آخر الأخبار

روسيا تلوح بـ"تفاوض قاس".. وتؤكد سقوط رهانات أوكرانيا

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

تقدم روسي جديد في دنيبروبيتروفسك وخاركيف

تعيش الحرب في أوكرانيا لحظة جمود مركبة، تجمع بين انسداد المسار العسكري وتعثر محاولات الدفع بالمسار الدبلوماسي.

فمع استمرار الاشتباكات على خطوط التماس وتآكل قدرات كييف الميدانية، بدا واضحا أن التوازنات تميل تدريجيا لصالح موسكو، وسط تراجع رهانات أوكرانيا على الدعم الأميركي مكتفية عمليا بالحلفاء الأوروبيين.

أكدت موسكو، وفق ما جاء في تصريحات الكرملين، أن وقف الحرب غير مطروح ما لم تتحقق أهدافها الاستراتيجية، وبلهجة حاسمة حذر من أن رفض الجانب الأوكراني الحوار سيجعل كييف مضطرة، عند عودتها لاحقا إلى الطاولة، لقبول تفاوض "من موقف أسوأ بكثير" من الوضع الراهن، في إشارة مباشرة إلى الخسائر الميدانية التي تتكبدها أوكرانيا يوميا.

وفي السياق ذاته، شدد الكرملين على أنه منفتح على التفاوض لإنهاء الحرب، غير أن "الأولوية بالنسبة لروسيا تبقى ضمان أمنها"، وهو ما يضع أي نقاش مستقبلي حول وقف القتال ضمن إطار الأمن الروسي أولا، قبل أي اعتبارات سياسية أخرى.

كما أعربت روسيا عن أملها بعدم تأثير التصريحات المتصلة بالتجارب النووية على العلاقات مع الولايات المتحدة، محذرا من أن إقدام واشنطن على إجراء تجربة نووية سيعني عمليا انتهاء نظام الحظر القائم على هذا النوع من التجارب.

ترامب لزيلينسكي: اقبل

على صعيد كواليس العلاقة الأميركية الأوكرانية، كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حث نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائهما في البيت الأبيض، على قبول شروط روسيا لإنهاء الحرب.

ووفق الصحيفة، فقد حذر ترامب زيلينسكي من تهديد مباشر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"تدمير أوكرانيا" إذا لم تمتثل لشروط موسكو.

وتشير الصحيفة إلى أن ترامب طلب من زيلينسكي الموافقة على تسليم منطقة دونباس بالكامل لروسيا، غير أن الرئيس الأوكراني تمكن، بحسب التقرير، من إقناع ترامب بالعودة إلى دعم خيار تجميد الخطوط الأمامية الحالية.

كما كشفت الصحيفة أن بوتين أبدى خلال اتصالاته استعدادا للتنازل عن أجزاء صغيرة من خيرسون و زابوريجيا، مقابل اعتراف أوكراني بسيطرة روسيا على مناطق أكبر ضمن الدونباس.

سيدروف: الوقت ليس في صالح أوكرانيا

خلال مداخلته في برنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، قدم الكاتب والباحث السياسي يفغيني سيدروف قراءة تفصيلية للمشهد، مشددا على أن الرسائل الروسية موجهة أولا إلى الولايات المتحدة، ثم إلى الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا، وأخيرا إلى كييف نفسها.

وبحسب سيدروف، فإن "الوقت يمر بسرعة بالنسبة للأوكرانيين، إذ يعني كل يوم إضافي في الميدان خسارة المزيد من الأراضي"، وهو ما يؤكد، وفق الكرملين، أن كييف ستجد نفسها لاحقا أمام موقع تفاوضي أشد ضعفا.

ويرى سيدروف أن موسكو تعتبر اللحظة مناسبة لاستغلال الفرص المتاحة، خصوصاً أنها تؤكد استعدادها الكامل لخوض المفاوضات، لكن وفق الشروط الروسية التي تم الاتفاق المبدئي عليها خلال قمة بوتين ترامب بألاسكا.

ويكشف أن الجانبين توصلا حينها إلى نقاط أساسية للتسوية الأوكرانية، قبل أن تتعطل العملية لاحقا بفعل ضغوط داخلية أميركية إضافة إلى ضغط أوروبي.

وتابع أن هذه الضغوط أجبرت ترامب على التخلي عن لقاء كان مقررا مع بوتين في بودابست، قبل أن يوضح لاحقا أن "القرار مجرد إرجاء وليس إلغاء".

وتعتبر موسكو، وفق سيدروف، أن الوضع الآن يسمح بمحاولة إعادة ترامب إلى مسار الحوار، أملا بالتوصل إلى تفاهم قبل نهاية السنة.

موسكو: لا هدنة مؤقتة.. بل تسوية شاملة

وبلهجة لا تخلو من الحزم، أكد سيدروف أن روسيا لا تبحث عن هدنة أو وقف مؤقت لإطلاق النار، بل عن تسوية شاملة تضمن كل مطالبها، مع إمكانية مناقشة بعض المطالب الأوكرانية في إطار تفاوضي لاحق، لكنه لفت إلى أن كييف لا تبدي حاليا رغبة في مناقشة هذا النوع من التسويات.

وأشار إلى أن القيادة الأوكرانية لم تعد تطرح مسألة وقف إطلاق النار، بل تركز على تحميل روسيا كامل المسؤولية عن تعثر المفاوضات، وترتكز كييف في موقفها، وفق قوله، على قناعة بأن المفاوضين الروس "يخضعون لتعليمات صارمة جدا، وهو ما يعتبره سيدروف تبريرا غير واقعي.

ويضيف سيدروف أن ترامب دعا زيلينسكي مرارا لقبول الشرط الروسي المتعلق بالأراضي، انطلاقا من قناعته بأسباب اندلاع الحرب، وإدراكه استحالة عودة روسيا إلى الوراء.

كما يدرك الرئيس الأميركي، وفق سيدروف، أن الجيش الروسي لا يمكن أن يتراجع بأي حال من الأحوال، لكنه مستعد لمناقشة النقاط الخلافية الأخرى في حال استئناف المفاوضات قريبا.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا