في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس أن أي تسوية نهائية تتضمن التخلي عن أراض في شرق البلاد لن تُقبل إلا بموافقة الشعب الأوكراني مباشرة عبر استفتاء عام أو انتخابات حرة، في حين اعتبر حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن خطة أوروبية أميركية مشتركة ستكون اختبارا لموسكو.
وقال زيلينسكي خلال إحاطة صحفية مطولة في كييف "أعتقد أن شعب أوكرانيا وحده من سيملك القرار النهائي وهو من سيجيب عن هذا السؤال، سواء عبر انتخابات أو عبر استفتاء، الموقف يجب أن يصدر عن الشعب الأوكراني فقط"، مشيرا إلى أن كييف سلمت واشنطن أمس الأربعاء نسخة محدثة من خطة السلام الأوكرانية المكونة من 20 بندا، تتضمن ضمانات أمنية ملزمة واتفاقية إعادة إعمار شاملة.
وأكد الرئيس الأوكراني أن الملفين الأكثر تعقيدا لا يزالان عالقين حتى اللحظة، هما مصير منطقة دونيتسك بالكامل، والسيطرة النهائية على محطة زاباروجيا النووية، كاشفا لأول مرة تفاصيل العرض الأميركي الذي تتم مناقشته حاليا في الكواليس، حيث تقترح واشنطن إنشاء منطقة اقتصادية حرة خالية تماما من السلاح في كامل إقليم دونيتسك.
وأوضح أن الولايات المتحدة تريد من أوكرانيا وحدها أن تسحب قواتها من أجزاء في منطقة دونيتسك حيث تعتزم إقامة المنطقة الاقتصادية الحرة، مشيرا إلى أن هذا يبقى من النقاط الخلافية الرئيسية في المحادثات مع الولايات المتحدة التي تكثفت بعد طرح واشنطن خطتها لتسوية النزاع واعتبرت متوافقة مع العديد من المطالب الروسية.
وبموجب المقترح تنسحب القوات الأوكرانية من المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها، وتلتزم روسيا في المقابل بعدم التقدم عسكريا إلى هذه الأراضي، دون أن يُطلب منها الانسحاب من الجزء الذي تحتله فعليا، مع بقاء خيرسون وزاباروجيا تحت السيطرة الروسية الفعلية، مقابل انسحاب موسكو من المناطق التي سيطرت عليها حديثا في خاركيف ودنيبروبتروفسك وسومي.
وفي برلين ، وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته الخطة الغربية المشتركة المرتقبة بأنها "اختبار حقيقي لبوتين".
وقال "فلنضع بوتين أمام الاختبار، لنرَ إن كان يريد السلام فعلا أم يفضل استمرار المذبحة"، مؤكدا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو "الشخص الوحيد القادر على إجبار بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات".
ميدانيا، أعلنت روسيا اليوم الخميس السيطرة على مدينة سيفيرسك في شرق أوكرانيا، أحد آخر الجيوب في هذه الجبهة والذي يحول دون اقتراب القوات الروسية من مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك الكبيرتين.
وقال رئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف للرئيس فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة "تم تحرير مدينة سيفيرسك".
وتقع سيفيرسك على بُعد حوالي 30 كيلومترا شرق كراماتورسك وسلوفيانسك، وهما آخر مدينتين رئيسيتين لا تزالان تحت السيطرة الأوكرانية في دونباس، المنطقة الصناعية والتعدينية التي تسعى القوات الروسية إلى احتلالها. وكانت المدينة تضم نحو 11 ألف نسمة قبل الحرب، وهي مدمرة بشكل كبير حاليا.
واقتربت القوات الروسية من سيفيرسك من 3 جهات بدءا من سبتمبر/أيلول الماضي، قبل أن تخترق الدفاعات الأوكرانية المحلية بين نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، بحسب محللين عسكريين.
وكان موقع "ديب ستايت" لرسم الخرائط العسكرية المقرب من الجيش الأوكراني أفاد الاثنين بأن المدينة "تسقط تدريجا في يدي العدو"، وحدد الموقع اليوم الخميس نصف سيفيرسك تحت السيطرة الروسية، واضعا النصف الآخر في "منطقة رمادية" متنازع عليها بين الجيشين.
وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت روسيا سيطرتها على عدة مواقع رئيسية على الجبهة، بينها مركز بوكروفسك اللوجستي في منطقة دونيتسك (شرقا) وبلدتا كوبيانسك وفوفشانسك في منطقة خاركيف (شمال شرق).
وتخوض القوات الروسية حاليا معارك للسيطرة على مدينة ميرنوغراد القريبة من بوكروفسك، ومنطقة كوستيانتينيفكا، وموقع هوليايبولي الإستراتيجي جنوبا.
المصدر:
الجزيرة