في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تشهد زراعة الفراولة في ولاية نابل خلال الموسم الحالي تراجعا ملحوظا في المساحات المخصّصة لها، حيث انخفضت إلى 340 هكتارا بعد أن كانت 380 هكتارا في الموسم الفارط، مع العلم أن المساحات المزروعة في المواسم السابقة تجاوزت 600 هكتار. هذا التراجع يعكس أزمة حقيقية تواجه هذا القطاع الذي يستأثر بـ 90% من الإنتاج الوطني، وفق معطيات المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بنابل.
تراجع الإنتاج وأسبابه
تشير التوقعات إلى انخفاض صابة الفراولة هذا الموسم إلى حوالي 13,600 طن، مقارنة بـ 20,000 طن في الموسم الماضي. يعود هذا التراجع إلى عدة عوامل، أبرزها تقلص المساحات المزروعة وعزوف الفلاحين نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج ونقص المياه.
ارتفاع التكاليف:
يُعد ارتفاع أسعار المشاتل والمستلزمات الفلاحية من أبرز أسباب عزوف الفلاحين، حيث تصل تكلفة إنتاج الهكتار الواحد إلى أكثر من 80 ألف دينار. بالإضافة إلى ذلك، يشكو الفلاحون من إلزامهم بيع منتوجهم بأسعار محددة لا تغطي التكاليف، مما يضعهم أمام صعوبات مالية كبيرة.
نقص المياه:
يُعاني الفلاحون، خصوصا في مناطق مثل بني عيشون وبو يوسف، من نقص مياه الريّ وغياب الدعم في ربط الآبار بالكهرباء عالي الضغط، مما أجبر البعض على تقليص مساحاتهم المزروعة أو تغيير نوعية المحاصيل.
مطالب الفلاحين
طالب الفلاحون الجهات المعنية بالتدخل لدعم القطاع من خلال:
1. خفض تكاليف الإنتاج، خاصة أسعار المستلزمات الفلاحية والمشاتل.
2. توفير الدعم اللوجستي لتسهيل تسويق المنتوج.
3. الضغط على الأداءات، مثل التخفيض في نسبة الأداء بسوق الجملة التي تصل إلى 14%.
أهمية زراعة الفراولة في نابل
تعد زراعة الفراولة من أبرز الأنشطة الفلاحية في ولاية نابل، حيث توفر حوالي 200 ألف يوم عمل سنويا، ما يجعلها ذات أهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة. ومع ذلك، فإن استمرار هذه الزراعة مهدد ما لم يتم اتخاذ إجراءات لدعم الفلاحين وضمان استمرارية نشاطهم.
نحو حلول مستدامة
إن المحافظة على قطاع زراعة الفراولة يتطلب رؤية استراتيجية شاملة تراعي التحديات التي يواجهها الفلاحون، مع توفير الدعم اللازم لهم لضمان ديمومة الإنتاج وتحقيق أرباح تُمكّنهم من مواصلة نشاطهم في المستقبل.
شاهد الصور