اختفت العلامة الفرنسية الشهيرة للأجهزة الكهرومنزلية Brandt، بعدما وُضعت في التصفية القضائية هذا الخميس 11 ديسمبر.
الصناعة الفرنسية، التي تعاني أصلًا من وضع متدهور رغم “الإرادة السياسية” التي يعلنها الرئيس إيمانويل ماكرون، تتلقى ضربة جديدة.
لكن الخاسر الأكبر يبقى مالك براندت، أي المجموعة الجزائرية الخاصة Cevital.
فآل ربراب (يسعد، مالك، ليندا، عمر، سليم و ياسين)، العالقون في متاعب مالية ثقيلة على خلفية قضايا فساد، لم يكونوا بحاجة إلى هذه “الصفعة” الإضافية.
محكمة الأنشطة الاقتصادية في نانتير أسدلت هذا الخميس الستار على “نزيف” طويل.
و كانت الشركة التابعة لـCevital قد حصلت على قرار وضعها تحت الحماية القضائية (إعادة التنظيم القضائي) في مطلع أكتوبر الماضي، بعد عامين متتاليين من الشحّ، تراجعت خلالهما المبيعات في فرنسا، بنسبة -3,9% في 2024…
و كان يُفترض أن تفضي هذه الإجراءات إلى عروض استحواذ من مستثمرين جدد، بما يضمن الحفاظ على الوظائف وكذلك “المعرفة الصناعية” و“التموقع داخل التراب الفرنسي” لبراندت، آخر مُصنّع للأجهزة الكهرومنزلية الكبيرة في فرنسا.
كما طُرح مشروع استعادة النشاط في إطار شركة تعاونية (Scop) بدعم من الحكومة، لكنه تبخّر سريعًا.
النتيجة: بعد أكثر بقليل من شهرين على وضعها تحت إعادة التنظيم القضائي، أُعلنت المجموعة رسميًا في التصفية، مع ترك 700 موظف دون عمل.
و علّق فرانسوا بونو، رئيس جهة سنتر-فال دو لوار، قائلًا: “إنه خبر فظيع، صدمة، و ضربة موجعة للصناعة الفرنسية”، كما يمثل “صدمة نفسية” للعمال.
الخبر السيئ هزّ حتى الحكومة الفرنسية، إذ سارع وزيران إلى التعليق : رولان ليسكور المكلّف بالاقتصاد و سيباستيان مارتان المسؤول عن الصناعة و أعربا عن أسفهما لغرق “جوهرة فرنسية”.
و قال الوزيران، وفق ما نقله Le Figaro: “كل إغلاق لمصنع هو تمزّق للعمال و للعائلات و لكل من ساهم في إبقاء هذه الخبرة الصناعية حيّة”.
و بالإضافة إلى Brandt، تسيطر المجموعة على علامات De Dietrich و Sauter و Vedette.
و بعد استحواذ العملاق الخاص الجزائري Cevital عليها سنة 2014، استعادت المجموعة بعض أنفاسها و شغّلت موقعين للإنتاج في فرنسا : أحدهما في أورليان و الآخر في فاندوم.
و كانت هذه المصانع تنتج سنويًا 50 ألف جهاز طبخ…
أما في الجزائر، فتُصمَّم منتجات العلامة داخل مجمّع صناعي ضخم بمساحة 95 ألف متر مربع في سطيف، إثر استثمار هائل قُدّر بـ250 مليون دولار.
و يشغّل مصنع سطيف 4000 شخص و ينتج سنويًا 8 ملايين جهاز (تلفزيونات، ثلاجات، مكيّفات، أفران، غسالات)، بنسبة إدماج تتراوح بين 70 و 80%.
و في فرنسا، بلغ رقم معاملات Brandt هذا العام 260 مليون يورو، لكنه لم يكن كافيًا لإنقاذ العلامة من أزمتها.
و بالنسبة لعائلة ربراب، فهي نكسة إضافية، بعد عقوبة السجن و منع ممارسة النشاط التي طالت الأب يسعد سنة 2019، ثم الابن الأكبر عمر في جويلية 2025…
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
المصدر:
الرقمية