شهدت ولاية سليانة، يوم الثلاثاء 2 ديسمبر 2025، تنظيم اليوم الثقافي الجهوي “أليف سليانة”، في تظاهرة جمعت بين وزارة الشؤون الثقافية عبر المندوبية الجهوية بسليانة ومنتدى قرطاج ومؤسسة تونس للتنمية، بحضور عدد من الشخصيات الوطنية والجهوية. ومن أبرز الحاضرين السيدة يسر الحزقي ممثلة عن وزارة الشؤون الثقافية، والسيدة حنان بن ناجم المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بسليانة، والسيد بدر الدين والي رئيس مؤسسة تونس للتنمية، إلى جانب السيد حسان المناعي المدير التنفيذي للمؤسسة، ما منح الحدث بعدًا مؤسسيًا يعكس أهمية تعزيز المشهد الثقافي في الجهة.
وافتُتح اليوم بحفل تكريم للمؤسسات المشغّلة في الولاية، في مبادرة رمزية تؤكد دور هذه المؤسسات في دعم التشغيل وتحريك الدورة الاقتصادية، وفي إبراز التكامل بين التنمية الاقتصادية والثقافية كمسار موحّد لخدمة المجتمع.
وتواصل البرنامج بندوة فكرية أدارها الأستاذ مبروك المناعي، قدّم خلالها كل من الأستاذ منجي برقو والأستاذ أحمد الحمروني مداخلات معمّقة أعادت قراءة تاريخ سليانة وتراثها من جوانب مختلفة، شملت الإرث التاريخي والمعماري، الزوايا الصوفية، محطات المقاومة الوطنية، إضافة إلى الإسهامات الأدبية والشعرية التي أسهمت في رسم ملامح الهوية الثقافية للجهة.
كما تضمّن اليوم فقرات شعرية بمشاركة الشعراء الهادي بن مسعود وصلاح الرحيمي وسعيد شلبي وعبد الله الزريبي، الذين قدّموا نصوصًا استحضرت الذاكرة الريفية والوجدانية، وأعادت إحياء صور إنسانية متجذّرة في ذاكرة أبناء سليانة، فكانت هذه القراءات جسرًا نابضًا بين الماضي والحاضر.
واختُتم الحدث بمعرض للصور وثّق معالم سليانة الأثرية ومواقعها الطبيعية ووجوه أهلها، مقدّمًا رحلة بصرية سمحت للزوار باكتشاف الجهة من منظور يجمع بين الجمالية والبعد التاريخي. كما حضر الحرفيون المحليون عبر ركن للصناعات التقليدية عرضوا فيه منسوجات ومصنوعات خزفية ومنتجات فلاحية عكست مهارات متوارثة وروحًا محلية أصيلة.
وهكذا مثّل يوم “أليف سليانة” أكثر من مجرد تظاهرة ثقافية؛ إذ أعاد الاعتبار للذاكرة الجماعية، وعزّز الشعور بالانتماء، وأبرز ثراء الرصيد الإبداعي للجهة، مؤكّدًا أنّ سليانة تمتلك كل المقومات لتكون فضاءً متجددًا للثقافة ومكوّنًا أساسيًا من مكوّنات التنمية الشاملة.
المصدر:
الإخبارية