في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تشهد مدينة الحمامات منذ سنوات ظاهرة الانجراف البحري، وهي مشكلة قديمة لكنها لم تحظَ بالاهتمام الكافي، وفق ما أكده سالم الساحلي، رئيس جمعية التربية البيئية بالحمامات. فقد تسببت الضغوط العمرانية والسياحية في تدهور الشريط الساحلي نتيجة البناء فوق الرمال وإزالة الكثبان الرملية، مما أدى إلى تقدم البحر وتآكل الشواطئ.
الوقاية: الحل الأمثل الذي تم تجاهله
يرى الساحلي أن الحل الوحيد لمواجهة هذه الظاهرة هو اتخاذ تدابير وقائية، أهمها الابتعاد عن البناء قرب الشواطئ واحترام حرمة البحر. فالممارسات العمرانية العشوائية جعلت المدينة اليوم أمام خيارات صعبة ومكلفة، إذ لم يعد بالإمكان معالجة المشكلة بوسائل طبيعية، بل أصبح اللجوء إلى الحلول الهندسية، مثل إقامة حواجز إسمنتية وصخرية داخل البحر، أمرًا لا مفر منه للحد من قوة الأمواج وتقليل تأثيرها على الشواطئ.
انعكاسات خطيرة على السياحة والصيد البحري
يحذر الساحلي من أن استمرار هذه الظاهرة قد يؤدي إلى فقدان الحمامات لأحد أهم مقوماتها السياحية: الشاطئ. فغياب الشواطئ في قلب المدينة سيؤثر سلبًا على القطاع السياحي ويشوه جمالية المكان، ما قد يحوّل المنطقة إلى نموذج مشابه لمارسيليا، حيث تفتقر الواجهة البحرية إلى الشواطئ الرملية.
إضافة إلى ذلك، يهدد تآكل الساحل نشاط الصيد البحري التقليدي، الذي كان يوفر مصدر رزق للعشرات من الصيادين. فاليوم، تراجعت أعداد قوارب الصيد بشكل ملحوظ نتيجة تقلص المساحات المخصصة لها وانحسار المجال البحري المناسب لممارسة هذا النشاط.
الحاجة إلى تخطيط بيئي مستدام
يؤكد الساحلي أن غياب التهيئة السياحية العلمية منذ البداية هو السبب الرئيسي في تفاقم هذه الأزمة، مشددًا على ضرورة احترام الطبيعة وإيجاد حلول بيئية مستدامة للحفاظ على توازن الشريط الساحلي. فالممارسات الحالية تدفع ثمنها الأجيال القادمة، ما يتطلب تحركًا عاجلًا لتدارك الوضع قبل أن يصبح فقدان الشاطئ أمرًا لا رجعة فيه.
باتت مدينة الحمامات أمام تحدٍّ بيئي كبير يفرض إعادة النظر في سياسات التخطيط العمراني والسياحي. فالرهان اليوم يجب أن يكون على استعادة التوازن الطبيعي للساحل عبر حلول علمية مستدامة، لتجنب خسارة أحد أهم المعالم السياحية والبيئية في تونس.