آخر الأخبار

مناطق أمنية أم توسع استراتيجي؟.. جدل بشأن عقيدة إسرائيل

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

إسرائيل تعمل على إنشاء خطوط أمنية في جبهات لبنان وسوريا وغزة

تتسارع التحركات الإسرائيلية على أكثر من جبهة إقليمية، وسط تصعيد عسكري وتهديدات بضربات استباقية وإعلانات عن إنشاء مناطق أمنية تتجاوز الحدود المعترف بها، ما يفتح بابا واسعا للتساؤل حول طبيعة الاستراتيجية التي تعتمدها تل أبيب في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة.

فبين خطاب أمني يقدم هذه السياسات بوصفها إجراءات وقائية لمنع تكرار هجمات تهدد الداخل الإسرائيلي، ورؤية فلسطينية تعتبرها امتداداً لعقيدة توسعية قائمة على فرض الوقائع بالقوة، يبرز جدل حول مفاهيم الأمن والحدود والاستقرار.

هذا الجدل انعكس بوضوح في تصريحات كل من المحاضر في أكاديمية الجليل الغربي موشيه إلعاد، والمتحدث باسم حركة فتح إياد أبو زنيط، خلال حديثهما إلى "الظهيرة" على "سكاي نيوز عربية"، حيث قدم كل طرف مقاربة متكاملة تعكس عمق التباين في تفسير المشهد الإقليمي ومساراته المحتملة.

الأمن قبل الحدود.. منطق "المنع الاستباقي"

في قراءة أمنية للمشهد الإقليمي، قدم موشيه إلعاد، خلال حديثه، تصورا واضحا للعقيدة الأمنية الإسرائيلية بعد هجوم السابع من أكتوبر، مؤكدًا أن تحركات إسرائيل على جبهات غزة و لبنان و سوريا لا تنطلق من نزعة توسعية، بل من مبدأ منع تكرار ما يعتبره "مجزرة" تهدد أمن المواطنين الإسرائيليين. تصريحات إلعاد عكست مقاربة ترى الحدود مسألة متحركة، تتبدل تبعًا لمستوى الخطر القائم.

يرتكز طرح إلعاد على فكرة أساسية مفادها أن "لا وجود لحدود دائمة ما دام هناك إرهاب وخطر على إسرائيل". من هذا المنطلق، يربط بين الإجراءات العسكرية الإسرائيلية وبين مستوى الاستقرار على الجانب المقابل من الحدود.

ويقارن بين حدود إسرائيل مع مصر و الأردن، حيث لا تُستخدم القوة بسبب وجود حكومات "تحمي الحدود وتمنع تسلل العناصر الإرهابية"، وبين جبهات أخرى تشهد – بحسب وصفه – غيابًا للأمن، ما يبرر التدخل العسكري.

غزة.. حزام أمني بدل الحدود السابقة

فيما يخص قطاع غزة، يشدد إلعاد على أن إسرائيل أعلنت منذ الثامن والتاسع من أكتوبر أن "الحدود الجديدة لن تكون كما كانت"، مع التوجه إلى إنشاء منطقة عازلة أو حزام أمني.

ويقدم هذا الإجراء باعتباره وسيلة لمنع تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر، وليس خطوة ذات طابع توسعي. ويؤكد أن استخدام القوة مرتبط حصريًا بوجود خطر وغياب الهدوء، لا بمناطق ترتبط إسرائيل معها باتفاقيات سلام.

سوريا.. منطقة حرب لا سلام

ينظر إلعاد إلى الساحة السورية بوصفها "منطقة حرب لا منطقة سلام"، في ظل وجود ما يصفها بـ"ميليشيات إرهابية متعددة"، من بينها تنظيم داعش، على مقربة من الحدود.

ويؤكد أن إسرائيل لن تسمح بوجود هذه الميليشيات على بعد 10 كيلومترات من أراضيها. ويربط التدخل الإسرائيلي بعدم قيام السلطات السورية باتخاذ إجراءات كافية ضد هذه الجماعات، مشددًا على أن إسرائيل "دائمًا موجودة حيث يوجد خطر"، وأن هذه السياسة ستستمر مستقبلًا.

لبنان.. نزع سلاح حزب الله شرط التهدئة

في الملف اللبناني، يتوقف إلعاد عند زيارة توم براك، معتبرا أن خيبة الأمل الأميركية والإسرائيلية تتركز على عدم التزام الجيش اللبناني بنزع سلاح حزب الله.

ويشير إلى أن إسرائيل أعلنت استعدادها لتنفيذ عملية واسعة النطاق في لبنان في حال عدم بدء نزع السلاح ضمن مهلة محددة، لافتًا إلى أن هذا التوجه يحظى بموافقة أميركية، وفق ما قال.

إسرائيل.. دولة بلا حدود

من جهته، يرى المتحدث باسم حركة فتح إياد أبو زنيط خلال حديثه أن إسرائيل تكاد تكون المنطقة الوحيدة في العالم التي لا تحدد حدودها الجغرافية، إذ تصبح حدودها حيث تمتد قوتها العسكرية.

ويؤكد أن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية سبق أحداث السابع من أكتوبر، ولم يكن رد فعل على أي حادثة، بل سياسة مستمرة تدعمها تصريحات القادة الإسرائيليين وخرائط تظهر أطماعا تشمل عدة مناطق.

ويشير المتحدث إلى أن إسرائيل تبني نظريتها على ركيزتين: التوسع الجغرافي والهندسة الديموغرافية، مستخدمة أدوات متعددة لإدامة سيطرتها، في ظل غياب موقف دولي رادع ودعم واضح من الولايات المتحدة، التي تمنح إسرائيل ما وصفه أبو زنيط بـ"الضوء الأخضر" لممارساتها.

منطق القوة وفشل الأمن الإقليمي

ويؤكد أبو زنيط أن إسرائيل تخطئ في افتراض أن السيطرة العسكرية وحدها توفر الأمن، موضحا أن إسرائيل كيان غريب جغرافيا وديموغرافيا عن محيطه، ولا يمكنه تحقيق الاستقرار دون سلام فعلي مع شعوب وحكومات المنطقة.

ويضيف أن وظيفة الحكومات ليست حماية إسرائيل، بل حماية حدودها، مشيرًا إلى أن الحدود السورية كانت مضمونة حتى قبل انهيار النظام السوري، ومع ذلك استمرت إسرائيل في ضرب الأراضي السورية.

يشبّه أبو زنيط السلوك الإسرائيلي بنموذج "الدولة القلعة"، التي تحيط نفسها بأسوار وتعتمد القوة المطلقة، مشيرًا إلى أن هذا النموذج فشل تاريخيًا في بلاد الشام، وأن أطلاله ما زالت شاهدا على انهياره. ويشير إلى استخدام إسرائيل ذرائع الفوضى والفراغ لتبرير تدخلها، مع تكرار تجربة تاريخية مماثلة لتوسع النازيين في أوروبا.

الفلسطينيون وأفق السلام المسدود

يعتبر أبو زنيط أن إسرائيل لا ترغب في أي حوار فعلي مع الفلسطينيين، وأن هدفها الاستراتيجي هو "التهام الأرض الفلسطينية كاملة".

ويركز على أن المجتمع الإسرائيلي يميل بالكامل نحو اليمين، مع تراجع دور اليسار، ما يجعل أي حكومة إسرائيلية لاحقة غير قادرة على فتح مسار حقيقي للسلام.

ويطرح أبو زنيط تناقضا واضحا في استخدام القوة: لماذا تُستخدم ضد الفلسطينيين ولا تُستخدم ضد المستوطنين المتطرفين الذين نفذوا آلاف الاعتداءات؟ ويرى أن الحكومة الإسرائيلية توظف هؤلاء المستوطنين كذراع ميدانية في الضفة الغربية، في مسار يهدد مستقبل إسرائيل ذاته.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا