آخر الأخبار

بقلم بيتر زالماييف من تونس: ترامب وبوتين والتعرّجات الأميركية — الجزء الثاني

شارك
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

الجزء الأول: أيّ سلام «عادل» لأوكرانيا؟

تطلق Tunisie Numérique سلسلة من خمسة أجزاء مع بيتر زالماييف ، محلّل وصحافي من أصل أوكراني، في زيارة إلى تونس.

يتناول هذا الجزء الثاني التقارب الأيديولوجي المُتصوَّر بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، وحالة الالتباس في الموقف الأميركي.

3) لم يستطع أحد تجاهل تساهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه فلاديمير بوتين. وقد جعل تقاربهما الأيديولوجي مهمة داعمي أوكرانيا في الغرب أكثر تعقيداً. ما الذي يفسّر هذا التقارب برأيك؟ وهل لديك فرضيات حول هذا «التواطؤ» الغريب؟
بيتر زالماييف — الإجابة (النص الأصلي الكامل):
إنها مسألة إبستمولوجية لا تزال تُقلق المعلّقين في أوروبا وأوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة. ما الذي يفسّر هذا التسامح الظاهر لدى دونالد ترامب تجاه فلاديمير بوتين؟ هل «اشترته» روسيا؟ وهل تمتلك روسيا موادّ مُحرِجة عن دونالد ترامب تُمكّنها من ابتزازه؟

في غياب الأدلة، لا أرغب في المضيّ في هذا الاتجاه عبر التكهن. لكن ما يبدو واضحاً بالنسبة لي هو أن دونالد ترامب يُظهر، بشكل عام، تعاطفاً أيديولوجياً مع ما يُسمّون بـ«الرجال الأقوياء»: قادة يزعمون تبنّي قيم محافظة، ويحكمون بطريقة تقليدية، ويُركزون السلطة بين أيديهم، ويتخذون قرارات من دون الرجوع إلى مؤسسات دولتهم، ويتمكنون من البقاء في السلطة إلى أجل غير مسمّى عبر تحوير الآليات الديمقراطية لصالحهم.

لذلك أعتقد أن دونالد ترامب يشعر بألفة أيديولوجية مع فلاديمير بوتين، ولا سيما بعد الإعلان عن مفهوم أمني جديد أعلن من خلاله ترامب، في الجوهر، حرباً على أوروبا الليبرالية والتقدمية، وعلى الاتحاد الأوروبي. وربما يرى أن فلاديمير بوتين قد يكون حليفاً ثميناً للمساهمة في تفكك الاتحاد الأوروبي عبر تسهيل وصول مسؤولين سياسيين من اليمين المتطرف إلى السلطة في الانتخابات الأوروبية.

إنه تطور مقلق للغاية بالنسبة لأوروبا. وما يزال غير واضح أيضاً ما هي المكانة التي تحتلها أوكرانيا ضمن هذا المخطط وهي الدولة التي تُكافح تحديداً ضد الاستبداد، بل وربما ضد الديكتاتورية الروسية. فإذا توقفت الولايات المتحدة عن الدفاع عن فكرة الديمقراطية الليبرالية ذاتها، فما الذي سيدفعها إلى الاستمرار في دعم أوكرانيا؟

في هذا السياق، بدا دونالد ترامب متردداً ومتقلباً في دعمه لأوكرانيا. فهو يريد إنهاء هذه الحرب سريعاً ويبدو لي أن ذلك قد يتم على حساب وحدة الأراضي الأوكرانية وأمنها.

4) حتى قبل انتهاء الحرب، يتحدث كلٌّ من واشنطن وموسكو عن إنهاء العقوبات وعودة الأعمال، ومشاريع ضخمة مثل نفق بين البلدين، واستغلال الهيدروكربونات وموارد القطب الشمالي… إلخ. ماذا يفكر الأميركيون أقصد من الناحية الأخلاقية في كل هذه الحركة؟
بيتر زالماييف — الإجابة (النص الأصلي الكامل):
من الواضح أنه، مع استمرار نحو 70% من الأميركيين في دعم أوكرانيا في هذه الحرب من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء—فثمة شيء «انفصامي» بعمق في رؤية السياسة الأميركية تتأرجح بين، من جهة، نبذ روسيا بسبب جرائم الحرب وعدوانها على جارٍ مسالم، ومن جهة أخرى، الرغبة في بناء علاقة خاصة مع روسيا ومكافأتها على عدوانها، بما في ذلك التفكير في إعادة إدماج موسكو ضمن مجموعة السبع (G7) أو إطلاق مشاريع مشتركة في القطب الشمالي، وغيرها.

إنه أمر مذهل حقاً أن نرى ذلك يحدث. وقد أكد كثير من الجمهوريين في الكونغرس أن روسيا لا تستحق إطلاقاً مثل هذا التعامل.

وإذا لم تحظَ هذه المسألة بالقدر من الاهتمام الذي تستحقه، فذلك لأن الأزمات وبصراحة، أوضاعاً شديدة العبثية تتلاحق في واشنطن اليوم بوتيرة يومية، بل ساعة بساعة. لم يعد لدى الرأي العام ببساطة القدرة على التركيز طويلاً على موضوع واحد.

دونالد ترامب والبيت الأبيض يعملان كأنهما آلة حقيقية للأزمات والفضائح، تُنتج باستمرار فضائح جديدة وأزمات جديدة وحلقات متتالية من الفوضى السياسية. في الظروف العادية، كان من المحتمل جداً أن تؤدي مثل هذه الانفتاحية الصريحة تجاه شخصية مثل فلاديمير بوتين إلى دعوات لعزل الرئيس.

يتبع: الجزء الثالث — أوروبا بين التبعية والتفكك.

اشترك في النشرة الإخبارية اليومية لتونس الرقمية: أخبار، تحليلات، اقتصاد، تكنولوجيا، مجتمع، ومعلومات عملية. مجانية، واضحة، دون رسائل مزعجة. كل صباح.

يرجى ترك هذا الحقل فارغا

تحقّق من صندوق بريدك الإلكتروني لتأكيد اشتراكك.

تعليقات
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الرقمية المصدر: الرقمية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا