قـتـ ـلى وجرحى جراء قـصـ ـف مدفعي لقوات الدعم السريع على أحياء سكنية بـ #الفاشر #الجزيرة_مباشر https://t.co/4YBAOaCpvm
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 1, 2025
الخرطوم- وصف حاكم إقليم دارفور (غرب السودان ) مني أركو مناوي الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر ، حاضرة الإقليم، بأنها بلغت مستوى كارثيا غير مسبوق، مؤكدا أن حجم المعاناة هناك يفوق ما تشهده مناطق أخرى، وحذَّر من تجدد مخطط غربي قديم لتقسيم السودان إلى دويلات.
وخلال لقاء بشأن الأوضاع في دارفور -عُقد في القاهرة أمس الثلاثاء- مع رموز سياسية من دارفور ومسؤولين سابقين وقيادات مجتمع مدني، دعا مناوي إلى ضرورة دعم الإرادة الشعبية والعمل على حل مشاكل البلاد.
وأشار إلى أن الفاشر تعيش تحت وطأة أزمة إنسانية خانقة، تتفاقم يوما بعد آخر نتيجة استمرار القتال وتعطيل جهود الإغاثة.
وأوضح أن قوات الدعم السريع تعمَّدت عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى الفاشر، إذ أوقفت أكثر من 20 قافلة تابعة ل لأمم المتحدة ومنظمات دولية كانت قد انطلقت من مدينة الدبة شمالي البلاد، وأجبرتها على التوقف في منطقة مليط بشمال دارفور.
كما كشف مناوي عن قيام تلك القوات بإحراق ما يزيد على 10 قوافل إغاثية، معتبرا أن هذه الأفعال ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية، لما تمثله من استهداف مباشر للمدنيين وحرمانهم من حقهم في الحصول على المساعدات الضرورية.
وأشار إلى وجود نحو مليون مواطن داخل الفاشر يحتاجون إلى تدخلات إنسانية عاجلة، مشيرا إلى أن تفريغ المدينة من سكانها -كما تسعى قوات الدعم السريع وحلفاؤها- يعني حملهم لمواجهة الموت بيد تلك القوات مثلما حدث لكثيرين غادروا المدينة.
ودعا مناوي مجلس الأمن للتدخل العاجل لفتح الممرات الإنسانية وضمان حماية المدنيين في الإقليم، محذرا من أن التراخي في مواجهة هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى تفاقم الكارثة، كما طالب بتطوير اللجنة القومية لفك الحصار عن الفاشر برئاسة رجل الأعمال أزهري المبارك لتحقيق الهدف المنشود.
واستنكر مناوي الدعوات المطالبة بالانفصال، وشدد على أن الوحدة بيد كل السودانيين، وتطرَّق إلى الانتهاكات الحقوقية التي لحقت بإقليم دارفور، لا سيما في الفاشر ونيالا وزالنجي التي تحولت إلى مدن أشباح، وسط صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة على جرائم المليشيا المتمردة، حسب تعبيره.
ورأى أن ممارسات "مليشيا الدعم السريع المتمردة" تعكس مخططا خطيرا يستهدف فصل إقليم دارفور عن السودان، وتمزيق وحدة البلاد لمصلحة جهات دولية تستفيد من استمرار حالة الفوضى والصراع، مجددا رفضه زعم المليشيا بتشكيل "حكومة موازية" في نيالا.
وأشار إلى وجود ما وصفه بمخطط غربي قديم يسعى إلى تقسيم السودان إلى 5 دول، معتبرا أن ما يجري حاليا في دارفور هو امتداد لهذا المشروع، الذي يستغل النزاعات الداخلية لتحقيق أهداف جيوسياسية على حساب وحدة البلاد واستقرارها، ومن هذه الإشارات نية خارجية لتقسيم البلاد إلى 3 دويلات.
وقال مناوي: "تلقيت اتصالا من سفير دولة عظمي يسألني عن موقفي بشأن تشكيل الحكومة في وقت كانت فيه الحرب في أصعب حالاتها".
وأضاف: "سألني السفير عن إمكانية تشكيل 3 حكومات:
وعقّب مناوي على ذلك بقوله إن "استفسارا كهذا قطعا لن يكون على سبيل المزحة".
وقلَّل مناوي من بعض الذين يحاولون نعتهم بالتماهي مع الإسلاميين "ومن يسمون بالفلول"، وقال: "إن قضية الإسلاميين هذه استهبال سياسي".
وتحدث مناوي عن خطوات يمكن أن تضع البلاد على المسار الصحيح بواسطة السياسيين لمصلحة الشعب السوداني عبر تحقيق قدر من التوافق الوطني بشأن قضايا البلاد.
وعبَّر عن فخره باحتفالات البلاد بمرور 71 عاما على سودَنة الجيش السوداني و100 عام على تأسيسيه، كونها مناسبة ذات طابع وطني، مشددا على أنه لا بديل عن الجيش السوداني إلا هو، الذي يدافع عن الوطن.
كما تحدث مناوي عن مخطط قوات الدعم السريع للاستيلاء على السلطة في أبريل/نيسان 2023، وقال إنه شاهد قبل اندلاع الحرب بنحو شهر متحركات تلك القوات بأعداد كبيرة وكانت تهتف بشعار "كل القوة الخرطوم جوة".
وأضاف "كان هناك مخطط لتنفيذ عملية انقلاب علي السلطة في شهر رمضان وتزامنا مع صلاة عيد الفطر، ليقوم الانقلابيون بممارسة الضرب واعتقال قيادات سياسية وعسكرية".