عثر فريق من العمال خلال أعمال الحفر التحضيرية لبناء مركز جامعي جديد في مدينة سمولينسك غربي روسيا، على آثار قصر أميري يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر الميلادي.
ويُعد هذا الاكتشاف مهما للغاية، نظراً لندرة المباني الحجرية المدنية التي تعود إلى فترة ما قبل الغزو المغولي، حيث كانت الغالبية العظمى من المنشآت في تلك الحقبة تُبنى من الخشب.
وقد بُني القصر باستخدام طوب بيزنطي، ويمتد على مساحة تقارب 8 × 6 أمتار. ويرجح الباحثون أنه كان يستخدم كمكان لإقامة المناسبات الاحتفالية الخاصة بأسرة الأمير الحاكمة. وقد عُثر بالقرب من الموقع على ختم أميري من الرصاص، ما يؤكد المكانة الرفيعة لمالك القصر ودوره السياسي أو الإداري في المدينة.
وكشفت الحفريات الأثرية عن طبقات متعددة من التاريخ، حيث عُثر على بقايا مباني من القرنين السادس عشر والثامن عشر، شملت عملات معدنية، ورصاصات، وأدوات منزلية متنوعة. كما عُثر على آثار منشآت خشبية من القرن الثالث عشر، دُمِّرت على الأرجح خلال الغارات الليتوانية. وأقدم القطع المكتشفة تعود إلى القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ما يدل على استمرارية الاستيطان والأهمية التاريخية للموقع.
ويُعد هذا القصر الحجري الثالث من نوعه الذي يُكتشف في سمولينسك، وهو من بين القصور القليلة جداً المشابهة في روسيا كلها — إذ لا توجد مبان مماثلة إلا في مدينة نوفغورود القديمة.
ويؤكد هذا الاكتشاف، الذي نفذه معهد الآثار التابع لأكاديمية العلوم الروسية، على الدور المحوري الذي لعبته سمولينسك كمركز ثقافي وسياسي رئيسي في روسيا القديمة خلال القرن الثاني عشر، كما يُثري فهمنا لتطور العمارة المدنية في تلك الفترة.
المصدر: Naukatv.ru