آخر الأخبار

بقلم مرشد السماوي: هل بالإمكان مضاعفة عدد السياح الوافدين على بلادنا ليصل إلى 30 مليون سائح قبل 2030؟

شارك

مرة أخرى أجد نفسي مجبرا على الحديث عن القطاع السياحي في بلادنا الذي بني على اسس صحيحة منذ بداية سبعينيات القرن الماضي وصنفت تونس زمنها الافضل في التكوين والخدمات والتطور السريع بخطط محكمة وبرامج محددة واستراتيجيات ممنهجة وفاعلة مما جعل تركيا واليونان والمغرب واسبانيا تتعلم وتنتفع من التجربة التونسية.

ورغم كل هذه النجاحات والتطور في البنية التحتية وتهاطل الاستثمارات الخارجية وخاصة العربية الخليجية في مقدمتها مجموعة ابو نواس الكويتية فانه مع نهاية التسعينيات من القرن الماضي تراجع القطاع السياحي رغم تشجيعات الدولة وتثمينها لقطاع كان يصنف الاول في جلب العملة “الصعبة” بسبب ما اصابه من فساد وخراب وتسرب جهات وافراد لا علاقة لهم بالسياحة ومعهم بنوك عديدة انتج تدمير ممنهج للسياحة حتى الصحراوية والثقافية والاثرية التي تم التركيز عليها .

وتراجع تكوين العاملين في هذا القطاع واصبحت الخدمات غير مرضية حتى لا نقول رديئة وتصنيف النزل لم يعد بالجدية المتعارف عنها والمقاييس المحددة دوليا مما جعل بعض مالكي النزل يعيشون ظروفا صعبة ومنهم من عجز عن المواصلة ومنهم من غلق نزله بطريقة متعمدة فيها الكثير من الدهاء والمكر لتعويض اراضي النزل الى اقامات سكنية بدعوى انه افلس سياحيا لكن في الحقيقة اصبح ثريا جدا عقاريا …

هذا قليل من كثير عن وضع السياحة التونسية دون ان نتغافل على الاعيب وتهريب اموال وتبييضها تحصل في شكل عمليات مريبة وبطرق ملتوية لتهريب العملة بواسطة معاملات مشبوهة مع وكالات اسفار اوروبية ومنها التي افلست وبقيت تتعامل مع اطراف محددة …

رغم كل هذه المشاكل والفساد وتراجع الخدمات فان بلادنا تستقبل اعداد كبرى وصلت هذه السنة الى 10ملايين سائح ولم تجني منه الدولة التونسية اكثر من 6مليار دينار اي اقل من مداخيل الفلاحة الزيتون وغلال البحر والتمور.

مما جعل السلطات العليا المعنية تولي اهمية لتطوير القطاع السياحي ووضع استراتيجية ورقمنة ادارية لإضفاء الجدية والشفافية مع التخطيط لوضع استراتيجية عصرية مستقبلية تعتمد على الكيف لا الكم في جلب السياح من اوروبا خاصة حيث يتم استقبال الفقراء والمتقاعدين والمرضى المسنين الذين يعيشون بصفة دائمة وكان نزل خمسة او اربعة نجوم اصبح دار المسنين .

كما سيتم فتح ملف القروض التي تمتع بها بعض اصحاب النزل بدون ضمانات كافية ومنها التي تعدت مدة دفع اقساطها اكثر من عقدين من الزمن كما سيتم فتح ملفات الاراضي السياحية التي اصبحت تجارية وسكنية وهناك نوايا صادقة لوضع استراتيجيات للنهوض بالتكوين في السياحة والتعليم الذي يتماشى ومتطلبات العصر كما سيتم مراجعة وتدقيق مشاريع ديار الضيافة.

وهناك كذلك تصورات وبرامج سيتم اعتمادها للترويج لسياحة الثقافة والاثار والمؤتمرات والرياضة والصحة في مخطط طموح لمضاعفة عدد السياح الذين سيزورون تونس مستقبلا ومنهم اعداد كبرى من اسواق افريقية وآسيوية ليصل عدد السياح مع حلول سنة 2030الى 30مليون سائح .

وقد علمنا ان هناك حرص من اعلى هرم السلطة رئيسنا قائد ثورة الاصلاح والتشييد الاستاذ قيس سعيد لتطهير القطاع السياحي واعادة الاعتبار له والحرص على تلميع صورة بلادنا في الخارج بحكم انها حباها الله بجمال طبيعي متميز ومنفرد وتنوع في المنتوج السياحي بمناطق سياحية وغابية وصحراوية غاية في الروعة وهناك مؤشرات عودة الاستثمارات الخليجية وخاصة السعودية بروح التآخي والتعاون المثمر المشترك.

والله ولي التوفيق .

الرقمية المصدر: الرقمية
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا