آخر الأخبار

أسّانج كان على شفا السجن المؤبد في عهد بايدن… و اليوم يهاجم خصمًا من العيار الثقيل : ترامب

شارك
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

عاد المُبلّغ الشهير ومؤسس موقع «ويكيليكس»، جوليان أسانج، إلى واجهة المشهد من جديد. فقد التزم الصمت منذ جوان 2024، التاريخ الذي توصّل فيه إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لتفادي تسليمه. حينها كان جو بايدن يترقبه بشدة، وكان مهددًا بالسجن المؤبد، وربما بما هو أخطر من ذلك، أي عقوبة الإعدام. ويُذكَّر أسانج بتسريباته المدوّية التي كشفت تجاوزات الجيش وأجهزة الاستخبارات الأمريكية في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما في العراق.

ومنذ خروجه من «سجنه الذهبي» داخل سفارة الإكوادور في لندن، التزم أسانج الهدوء. فقد لجأ إلى هناك هربًا من تسليمه إلى السويد، حيث كان يواجه اتهامات بالاغتصاب أُسقطت لاحقًا. غير أن ملاحقة واشنطن له على خلفية «ملفات ويكيليكس» لم تتوقف. واليوم، يعود العدو السابق رقم واحد ليصطدم بخصم صلب: دونالد ترامب.

فقد تقدّم أسانج بشكوى قضائية ضد مؤسسة نوبل، احتجاجًا على منح جائزة نوبل للسلام للمعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو. ويرى أن السيدة البالغة من العمر 58 عامًا لا تستحق هذه الجائزة بسبب علاقاتها بالرئيس الأمريكي. واعتبر مؤسس «ويكيليكس» أن هذا التكريم يُعد «اختلاسًا للأموال وتسهيلًا لجرائم حرب بموجب القانون السويدي».

وبناءً على ذلك، طالب أسانج بـ«تجميد» مبلغ 11 مليون كرونة سويدية (نحو مليون يورو) المخصّص للجائزة، والذي يُفترض أن يُسلَّم إلى الفائزة. ورغم أن جائزة نوبل للسلام تُمنح من قبل اللجنة النرويجية في أوسلو، فإن أسانج يرى أن على مؤسسة نوبل في ستوكهولم أن تمارس كامل نفوذها فيما يخص الجانب المالي.

وأضاف أن اختيار هذا العام يتعارض مع وصية ألفريد نوبل لسنة 1895، ولا سيما الشرط القاضي بأن تُمنح الجائزة لمن قدّم «أعظم أو أفضل عمل من أجل الأخوّة بين الأمم، أو من أجل إلغاء الجيوش الدائمة أو تقليصها، أو من أجل عقد مؤتمرات السلام والترويج لها».

وبحسب أسانج، فإن ماتشادو فقدت أهليتها للجائزة بسبب دعمها الصريح لتدخل ترامب في فنزويلا. ويُذكَّر بأن الرئيس الأمريكي، الذي أهدت له المعارضة الفنزويلية هذا التكريم، حشد منذ أوت الماضي قواته في البحر الكاريبي، بزعم مكافحة تهريب المخدرات، وهي عملية أسفرت، بحسب المعطيات، عن ما لا يقل عن 87 عملية تصفية.

وقد مُنحت ماريا كورينا ماتشادو الجائزة تقديرًا لنضالها من أجل انتقال ديمقراطي في بلد يخضع لسلطة صارمة بقيادة نيكولاس مادورو. غير أن أسانج يحذّر من خطر أن تكون «أموال منحة نوبل قد استُخدمت أو يجري استخدامها بعيدًا عن هدفها الخيري، لتسهيل العدوان وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب».

وأعلنت الشرطة الوطنية السويدية رسميًا تلقيها الشكوى، كما تسلمتها هيئة مكافحة الجرائم الاقتصادية، لكنها سارعت إلى التنصل منها بدعوى عدم الاختصاص. وفي السياق ذاته، اتهم أسانج نحو 30 مسؤولًا مقربًا من مؤسسة نوبل بتحويل «أداة للسلام إلى أداة للحرب».

قد يكون أسانج محقًا، إذ يدرك الجميع أن هذه القضية ذات طابع سياسي واضح. لكن يبقى من الصعب تخيّل أن تُقدم لجنة نوبل على سحب الجائزة من شخصية تُعد مقرّبة من ترامب. ومن المفارقة أن الرئيس الأمريكي قد لا يمانع في ذلك، أملاً في أن تُمنح له الجائزة بدلًا منها، غير أنه يدرك جيدًا أنه ليس ضمن المرشحين المفضلين في أوسلو، على الأقل هذا العام.

ويبقى تصعيد أسانج في اتجاه البيت الأبيض. وقد لا يتقبّل ترامب هذه الهجمات بسهولة، خاصة في ظل الانتقادات الحادة التي تواجه سياسته داخل الولايات المتحدة. فخصم خارجي بحجم مؤسس «ويكيليكس»، يشعل نار الجدل ويحرّك الرأي العام، قد يكون عبئًا إضافيًا لا يحتمله الرئيس الأمريكي.

اشترك في النشرة الإخبارية اليومية لتونس الرقمية: أخبار، تحليلات، اقتصاد، تكنولوجيا، مجتمع، ومعلومات عملية. مجانية، واضحة، دون رسائل مزعجة. كل صباح.

يرجى ترك هذا الحقل فارغا

تحقّق من صندوق بريدك الإلكتروني لتأكيد اشتراكك.

تعليقات
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

مواضيع ذات صلة:
الرقمية المصدر: الرقمية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا