل

شهدت محاولة مؤسسة ترامب لدخول صناعة الهواتف الذكية بهاتف محمول يحمل شعار "صنع في أميركا"، شراكة مع شبكة اتصالات صغيرة مسجلة في شقة فاخرة ببرج ترامب المطل على شاطئ ميامي.

استعانت المؤسسة، التي يقودها ابنا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب الابن وإريك ترامب، بشركة ليبرتي موبايل وايرلس (Liberty Mobile Wireless) للاستفادة من علامة العائلة التجارية في دخول سوق شبكات الهاتف المحمول، ودعم طموح الرئيس دونالد ترامب في جلب تصنيع الهواتف الذكية إلى الولايات المتحدة، بحسب تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، اطلعت عليه "العربية Business".

وهدد الرئيس الأميركي شركات مثل "أبل" بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% ما لم تنقل إنتاجها إلى الولايات المتحدة، وهو تحدٍّ لوجستي يقول خبراء الصناعة إنه غير عملي.

شركة حديثة العهد بفلوريدا

تعهدت شركة ترامب موبايل (Trump Mobile) -التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي- الآن بتقديم هاتف ذكي أميركي الصنع بنفسها. ولإنجاز هذه المهمة، ستعتمد مؤسسة ترامب على شركة الاتصالات اللاسلكية "ليبرتي موبايل وايرلس"، التي تأسست قبل سبع سنوات ومقرها فلوريدا، بدلًا من الشركات الأكبر والأكثر رسوخًا في السوق.

وتأسست "ليبرتي موبايل وايرلس"، التي ستوفر حزمة خدمات الاتصالات لهاتف "ترامب موبايل"، في عام 2018 على يد رجل أعمال يُدعى مات لوباتين، وفقًا لوثائق الشركة.

والشركة هي "مشغّل شبكة افتراضية متنقلة" (MVNO)، وهي شركة تشتري سعة شبكة من شركات مثل "إيه تي آند تي" و" فيرايزون" و"تي-موبايل" ثم تبيعها للعملاء.

وحققت هذه الشبكات الافتراضية بعض النجاح في الولايات المتحدة، حيث استغلت شركات هذه الشبكات العلامات التجارية لمشاهير لتقديم بدائل لمزودي الشبكات الثلاثة المهيمنين. وإحدى هذه الشبكات، وهي "Mint Mobile"، كان واجهتها الممثل رايان رينولدز، ثم بيعت لاحقًا لشركة "تي -موبايل".

خطط "ترامب موبايل"

تقول شركة ترامب موبايل إن خدماتها "مدعومة" من "ليبرتي موبايل وايرلس"، وإن "منتجاتها وخدماتها ليست مصممة أو مطورة أو مصنعة أو موزعة أو مباعة" من قِبل مؤسسة ترامب أو الشركات التابعة لها.

وتعطلت استمارة الطلب الخاصة بـ"ترامب موبايل" بعد إطلاقها يوم الاثنين، وعزا أحد الموظفين يوم الأربعاء ذلك إلى الإقبال الشديد على الشراء المسبق لهاتف ترامب والتسجيل في خطة الاتصالات.

وتذكر "ليبرتي موبايل وايرلس" على ملفها على "لينكد إن" أنها تضم أقل من 50 موظفًا. ووفقًا للسجلات التجارية، فالشركة مُسجلة في شقة بمجمع ترامب تاور السكني الفاخر في ميامي.

وتُظهر الملفات أيضًا أن مالكها، لوباتين، أسس العديد من الشركات الصغيرة على مر السنين، وقد تم حل العديد منها منذ ذلك الحين.

وفي فعالية أُقيمت في نيويورك لإطلاق "ترامب موبايل"، قدّم دونالد ترامب الابن وإريك ترامب ثلاثة مديرين تنفيذيين -دون هندريكسون، وإريك توماس، وبات أوبراين- سيعملون على قيادة الشركة، مُشيرين إلى أن الفريق يمتلك مجتمعًا مئات السنين من الخبرة في المجال. ولم تُقدّم "ترامب موبايل" مزيدًا من التفاصيل عن خلفياتهم المهنية.

"مهمة عسيرة"

يواجه الفريق الذي يقف وراء "ترامب موبايل" الآن مهمة شاقة في تسليم هاتف ذكي أميركي الصنع بحلول سبتمبر كما وعد.

وقال متحدث باسم "ترامب موبايل" إن تصنيع هاتف "T1" الذكي، الذي يبلغ سعره 499 دولارًا، يتم في ولايات ألاباما وكاليفورنيا وفلوريدا، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وكان إريك ترامب قد أوضح سابقًا في مقابلة أن الهواتف ستُصنع "في نهاية المطاف" في الولايات المتحدة.

وقال تود ويفر، الرئيس التنفيذي لشركة بوريزم، وهي شركة إلكترونيات تأسست عام 2014 وتُصنّع الهواتف الذكية في كاليفورنيا، إنه لا يعتقد أن هاتفًا ذكيًا بالمواصفات التي وعدت بها شركة ترامب موبايل يمكن تصنيعه في الولايات المتحدة.

وأضاف أن بناء سلسلة توريد في الولايات المتحدة كان عملية بطيئة و"مضجرة"، وقال: "عندما بدأت، كنت أعلم أنه لا يمكننا تصنيعها على الفور. عندما كنت سأطرح هاتفي الأول، سافرنا إلى الصين للاطلاع على جميع التصاميم وتعلم العمليات".

ويُفصّل الموقع الإلكتروني لـ"ترامب موبايل" مواصفات الهاتف المقبل، الذي يُشبه هواتف أندرويد الذكية الحالية التي تُنتجها شركات صينية مثل "فيفو" و"Umidigi".

ويدخل الهاتف الذكي "T1" أيضًا قطاعًا شهد انكماشًا في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. ووفقًا لمؤسسة البيانات الدولية، شكلت الهواتف في شريحة الأسعار التي تتراوح بين 400 و600 دولار أقل من 5% من السوق في عام 2024، بانخفاض عن 9% في عام 2019. أما هاتف "iPhone 16e" من شركة أبل، الذي أُطلق في فبراير بسعر تجزئة 599 دولارًا، فقد استهدف المستهلكين ذوي الميزانية المحدودة.

ومما يزيد من صعوبة الأمر أن تصنيف "صنع في الولايات المتحدة" الرسمي يشترط أن تكون "جميع" مكونات المنتج أو "جميعها تقريبًا" مُصنّعة في الولايات المتحدة، وفقًا لإرشادات لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية، مما يعني احتوائه على مكونات أجنبية "ضئيلة".

وقال جيف فيلدهاك، مدير الأبحاث في شركة كاونتربوينت ريسيرش: "في نهاية المطاف، تحتاج ترامب موبايل إلى الموازنة بين ادعاء علامتها التجارية "صنع في أميركا" وبين الجدوى الاقتصادية لإنتاج شيء يجذب شريحة واسعة من الجمهور الأميركي"، مضيفًا: "هذه مهمة عسيرة، ولم أرَ حتى الآن أي شيء يقترب (من تحقيقها)".

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار