في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
شدد محللون تحدثوا لبرنامج "ما وراء الخبر" على أهمية التنسيق والتعاون بين دمشق وواشنطن لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وتوقعوا أن يرتفع مستوى التعاون بينهما مستقبلا.
وباركت دمشق العملية العسكرية التي أطلقتها واشنطن ضد تنظيم الدولة في البادية السورية، ردا على هجوم في تدمر بريف حمص قبل أيام أودى بحياة 3 أميركيين.
وقالت الخارجية السورية إن "سوريا تؤكد التزامها الثابت بمكافحة تنظيم الدولة وضمان عدم إبقاء أي ملاذات آمنة له في البلاد"، داعية الولايات المتحدة والدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد التنظيم إلى دعم جهود سوريا في مكافحة الإرهاب.
وأكد الأكاديمي والباحث السياسي، الدكتور كمال عبدو أن هناك 4 غرف عمليات بين دمشق وواشنطن لتنسيق الجهود أمنيا ولوجستيا وعسكريا بشأن محاربة تنظيم الدولة، مرجحا أن يكون الهجوم الأميركي الذي استهدف الجمعة مواقع لتنظيم الدولة قد تم بتنسيق مع الحكومة السورية.
غير أن نفس المتحدث تساءل -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" ضمن حلقة (2025/12/20)- عن سبب إحجام الولايات المتحدة عن استهداف تنظيم الدولة قبل هجوم تدمر الأخير، وهي التي لديها المعلومات الاستخباراتية وتعلم مكان انتشار التنظيم ومخازن أسلحته.
وأشار إلى أن الحكومة السورية لديها الاستعداد الكامل للتعامل مع الأميركيين من أجل هزيمة التنظيم، ولكن التعاون يجب أن يرتقي إلى مستويات أعلى، خاصة أن واشنطن باتت تدرك أنها لن تهزم التنظيم بالضربات الجوية فقط.
أما هينو كلينك، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، فيرى أن بلاده لديها القدرات والإمكانيات للوصول إلى مخابئ من أسماهم "الإرهابيين" وتدمير قدراتهم، وما تملكه في المنطقة من قدرات يؤكد أنها ستسمر لفترة طويلة -يواصل المتحدث- في استهداف تنظيم الدولة في سوريا، مرجحا أن واشنطن قد تستعين ببعض الطائرات والمقاتلات الموجودة لديها في المنطقة.
ورغم قوله إن الولايات المتحدة لديها تجربة عسكرية كبيرة في المنطقة تزيد على 20 عاما، أشار كلينك إلى أنه من غير الممكن القضاء على تنظيم الدولة بضربة عسكرية دون عمل منسق مع بقية الأطراف.
وشدد على ضرورة تنسيق الجهود ومحاربة التنظيم على مستويات شتى، وخاصة التنسيق مع الحكومة السورية الجديدة، التي قال إنها ستقدم امتيازات للجانب الأميركي من خلال توفير المعلومات الاستخباراتية الضرورية على الأرض.
كما لفت نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق إلى أن بلاده ستستمر في تقديم الدعم العسكري لسوريا ولا سيما في ظل الظروف الراهنة وعلى ضوء العلاقات الدافئة بين البلدين، مشيرا إلى أن هذا الأمر يخدم مصلحة البلدين.
وفي نفس السياق، استبعد أن تنسحب الولايات المتحدة من سوريا، قائلا إنها "لن تنسحب في القريب العاجل، بل ستبقى لتكون لها القدرة على التحرك".
يذكر أن القوات الأميركية في سوريا تعمل ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، الذي تشكّل بقيادة الولايات المتحدة عام 2014، وانضمت إليه سوريا في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
وينفذ التحالف منذ تأسيسه عمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق بمشاركة عدد من الدول، وقد انضمت إليه سوريا لتصبح رسميا الشريك رقم 90.
وجاءت قراءة الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد إلياس حنا في نفس السياق الذي تحدث فيه الضيفان السابقان، إذ يرى -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن تنظيم الدولة لم يعد كما كان في السابق.
وأوضح أن التنظيم بات عبارة عن مجموعات ليست لها قيادة أساسية، ولذلك لا يمكن محاربته بالطرق العسكرية التقليدية، بل عبر تعاون وتنسيق بين الجيش السوري، الذي يمسك الأرض، والولايات المتحدة.
وخلص الخبير العسكري والإستراتيجي إلى أن تنظيم الدولة لم يعد خطرا وجوديا على المنطقة، بل أصبح خطرا أمنيا وسياسيا، ما يعني أن الحل السياسي في سوريا سيؤدي إلى حل المشكلة الأمنية.
المصدر:
الجزيرة