آخر الأخبار

الولايات المتحدة و فرنسا تُلهمان اليابان – للأسف – أفكارًا سيئة : الطلبة الأجانب سيدفعون الثمن

شارك
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

من المعروف أن اليابان ظلّت تاريخيًا متحفظة إزاء الاختلاط. فهذا العائق ثقافي و قوي جدًا.

و حتى عندما يوافق “بلد الشمس” على فتح الباب قليلًا، تحت ضغط الشيخوخة المتسارعة و نقص اليد العاملة، فإنه يفعل ذلك أساسًا لتمرير القادمين من “الجوار”.

فهؤلاء، على الأقل، “يبدون أكثر يابانية” من غيرهم.

غير أن اليابانيين اضطروا في الآونة الأخيرة إلى توسيع هامش الانفتاح أكثر لاصطياد الكفاءات الدولية، إذ إن التراجع الديموغرافي و احتياجات رابع أكبر اقتصاد في العالم لا يتركان خيارات كثيرة.

و مع ذلك، فقد تم توجيه إشارة سيئة جدًا للتو.

فقد أعلن موقع هيئة الإذاعة و التلفزيون العمومية اليابانية NHK أن جامعة واسيدا الخاصة تعتزم رفع الرسوم بالنسبة للطلبة الأجانب.

و بحسب المصدر نفسه، كانت المؤسسة تستقبل “في شهر ماي من السنة الماضية 5562 طالبًا أجنبيًا و هو عدد يفوق ما تستقبله أي جامعة أخرى في اليابان”. غير أن الرسوم كانت إلى الآن متساوية للجميع…

لكن الوجهة تغيّرت : إذ تقول الجامعة إنها ترزح تحت نفقات إضافية مرتبطة بالاستقبال و الإيواء و دروس اللغة اليابانية.

و بالتالي—وفق هذا المنطق—على الطلبة الأجانب أن يدفعوا أكثر.

و يُحذَّر هنا من “تأثير كرة الثلج”، إذ تواصلت جامعات كثيرة مع وزارة التربية لبحث زيادات محتملة في الرسوم.

و إذا أقدمت واسيدا على هذه الخطوة، فإن “عديد المؤسسات الأخرى قد تحذو حذوها”.

و بعض الجامعات، مثل جامعة توهوكو، أعلنت بالفعل رسميًا زيادة ملحوظة في رسوم التسجيل: 1,7 مرة بالنسبة للطلبة الأجانب.

و يبدو أن اليابانيين أصغوا جيدًا لما يحدث في فرنسا…

فـ“الهيكساغون” بدأ منذ فترة برفع رسوم تسجيل الطلبة الأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي، لتنتقل من أقل من 200 يورو إلى نحو 4000 يورو للحصول على ماستر في الجامعات العمومية.

و اليابان ما تزال بعيدة جدًا عن هذا المستوى، ومن الأفضل أن تبقى كذلك.

و تشدد الحكومة اليابانية على أن البلاد متأخرة في “السباق العالمي” لاصطياد المواهب الدولية.

و تذكّر NHK بأن الطلبة الأجانب لا يمثلون سوى 5,9% من إجمالي الطلبة في اليابان، مقابل أكثر من 32% في أستراليا و 22% في المملكة المتحدة.

و من الواضح أن انطلاقة اليابان تبقى رهينة مناخ أكاديمي جذّاب و محفّز، لذلك ينبغي الحذر من السياسات التسعيرية التمييزية.

لكن المقارنات الدولية تُشجّع الجامعات اليابانية : إذ “يدفع الطلبة الأجانب في جامعة كاليفورنيا حوالي 3,4 مرات أكثر من الطلبة المحليين”، كما “يدفع الطلبة الأجانب في جامعة أكسفورد نحو 3 مرات أكثر”.

الخلاصة : لدى اليابان هامش واسع مقارنة بالوجهات الأنغلوسكسونية—و أيضًا الفرنسية اليوم—و قد يمنحها ذلك “أفكارًا” قد تكون، بطبيعة الحال، سيئة بالنسبة للطلبة الأجانب.

و تشير NHK إلى أن الجامعات اليابانية تنفق أكثر لتوفير تعليم ذي جودة وظروف عيش لائقة، وهو منعطف تعتبره الوزارة ضروريًا “لقبول عدد أكبر من الطلبة الأجانب المؤهلين”.

لكن بالنسبة للعقول التي تضع اليابان نصب أعينها، قد تتحول التجربة إلى معضلة مالية، حتى وإن كانت البلاد ما تزال بعيدة جدًا عن موجة الغلاء في الولايات المتحدة و فرنسا.

تعليقات
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

مواضيع ذات صلة:
الرقمية المصدر: الرقمية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا