كشف تحليل صور أقمار صناعية عن نشاط عسكري أميركي متصاعد في 5 قواعد ومطارات إستراتيجية بمنطقة البحر الكاريبي، وسط تصاعد حدة التوترات بين الولايات المتحدة الأميركية وفنزويلا.
ويُظهر التحليل الذي أجرته وكالة "سند" للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة -استنادا إلى رصد صور الأقمار الصناعية ومواد منشورة على منصات التواصل الاجتماعي وبيانات رسمية- ملامح الاستنفار العسكري الأميركي في عدد من القواعد التي تمثل ركيزة من الركائز الأساسية للحملة العسكرية الحالية.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية نشاطا في قاعدة ماكديل، المقر الرئيسي للقيادة المركزية الأميركية.
ولوحظ، خلال مقارنة الصور الملتقطة بين 16 أغسطس/آب الماضي، و20 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وجود للطائرات بلغ عددها 32 طائرة في ذلك التاريخ.
وكشفت الصور عن انتشار عشرات طائرات التزود بالوقود من طراز (كيه سي- 135 ستراتوتانكر) وتواجد طائرتي رادار ومراقبة من طراز (إي-3 سينتري) بالقاعدة.
وطابقت وكالة "سند" للتحقق الإخباري بالجزيرة صور الأقمار الصناعية بالبيانات المتوفرة للطائرات بموقع الجيش الأميركي.
ونشر ناشطون صورا جوية لتلك الحشود العسكرية بالقاعدة وانتشار تلك الطائرات بالمطابقة بصور الأقمار الصناعية.
وتعمل القاعدة كمركز دعم محلي لعملية ( الرمح الجنوبي)، بحسب تصريحات عسكرية أميركية في سياق العمليات المتعلقة بفنزويلا.
وأطلقت واشنطن حملة عسكرية أميركية، أطلقت عليها اسم "الرمح الجنوبي" في نوفمبر/تشرين الثاني 2025 بقيادة قوة المهام المشتركة والقيادة العسكرية الجنوبية (ساوثكوم) بهدف "مكافحة الإرهابيين المرتبطين بالمخدرات وتأمين نصف الكرة الأرضية الغربي".
وبرز مطار هنري إي رولسن بجزر العذراء الأميركية -المعزولة عن الولايات المتحدة جغرافيا- في مسرح التحركات العسكرية في الآونة الأخيرة.
وأوضحت صور الأقمار الصناعية الملتقطة بين 9 أغسطس/آب الماضي، و28 ديسمبر/كانون الأول الجاري نشاطا بالمطار؛ إذ رصدت 5 طائرات عسكرية، بينما لم تُرصد في الفترة التي سبقت التوترات الأخيرة بين الولايات المتحدة وفنزويلا.
ووثق ناشطون في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لقطات تظهر إقلاع طائرة تزود بالوقود من داخل المطار.
ومع تزايد نشاط الولايات المتحدة وتعزيز حضورها العسكري في منطقة الكاريبي، لعبت بورتوريكو دورا لافتا لمواقع عملياتها في ظل التوترات السائدة مع فنزويلا.
ورصدت الأقمار الصناعية بتاريخ 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري وجود 33 طائرة من أنواع مختلفة، شملت مقاتلات من طراز (إف-35)، كما أظهرت الصور استخدام أجزاء واسعة من المدرج الجانبي لإنشاء وحدات مبيت للجنود، وهو ما أكدته صور نشرتها وكالة "رويترز".
وفي السياق ذاته، أوضحت صور الأقمار الصناعية الملتقطة بين 15 أغسطس/آب و28 ديسمبر/كانون الأول، في مطار رافائيل هيرنانديز شمال غرب بورتوريكو، رصد 5 طائرات عسكرية، في حين نقلت "رويترز" تقارير عن إدخال معدات اتصالات متطورة وأبراج مراقبة متنقلة لتنسيق حركة الطيران المكثفة.
صور فضائية لانتشار الطائرات العسكرية بمطار رافائيل هيرنانديز (المصدر: بلانيت)ورصدت وكالة رويترز، في تقرير سابق عمليات إدخال معدات اتصالات وبرجا متنقلا لمراقبة الحركة الجوية، ونقلت عن خبراء عسكريين أن نشاط أبراج المراقبة الجوية المتنقلة لتنسيق حركة عدد أكبر من الطائرات الداخلة إلى منطقة ما والخارجة منها.
رصدت الصور الفضائية نشاطا عسكريا في قاعدة "لاس أميركاس" الدولية، مع تزايد ملحوظ في عدد طائرات التزود بالوقود بالقاعدة.
نشاط القوات الأميركية في قاعدة لاس أميركاس بالدومينيكان (كاسيدي فيشر)وأوضحت الصور الملتقطة بين 8 أغسطس/آب و27 ديسمبر/كانون الأول وجود طائرات (كيه سي- 135 ستراتوتانكر)، إذ رصدت صور يوم 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، تواجد 6 طائرات، ثم ارتفع العدد إلى 8 طائرات في 17 ديسمبر/كانون الأول، وصولا إلى 11 طائرة في 27 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
صور فضائية لانتشار طائرات KC-135 ستارتوتانكر في قاعدة لاس أميركاس (المصدر: بلانيت)ويذكر أن الدومينيكان سمحت للولايات المتحدة في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، باستخدام مناطق محدودة في قاعدة سان إيسيدرو ولاس أميركاس إنترناشيونال لأغراض مكافحة المخدرات، وتشغيل طائرات عسكرية، وتمويل عمليات الدعم واللوجستيات.
وفي وقت سابق، أفاد مسؤول أميركي لرويترز بأن البيت الأبيض أصدر أوامر للقوات الأميركية بالتركيز شبه الكامل على فرض حصار نفطي على فنزويلا لمدة شهرين على الأقل، ويهدف هذا التوجه إلى ممارسة أقصى درجات الضغط الاقتصادي كخيار أولي للوصول إلى أهداف واشنطن، مما قد يقلل من احتمالات شن ضربات عسكرية برية كان الرئيس ترامب قد لوّح بها مرارا.
وتوقع المسؤول أن تؤدي هذه الضغوط الهائلة إلى وضع فنزويلا أمام كارثة اقتصادية محققة بحلول أواخر يناير/كانون الثاني المقبل، ما لم يقدم نظام الرئيس نيكولاس مادورو تنازلات جوهرية للولايات المتحدة، مؤكدا أن الخيارات العسكرية تظل قائمة رغم تقديم المسار الاقتصادي في المرحلة الراهنة.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة