آخر الأخبار

دراسة صادمة تحذر: أجهزة منزلية شائعة تقتلنا ببطء.. - الاخبارية التونسية

شارك

كشفت دراسة علمية حديثة أن عدداً من الأجهزة المنزلية الكهربائية الشائعة قد يطلق كميات هائلة من الجسيمات فائقة الدقة في الهواء الداخلي، وهي جسيمات دقيقة للغاية يمكنها التغلغل عميقاً داخل الرئتين وربما التسبب بمخاطر صحية على المدى الطويل، بحسب تقرير نشره موقع “ScienceAlert” العلمي.

الدراسة، التي قادها باحثون من جامعة بوسان الوطنية في كوريا الجنوبية، ونُشرت في دورية Journal of Hazardous Materials، ركزت على قياس مستويات تلوث الهواء الناتج عن استخدام أجهزة منزلية يومية داخل البيوت، في ظل تزايد القلق العالمي بشأن جودة الهواء الداخلي.

جسيمات دقيقة للغاية
وقام فريق البحث بإجراء تجارب داخل غرفة مختبرية محكمة، جرى فيها تشغيل أجهزة مختلفة وقياس ما تطلقه من جسيمات هوائية فائقة الدقة (Ultrafine Particles – UFPs)، وهي جسيمات يقل قطرها عن 100 نانومتر، أي أصغر بكثير من أن يتمكن الأنف من ترشيحها.

ويحذر الباحثون من أن هذه الجسيمات قادرة على الوصول مباشرة إلى أعماق الرئتين، بل وقد تعبر إلى مجرى الدم، ما يرفع احتمالات تأثيرها السلبي على أجهزة الجسم المختلفة.

المحمصة في الصدارة
وشملت الاختبارات محمصات الخبز، والقلايات الهوائية، ومجففات الشعر. وكانت النتيجة الأبرز أن محمصة الخبز التقليدية تصدّرت قائمة الأجهزة الأكثر إطلاقاً للجسيمات الدقيقة.

ووفق نتائج الدراسة، أطلقت المحمصة – حتى من دون وضع خبز بداخلها – نحو 1.73 تريليون جسيم فائق الدقة في الدقيقة الواحدة، وهو رقم وصفه الباحثون بأنه “مثير للقلق”.

ورغم أن الدراسة لم تقيّم التأثيرات الصحية المباشرة على البشر، فإن محاكاة حاسوبية أجراها الفريق أظهرت أن هذه الجسيمات الدقيقة قادرة على اختراق الجهاز التنفسي بسهولة لدى البالغين والأطفال على حد سواء.

لكن الباحثين أشاروا إلى أن الأطفال قد يكونون أكثر عرضة للخطر، نظراً لصغر حجم مجاريهم التنفسية، ما يزيد من احتمالات ترسّب الجسيمات داخل الرئتين وبقائها لفترات أطول.

الملفات الحرارية والمحركات
وأوضح الباحثون أن السبب الرئيسي لانبعاث هذه الجسيمات يعود إلى الملفات الحرارية والمحركات الكهربائية داخل الأجهزة. ولفتوا إلى أن مجففات الشعر المزودة بمحركات حديثة من دون فُرش (Brushless motors) أطلقت جسيمات أقل بعشرة إلى مائة مرة مقارنة بالمجففات التقليدية.

كما رصد الفريق وجود آثار لمعادن ثقيلة داخل الجسيمات المنبعثة، من بينها النحاس والحديد والألمنيوم والفضة والتيتانيوم، يُرجّح أنها تنفصل عن الملفات والمحركات أثناء التشغيل.

مخاطر محتملة
وقال الباحث تشانغ هيوك كيم، المتخصص في الهندسة البيئية، إن وجود هذه المعادن داخل الجسيمات الدقيقة “قد يزيد من مخاطر السُمية الخلوية والالتهابات عند دخولها جسم الإنسان”.

وتستند هذه المخاوف إلى دراسات سابقة ربطت الجسيمات فائقة الدقة بارتفاع مخاطر الإصابة بالربو، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وحتى بعض أنواع السرطان.

وتأتي هذه النتائج في وقت يتزايد فيه اهتمام العلماء بجودة الهواء داخل المنازل، لا سيما مع ارتفاع فترات البقاء في الأماكن المغلقة نتيجة تغير المناخ، والعمل عن بُعد، وتجارب الإغلاق خلال جائحة كورونا.

ويؤكد الباحثون أن تحسين تصميم الأجهزة المنزلية، ورفع كفاءتها البيئية، يمكن أن يسهم في تقليل هذه الانبعاثات، لكنهم يشددون في الوقت نفسه على أن الأمر قد يتطلب تشريعات وتنظيمات أكثر صرامة.

ويختتم كيم بالقول: “فهم مصادر التلوث الداخلي خطوة أساسية لتطوير إجراءات وقائية وسياسات تحافظ على هواء صحي داخل المنازل، خصوصاً لحماية الأطفال من التعرض المزمن لهذه الجسيمات غير المرئية”.

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك

الأكثر تداولا أمريكا كأس العرب الأردن

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا