آخر الأخبار

فرنسا – الإسلاموفوبيا : لو تصرّف جميع منتخبِي الجمهورية مثل هذا النائب…

شارك
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

من الواضح أنّ فرنسا، ككيان سياسي – و لا أقصد هنا جميع المواطنين الفرنسيين – تعاني من مشكلة عميقة مع ديانتها الثانية، الإسلام.

فبعد عقود من التعايش، لا تزال عملية الاندماج متعثّرة.

فمن يتحمّل المسؤولية؟ الأسباب عديدة، لكن سنتوقف اليوم عند رموز الدولة الأبرز : الوزراء.

فبعضهم، غالبًا بدافع الانتهازية الانتخابية، لا يتردّد في إذكاء نار الإسلاموفوبيا. هذا حال وزير العدل جيرالد دارمانان بتصريحاته الهذيانية حول الحجاب و هذا أيضًا حال وزير الداخلية و الأديان السابق (و منها الإسلام) برونو ريتايو، المعروف بقِلّة تعاطفه مع كل ما هو مسلم.

و لو لم يكن المسلمون مضطهدين داخل وطنهم، فرنسا، لما فكّروا في الهجرة نحو فضاءات أكثر رحمة.

من الواضح كذلك أنّ فرنسا التي سيتركها الرئيس إيمانويل ماكرون لن تكون بـ”جمال” و سخاء تلك التي ورثها عن الاشتراكي فرانسوا هولاند.

و قد يكون القادم أسوأ مع صعود اليمين المتطرّف، الذي تتوقّع له كل استطلاعات الرأي فوزًا كاسحًا في الانتخابات المقبلة. جوردان بارديلا ورفاقه يتظاهرون بالتستّر في ما يخص الإسلاموفوبيا، مدّعين التركيز على “الاجتياح” الهجري عمومًا. لكن أحد المتحدثين باسم بارديلا أفصح بوضوح عمّا يختبئ خلف هذا القناع.

ومع ذلك، فإنّ “الانحدار الكبير” لفرنسا – وهو وصف أكثر شاعرية من “الاستبدال الكبير” – ليس قدرًا محتومًا. فمن الممكن وقف التدهور المجتمعي، وصون هيبة الجمهورية، والاستمرار في بناء مجتمع يضمّ مختلف مكوّنات الشعب الفرنسي المتعدّد الأعراق والثقافات. وهذا النائب من “فرنسا الأبيّة” (LFI) يقدّم نموذجًا على ذلك. ففي فيديو بعنوان “رسالة إلى مواطناتي ومواطنَي المسلمين”، قال أنطوان لياومان، نائب الدائرة العاشرة في إيسون، ما يلي:

«أتوجّه إلى المواطنات والمواطنين المسلمين، وإلى كل من يعتنقون الدين الإسلامي في بلدنا. أعلم أن الأسابيع الأخيرة كانت صعبة للغاية بعد نشر استطلاع لمعهد IFOP يربط بشكل مباشر بين المسلمين والإسلاميين، بل وحتى بالإرهاب…

وبعد نشر تقرير لمجلس الشيوخ يدعو إلى منع ارتداء الحجاب على الفتيات دون 16 عامًا، وإلى منع الصيام على جميع المسلمين تحت هذا السن. وبعد نشر مقترح قانون من لوران فوكييز يهدف مجددًا إلى حظر الحجاب. ثم بعد العثور على رصاصة داخل صندوق بريد مسجد نانتوا.

وأخيرًا بعد تعرّض مسجد بوي-أون-فالي لأعمال تخريب. كل هذه الأحداث، وكل هذه التصريحات التي ترددت، جعلت من الأسبوعين الماضيين مرحلة مشحونة جدًا بالإسلاموفوبيا، بعد أشهر طويلة من الاستهداف الذي أعلم أنه أصاب وأوجع الكثير منكم.

أريد أن أقول لكم، بصفتي منتخبًا للأمة، نائبًا في الجمهورية الفرنسية، إنني أقدّم دعمي الكامل لكل من يشعر بأنّه مستهدف بحملات شيطنة المسلمين. ولكل من يتعرّض للإهانات أو حتى للاعتداءات الإسلاموفوبية، أُجدّد دعمي كنائب للجمهورية الفرنسية، وأنا أحمل على كتفي العلم الثلاثي الألوان.

لأنني لا أنسى أن الجمهورية الفرنسية ليست كراهية هذا أو ذاك بسبب دينه، بل العكس تمامًا. فالجمهورية، كما يرد في الفصل العاشر من إعلان حقوق الإنسان خلفي هنا، تؤكد أنّه لا يجوز لأيّ إنسان أن يُزعَج بسبب آرائه، حتى الدينية منها.

و أردتُ بدايةً أن أعبّر لكم عن دعمي، ثم أن أؤكد لكم أنّه ستظل دائمًا هناك فرنسا متمسّكة بهذه القيم، وستظل تقول إنّ علينا أن نجعل من شعار الجمهورية: “حرية، مساواة، إخاء” برنامجًا سياسيًا لبلدنا. هذا ما نطمح إليه جميعًا. وكونوا على يقين بأنّ هذه فرنسا ستبقى دائمًا داخل الجمهورية الفرنسية.»

اشترك في النشرة الإخبارية اليومية لتونس الرقمية: أخبار، تحليلات، اقتصاد، تكنولوجيا، مجتمع، ومعلومات عملية. مجانية، واضحة، دون رسائل مزعجة. كل صباح.

يرجى ترك هذا الحقل فارغا

تحقّق من صندوق بريدك الإلكتروني لتأكيد اشتراكك.

تعليقات
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

مواضيع ذات صلة:
الرقمية المصدر: الرقمية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا