آخر الأخبار

ويست أوكلاند تاون أول بطل عالمي للأندية

شارك





قبل أقل من قرن على انطلاق أول بطولة جمعت أندية من مختلف قارات العالم (البرازيل 2000)، عرفت كرة القدم أول بطل عالمي باعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

حدث ذلك في عام 1909 حين أُقيمت بطولة تحمل اسم "كأس السير توماس ليبتون" في مدينة تورينو الإيطالية، حينها وُجهت دعوة المشاركة إلى اتحادات كرة القدم في إنجلترا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا، وقبِل الجميع الدعوة باستثناء الاتحاد الإنجليزي الذي رفض الفكرة تماما وفقا لصحيفة "ماركا" الإسبانية.

وشارك في البطولة شتوتغارت وفينترتور بطلا الدوري في ألمانيا وسويسرا يومئذ، بينما مثّل إيطاليا تشكيلة مختلطة مكونة من فريقي تورينو وبييمونتي.

ولم يرغب السير ليبتون في بقاء إنجلترا دون فريق يمثلها فوجّه الدعوة إلى نادي ويست أوكلاند تاون للهواة والمشارك في الدوري الشمالي "ليكتب الأخير وبطريقة لم يتوقعها أحد قصة يصعب تكرارها في التاريخ".

دعوة خاطئة

على مدار سنوات عدة ظهرت روايات مختلفة تفسر سبب مشاركة ويست أوكلاند تاون في البطولة، منها ما يشير إلى أنه تمت دعوته خطأ، إذ كان ليبتون قد طلب حضور نادي وولويتش أرسنال إلا أن سكرتيرته، ارتكبت خطأ ما أدى في النهاية إلى اختيار النادي المكوّن معظمه من عمال مناجم الفحم.

واستبعد المؤرخ مارتن كونولي هذه الرواية، موضحا أن الدوري الشمالي كان من أقدم الدوريات في إنجلترا وشارك فيه عدد من الأندية القوية.

إعلان

ويرى كونولي، أن منظمي البطولة أرسلوا الدعوة في البداية إلى نادي بيشوب أوكلاند، إلا أن ويست أوكلاند هو من تلقاها في النهاية وقرر قبولها والمشاركة في المسابقة.

قمة العالم

وكتب وست أوكلاند تاون ملحمة "تستحق أن تُخلّد"، حيث اضطر اللاعبون وهم عمّال إلى دفع تكاليف السفر من جيوبهم الخاصة، كما أن كثيرين منهم اضطروا إلى بيع أثاثهم وممتلكاتهم لتغطية تكاليف الرحلة الطويلة نحو شمال إيطاليا.

بدأت الرحلة الشاقة عبر الحافلة وصولا إلى دارلينغتون، ومن هناك استقل اللاعبون قطارا إلى لندن ثم ركبوا عبّارة إلى كاليه في فرنسا، وبعد الوصول إلى البر واصل ويست أوكلاند تاون رحلته برا حتى وصل إلى تورينو لملاقاة شتوتغارت في أول مباراة.

وحقق وست أوكلاند تاون انتصارا تاريخيا بفوزه 2-0 على الفريق القادم من جنوب ألمانيا، ليبلغ النهائي ضد فينترتور.

وفي مباراة تحديد بطل كأس السير توماس ليبتون، وخلافا لكل التوقعات تمكّن عمّال المناجم من الفوز على بطل الدوري السويسري 2-0، وهو إنجاز "قد لا يتكرر في تاريخ هذا النادي المتواضع" وفق ماركا.

وبعد عامين (1911) عاد الفريق للدفاع عن لقبه ونجح في ذلك ببراعة، إذ فاز في نصف النهائي على تورينو الإيطالي بنتيجة 3-2 ثم سحق يوفنتوس في النهائي 6-1.

وتقول "ماركا" عن هذه البطولة "رغم أنها لم تكن رسمية في البداية، إلا أن فيفا اعترف بنادي ويست أوكلاند تاون كأول بطل عالمي على اعتبار أن كأس السير توماس ليبتون، كانت من أوائل البطولات الدولية التي جمعت أندية من دول متعددة، وعليه ثبّت الفريق مكانته في التاريخ كأول أبطال العالم على مستوى الأندية".

من المجد إلى الظلام

لم يجلب إحراز لقبين دوليين متتاليين المجد والثراء لنادي ويست أوكلاند تاون، الذي استطاع بالكاد الاحتفاظ بأهم كأس في تاريخه قبل أن يضطر إلى بيعها لتسديد ديونه المالية.

واضطر النادي عام 1912 إلى الانسحاب من الدوري الشمالي لمشاكله المالية التي دفعته أيضا إلى بيع الكأس لسيدة بريطانية مقابل 40 جنيها إسترلينيا، وبقيت في منزلها 48 عاما حتى اشتراها النادي من جديد.

احتفظ وست أوكلاند تاون بالكأس في خزائنه حتى يناير/كانون الثاني 1994، حين سُرقت ولا تزال مفقودة إلى يومنا هذا، لكن النادي يمتلك نسخة طبق الأصل منه كما تقول "ماركا".

وينافس الفريق حاليا في القسم الأول من الدوري الشمالي، الذي يعد المستوى التاسع في بطولات كرة القدم الإنجليزية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا