تشير المعطيات الحديثة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن الأمراض غير السارية ما تزال من أبرز التحديات الصحية عالميًا، إذ تتسبب سنويًا في نحو 18 مليون وفاة مبكرة يمكن تفاديها. وفي الوقت نفسه، يعاني أكثر من مليار شخص حول العالم من اضطرابات في الصحة النفسية، سواء في الدول الغنية أو الفقيرة، في مؤشر على اتساع رقعة هذه الظاهرة المقلقة.
وترجع هذه الأرقام، بحسب المنظمة، إلى جملة من العوامل القابلة للوقاية، من بينها التدخين، والاستهلاك المفرط للكحول، وسوء التغذية، وقلة النشاط البدني، إضافة إلى تلوث الهواء. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن هذه العوامل لا تؤثر فقط في الصحة الجسدية، بل تسهم أيضًا في تدهور الصحة النفسية وزيادة هشاشتها.
هذا التداخل بين المخاطر الصحية يفسر التوجه الجديد في السياسات الصحية الدولية، والذي يدعو إلى معالجة الأمراض غير السارية واضطرابات الصحة النفسية ضمن مقاربة شاملة ومتكاملة، بعد أن ظلت لفترة طويلة تُعالج بشكل منفصل. وقد تُوّج هذا التوجه باعتماد أهداف طموحة تهدف إلى تعزيز الوقاية وتحسين الرعاية الصحية وتقليص الأعباء الاجتماعية والاقتصادية لهذه الأمراض.
وفي هذا السياق، شدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على التزام الدول الأعضاء بحماية صحة شعوبها، مؤكدًا أن العمل الجماعي يمكن أن يغيّر مسار هذه الأمراض ويوفر ظروفًا أفضل للصحة والرفاه ومستقبلًا أكثر أمانًا للجميع.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
المصدر:
الرقمية