مجمّع "رافن روك الجبلي" (Raven Rock Mountain Complex) في ولاية بنسلفانيا هو أحد أهم وأشهر المخابئ النووية السرية التابعة للحكومة الأميركية، وقد أُعد لضمان استمرارية عمل الحكومة في حال وقوع حرب نووية أو كارثة كبرى.
ويشار إلى هذه المنشأة أحيانا بأنها " البنتاغون تحت الأرض"، لكن تفاصيلها تظل شديدة السرية، إذ تقول مجلة ناشونال إنترست الأميركية في تقرير لها عن بعض الملاجئ التي شيدتها حكومات أميركية لضمان استمرار عملها في تلك الحالات الطارئة إن "رافن روك" هو واحد من أكثر المنشآت العسكرية سرية في البلاد، وأنه يضاهي تقريبا "المنطقة 51" في جنوب نيفادا.
وقد شُيد هذا المجمّع في أوائل الحرب الباردة بأمر من الرئيس هاري ترومان، وله أسماء متعددة منها، من بينها "حفرة هاري" (Harry’s Hole)، وفقا لتقرير الكاتب في المجلة بيتر سوتشيو الذي يكتب بانتظام عن المعدات العسكرية وتاريخ الأسلحة النارية والأمن السيبراني والسياسة والشؤون الدولية.
يقع "رافن روك" داخل جبل في جنوب بنسلفانيا قرب حدود ميريلاند، وهو مدينة تحت الأرض مكتفية ذاتيا ومزودة بمحطة طاقة ونظام مياه وتهوية.
ووفقا لتقرير للإذاعة الوطنية الأميركية (إن بي آر) عام 2017، فإن المجمّع يضم "مباني من 3 طوابق داخل الجبل"، مما يجعله أقرب إلى "مدينة قائمة بذاتها".
وحسب ما ذكره الصحفي المختص بالأمن القومي غاريت غراف في حديثه لـ"إن بي آر"، فإن "رافن روك" يحتوي على كل ما تحتاجه مدينة صغيرة، فهناك قسم إطفاء وشرطة ومرافق طبية وقاعات طعام.
وحسب غراف مؤلف كتاب "رافن روك.. قصة الخطة السرية للحكومة الأميركية لإنقاذ نفسها فيما يموت بقيتنا"، فإن المجمع أعيد تفعيله وتوسيعه بعد هجمات 11 سبتمبر /أيلول 2001، وبحلول عام 2017 كان قادرا على استيعاب نحو 5 آلاف شخص في حالات الطوارئ.
ويرى غراف أن الغرض من هذا المخبأ "ليس إنقاذ البشرية، بل ضمان استمرار الحكومة الأميركية".
ويصف الكاتب الظروف داخل هذا المخبأ بأنها ليست فاخرة، بل تشبه ملاجئ الإغاثة: حمامات جماعية وأسرّة بطابقين وأماكن ضيقة دون وجود مكان للعائلات.
ويقول سوتشيو إن "رافن روك" ليس الوحيد من نوعه في الولايات المتحدة ، فهناك منشآت أخرى، مثل مجمّع جبل شايان (Cheyenne Mountain Complex) في كولورادو، والذي تديره قوة الفضاء الأميركية.
يضاف إلى ذلك -وفقا لسوتشيو- مركز عمليات الطوارئ في جبل ويذر (Mount Weather) في فرجينيا الشمالية، والملجأ السري أسفل منتجع غرينبريير (The Greenbrier) في فرجينيا الغربية، والمخصص سابقا لأعضاء الكونغرس ضمن مشروع سري عُرف باسم "مشروع الجزيرة اليونانية" (Project Greek Island)".
ويقول سوتشيو إننا نعلم أن المخبأ كان يضم ألف سرير بطابقين وكافتيريا تتسع لـ400 مقعد، بالإضافة إلى قاعتين للمشرعين، إحداهما لمجلس النواب والأخرى لمجلس الشيوخ، وكانت هناك "محرقة نفايات يمكن استخدامها محرقة جثث"، مما يشي بأن المشرعين ربما كانوا سينجون لأسابيع أو أشهر تحت الأرض.
وأشار سوتشيو إلى أن هذه التفاصيل وردت في تقرير لواشنطن بوست عام 1992 حين كُشف السر لأول مرة بعد 3 عقود من الكتمان.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة