آخر الأخبار

ترامب والتهديد بإعدام الديمقراطيين.. ما القصة؟

شارك

بعد أسبوع واحد من انتهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، تجددت الخلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين. ولكن هذه المرة على خلفية تصريحات للرئيس دونالد ترامب اعتبرت دعوة لإعدام معارضين ديمقراطيين.

وعلى مدى قرنين من الزمان، تبادل الحزبان السيطرة على السلطة في أقوى دولة في العالم، وأصبح الأميركيون منقسمين ما بين الفيل أو الحمار وهما رمزان للحزبين طغى عليهما مؤخرا رمزان آخران هما الأحمر والأزرق.

وللتوضيح فإن مصطلحي الفيل والحمار كانا يعبران عن فلسفة سياسية، فالفيل الجمهوري يرمز للقوة الاقتصادية والدفاع عن القيم التقليدية والسياسات المحافظة في حين يرمز الحمار لالتزام الديمقراطيين بحقوق الفئات العاملة والطبقة الوسطى.

أما الأحمر والأزرق فقد ظهرا حديثا نهاية القرن العشرين للإشارة إلى الولايات التي تميلها في تصويتها للحزبين الجمهوري و الديمقراطي على التوالي، ثم توسع الرمزان للتمييز بين المعسكرين المحافظ والليبرالي، مع ملاحظة أن هذا التقسيم كان إعلاميا أكثر منه رسميا إذ لم يقدم أي من الحزبين على اعتماد لون معين ليميزه عن الحزب المنافس.

ومنذ بداية القرن الحالي، استمر تناوب الحزبين على منصب الرئاسة بالولايات المتحدة، حيث ترك الديمقراطي بيل كلينتون منصبه بداية 2001 للجمهوري جورج بوش، ثم تركه الأخير بداية 2009 للديمقراطي باراك أوباما، ثم عاد الجمهوريون عام 2017 عن طريق دونالد ترامب قبل أن يحكم الديمقراطيون عام 2021 عن طريق جو بايدن ثم يعود ترامب من جديد ابتداء من 20 يناير/كانون الثاني 2025.

وتزايدت سخونة المنافسة بل والمناوشات والتراشقات بين الحزبين الكبيرين بشكل واضح منذ عودة ترامب إلى السلطة في ولاية ثانية عبر فوز كبير على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس ، وتمثّل أكبر خلاف بين الجانبين في إغلاق حكومي هو الأطول في البلاد حيث استمر 43 يوما وتسبب في خسائر بمليارات الدولارات للاقتصاد فضلا عن حرمان نحو مليون موظف فدرالي من رواتبهم.

مصدر الصورة شعارا الحزب الديمقراطي (يمين) والجمهوري (الجزيرة)

تحريض وخيانة وإعدام

بعد أسبوع فقط من توقيع ترامب قانون تمويل الحكومة لينهي الإغلاق الحكومي الطويل، عاد ليتسبب في أزمة مع الحزب المنافس عندما وجه انتقادا حادا لمشرعين ديمقراطيين في الكونغرس مستخدما عبارات من قبيل التحريض والخيانة بل وحتى الإعدام، فما القصة؟

إعلان

البداية كانت يوم الثلاثاء الماضي، عندما قام 6 أعضاء ديمقراطيين بالكونغرس تجمعهم خلفيات عسكرية أو استخباراتية بمشاركة مقطع فيديو يحثون فيه الأفراد العسكريين والاستخباراتيين الأميركيين على عدم اتباع أوامر تنتهك القانون أو الدستور.

ووجه المشرعون الستة تحذيرا من أن "هذه الإدارة تضع موظفينا العسكريين النظاميين ومجتمع الاستخبارات في مواجهة المواطنين الأميركيين.. ندرك أنكم تحت ضغط هائل الآن، قوانيننا واضحة، يمكنكم رفض الأوامر غير القانونية. يجب عليكم رفض الأوامر غير القانونية".

وفي فيديو المشرعين -وبينهم السيناتور مارك كيلي وهو رائد فضاء سابق وطيار سابق بسلاح البحرية، والسيناتورة إليسا سلوكين التي خدمت (في العراق ) وكانت تنتسب لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)- جاء القول "اليوم المخاطر على دستورنا لا تأتي فقط من الخارج، بل كذلك من هنا، في بلادنا".

ولم يحدد المشرعون، وهم أعضاء بمجلسي الشيوخ والنواب، الأوامر المقصودة في دعوتهم، لكن إدارة ترامب تعرضت مؤخرا لانتقادات شديدة لاستخدامها القوات الأميركية، سواء داخليا أو في الخارج.

فقد نفذت القوات الأميركية في الأسابيع الأخيرة نحو 20 ضربة في بحر الكاريبي والمحيط الهادي استهدفت مراكب تتهمها بنقل مخدرات، بدون تقديم أدلة، مما أسفر عن مقتل 83 شخصا على الأقل.

وقبل ذلك أمر ترامب بنشر الحرس الوطني في عدد من المدن الديمقراطية -من بينها لوس أنجلوس وواشنطن – رغم معارضة السلطات المحلية، مبررا قراره بتفاقم الجريمة في هذه المدن.

واشنطن كان سيفعل ذلك

وجاء رد ترامب على المشرعين الديمقراطيين عنيفا، حيث كتب في منشور بمنصة تروث سوشيال التي يملكها قائلا إن "هذا الأمر سيئ حقا وخطير على بلدنا، لا يمكن التسامح مع كلماتهم" منددا بسلوك "يحرض على الفتنة من جانب خونة".

وفي منشور لاحق كتب ترامب "سلوك يحرض على الفتنة عقوبته الإعدام".

كما أعاد الرئيس نشر رسالة لمغرّد حضه على "إعدامهم شنقا" قائلا إن أول رئيس للولايات المتحدة جورج واشنطن كان سيفعل ذلك.

تنديد ديمقراطي

الحزب الديمقراطي لم يتأخر في التنديد بتلويح ترامب بإنزال عقوبة الإعدام بحق مشرعيه الستة، حيث علق الحزب في حسابه الرسمي على موقع "إكس" قائلا "لقد دعا ترامب للتو إلى إعدام مسؤولين ديمقراطيين منتخبين".

كما أدانت أصوات ديمقراطية بارزة تصريحات ترامب بينها زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ تشاك شومر الذي قال "لنكن واضحين تماما: رئيس الولايات المتحدة يدعو إلى إعدام مسؤولين منتخبين. هذا تهديد صريح".

واعتبر مشرعون ديمقراطيون أن تعليقات ترامب "ربما تحرض على العنف" وقال قادة بمجلس النواب إنهم اتصلوا بشرطة مبنى الكابيتول لضمان سلامة النواب الديمقراطيين.

لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت ردت بالنفي عندما سُئلت الخميس عما إذا كان الرئيس يريد إعدام أعضاء ديمقراطيين في الكونغرس اتهمهم بتحريض الجيش على العصيان، لكنها وجهت انتقادات للديمقراطيين واعتبرت أنهم يشجعون أفراد الجيش على تحدي تسلسل القيادة.

اشنقوا مايك بنس

وبطبيعة الحال، امتد الاهتمام بتطورات الأزمة إلى وسائل إعلام عالمية اعتبرت أن منشورات ترامب أمس الخميس تعد أحدث مثال على دعوته لمعاقبة من يراهم أعداءه السياسيين.

إعلان

وذكّرت رويترز أن ترامب، منذ عودته إلى الرئاسة بداية العام الجاري، دعا بين الحين والآخر إلى سجن خصومه، كما عمدت وزارة العدل في عهده إلى استهداف مسؤولين سابقين اشتهروا بانتقاده ومن بينهم جون بولتون (مستشار الأمن القومي السابق لترامب) وجيمس كومي (مدير سابق لمكتب التحقيقات الفدرالي إف بي آي).

وأضافت الوكالة أن ترامب دافع، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عن هتافات أنصاره الذين طالبوا بشنق مايك بنس أثناء اقتحامهم مبنى الكابيتول اعتراضا على إعلان خسارة ترامب للانتخابات أمام بايدن آنذاك.

وكان بنس نائبا لترامب في ولايته الرئاسية الأولى، لكنه تعرض لنقمة الرئيس بعدما رفض مسايرته في مساعيه للاعتراض على خسارته أمام بايدن، وبعدما باءت محاولات ترامب وأنصاره لإلغاء نتائج الانتخابات بالفشل حرض ترامب حشدا من أنصاره على التوجه إلى مقر الكونغرس فاقتحموا المبنى وكان من بين هتافاتهم "اشنقوا مايك بنس".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا