كشفت بيانات رسمية للقائمات المالية للبنك المركزي التونسي التي نشرها بداية هذا الاسبوع على موقعه الرسمي أن قيمة موجودات رصيد الذهب بلغت في 31 ديسمبر 2024 ما يزيد عن 1,1 مليار دينار مقابل رصيد بقيمة 843 مليون دينار خلال التاريخ ذاته من سنة 2023.
وسجلت مخزونات البنك المركزي التونسي من الذهب بذلك زيادة في القيمة بنسبة 30% ما بين 2023 و2024 بما قيمته 267,2 مليون دينار مستفيدة من ارتفاع سعر المعدن الأصفر في السوق العالمية.
في جانب اخر، اظهرت ذات البيانات أن مخزون البنك من الذهب لم يسجل أي تطور في الفترة ذاتها مسجلا استقرار عند 6,8 طنا من بينها 4,1 طنا من السبائك مودعة في خزائن البنك و2,7 طنا من السبائك مودعة في بنك أنقلترا إلى جانب قطع أثرية.
وأكدت مؤسسة الإصدار في تقريرها على ان تقييم الموجودات من سبائك الذهب بسعر السوق في نهاية شهر ديسمبر الماضي تم باستعمال سعر الاقفال للجلسة الصباحية لبورصة لندن مفسرة الزيادة المقدرة بـ 267,2 مليون دينار لرصيدها من الذهب بالتأثير المشترك في زيادة سعر الأونصة من الذهب الخالص وتطور سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العملة الوطنية.
هذا وقد ارتفع سعر الأونصة من الذهب الخالص من 2062,4 دولار أو 66,31 دولار للغرام الواحد في اواخر ديسمبر 2023 إلى 2610 دولارا للأونصة أو 83.9 للغرام الواحد بحلول 31 ديسمبر 2024 ذلك بالتوازي مع انتقال سعر صرف مقابل الدينار من 3,0692 نهاية سنة 2023 إلى 3,19415 عند نهاية 2024.
ويؤثر ارتفاع سعر الذهب عالميا بشكل كبير على السوق التونسية، حيث تسجل تجارة المعدن الثمين تراجعا تحت تأثير تغير الاسعار والأوضاع الخاصة بالقدرة الانفاقية.
وتؤكد غرفة تجار المصوغ حصول تغيرات كبيرة في علاقة المستهلكين بالمعدن الأصفر وسط تغير عادات التوقي والادخار عبر اكتناز الذهب علما ان عدة مؤشرات تبرز تسجيل معاملات سوق الذهب تراجعا ملحوظا خلال السنوات العشرة الماضية بأكثر من 50% نتيجة تراجع الاقبال في البلاد سيما أن الذهب لم يعد ملاذا آمنا للمدخرين مع ارتفاع سعره بما يزيد عن 60% خلال السنوات العشرة الماضية.
ويعد الذهب من أهم آليات الادخار نظرا لقيمته الثابتة التي لا تتأثر بعوامل التضخم التي تصيب المدخرات المالية. ويختلف تعامل المستهلك في تونس مع المعدن الأصفر عن القاعدة الشائعة في عدة دول في المنطقة فضلا عن توصيات التقارير الدولية التي تؤكد أهمية التحوط بالذهب حيث تعد فترات التضخم المرتفع تاريخيا إيجابية بالنسبة لسعر الذهب، كما يميل المستثمرون إلى الهروب من العملات الورقية نحو المعادن الثمينة.