في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس الأربعاء إن حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) تبحث بالتأكيد عن جثث الأسرى الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة وإن بعضها تحت الأنقاض، وإن الأمر "سيسير بشكل جيد"، وذلك بعد تشكيك مسؤولين إسرائيليين في التزام الحركة بمسألة إعادة الجثامين.
يأتي ذلك في حين هددت إسرائيل باستئناف القتال في غزة إذا لم تلتزم حماس بكامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، لا سيما إعادة بقية جثامين الأسرى، وذلك إثر إعلان الحركة أنه تعذر إعادة مزيد منها إلى إسرائيل لأسباب لوجستية.
وأكد ترامب أن حماس تحفر بالفعل بحثا عن جثث الأسرى، وأن بعض الجثث مدفونة منذ وقت طويل وبعضها تحت الأنقاض وفي أنفاق عميقة.
وأضاف "هم يبحثون عنهم طبعا.. هناك الرهائن الأحياء وقد عادوا جميعا، وقد أعادوا مزيدا من الجثامين اليوم.. هذه عملية مطولة".
وجاء هذا التأكيد من الرئيس ترامب بعد أن قال -في تصريحات سابقة نقلتها شبكة "سي إن إن"- إن القوات الإسرائيلية قد تستأنف القتال في غزة بمجرد كلمة يقولها، إذا لم تلتزم حماس باتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف أنه سيفكر فيما سيحدث إذا رفضت حماس التخلي عن سلاحها، مؤكدا أن تحرير المحتجزين من غزة كان أمرا بالغ الأهمية.
من ناحية أخرى، قال مستشار أميركي رفيع إنه تم تحقيق نجاح كبير في المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وفق خطة الرئيس ترامب، وإنه يجري الانتقال الآن إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأضاف أنه لا يزال التركيز على الأمد القصير منصبا على تهدئة الصراع لضمان عدم القيام باستفزازات غير ضرورية، وإن واشنطن تعتزم مواصلة العمل مع الطرفين وحثهما على ضبط النفس وتهيئة الظروف المناسبة لنزع السلاح من غزة.
وأكد أنه لا مؤشر على أي انتهاك للاتفاق وأن قوة الاستقرار الدولية المعنية بغزة بدأت في التشكل، مشيرا إلى أن العديد من الدول أبدت استعدادها للمشاركة في هذه القوة.
كما شدد المسؤول الأميركي على أن الأولويات الآن هي إنهاء الصراع وتقديم المساعدات الإنسانية واستعادة جثث الرهائن المتبقية.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر تحدث إلى المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر ، واتهم حركة حماس بالتباطؤ في إعادة الجثث.
وأعرب المسؤولون عن خشيتهم من أن تستغل جهات داخل حكومة بنيامين نتنياهو ، وخصوصا وزيرا المالية والأمن القومي بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير ، قضية جثث الأسرى لتقويض الاتفاق والدفع باتجاه استئناف الحرب.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل أبلغت إدارة ترامب التزامها بالمضي قدما نحو المرحلة الثانية من الاتفاق، لكن الانتقال إلى هذه المرحلة سيكون أسرع إذا أُعيدت الجثث بسرعة.
كما ذكر مسؤول أميركي آخر أن حماس ستعيد كل الجثث ولكن الأمر سيستغرق وقتا، وأن بلاده ستواصل العمل على ذلك، مؤكدا حرص واشنطن على استمرار اتفاق وقف إطلاق النار وعدم السماح بانهياره.
على صعيد آخر، قال بيان لمكتب وزير الدفاع الإسرائيلي إن الوزير يسرائيل كاتس أصدر توجيهاته بإعداد خطة لإخضاع حماس بشكل شامل في غزة إذا رفضت تنفيذ خطة الرئيس ترامب واضطرت إسرائيل لاستئناف القتال.
وأضاف البيان أن كاتس عقد أمس الأربعاء اجتماعا مع رئيس الأركان وقيادة الجيش لبحث استعدادات القوات في غزة.
وأضاف مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي أنه كجزء من خطة ترامب يجب على حماس إعادة جميع المحتجزين لديها ونزع سلاحها.
وهدد بيان مكتب كاتس بالعودة للقتال بالتنسيق مع الولايات المتحدة إذا رفضت حماس تنفيذ الاتفاق، متعهدا بهزيمة الحركة تماما وتغيير الواقع في غزة وتحقيق جميع أهداف الحرب، حسب قوله.
وتأتي هذه التصريحات والتهديد بالعودة للقتال مجددا في وقت أفادت فيه مراسلة الجزيرة في وقت سابق بأن كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة حماس، سلمت جثتي أسيرين إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في مدينة غزة .
وسبق عملية التسليم إعلان القسام أن المقاومة التزمت بما تم الاتفاق عليه، وسلمت جميع من لديها من الأسرى الأحياء وما بين أيديها من جثثٍ تستطيع الوصول إليها.
وأضافت أن الجثث المتبقية تحتاج إلى جهود كبيرة ومعدات خاصة للبحث عنها واستخراجها، مشددة على أنها تبذل جهدا كبيرا من أجل إغلاق هذا الملف.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أبلغ عائلتَي أسيرين قتلا في غزة -هما إنبار هايمان ومحمد الأطرش- بإعادة رفات ابنيهما، بعد إتمام عملية التعرف على جثتيمها من قبل المركز الوطني للطب الشرعي.
وفي العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري دخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وفق خطة الرئيس ترامب حيز التنفيذ.
وبموجبها أطلقت حماس وفصائل المقاومة سراح 20 أسيرا إسرائيليا حيا، وسلمت للطرف الإسرائيلي جثث عدد من الأسرى القتلى، في حين أطلقت إسرائيل 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 1718 اعتقلتهم من قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولا يزال يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني -منهم أطفال ونساء- ويعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، وقد استشهد العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعم أميركي ارتكبت إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت 67 ألفا و913 شهيدا و170 ألفا و134 جريحا -معظمهم أطفال ونساء- ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا، منهم 157 طفلا.