في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد بقرار الولايات المتحدة تقديم ضمانات أمنية لكييف مستلهمة من معاهدة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في إطار أي اتفاق سلام محتمل مع روسيا، وذلك عشية لقاء مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض بحضور قادة أوروبيين.
وقال زيلينسكي على منصات التواصل الاجتماعي إن "الضمانات الأمنية، نتيجة عملنا المشترك، يجب أن تكون عملية للغاية، وتوفر حماية في البر والجو والبحر، ويجب أن يتم إعدادها بمشاركة أوروبا"، وذلك عقب اجتماع عبر الفيديو لقادة "تحالف الراغبين" الذي يضم دولا حليفة لكييف.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد صرحت خلال مؤتمر صحفي مع زيلينسكي اليوم بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وافق على تقديم مثل هذه الضمانات.
وأضافت أن ما يسمى بـ"تحالف الراغبين"، والذي يضم الاتحاد الأوروبي، مستعد للقيام بدوره. وهذا التحالف هو عبارة عن مجموعة من الدول التي تدعم كييف ضد روسيا في الحرب المستمرة منذ فبراير (شباط) 2022.
وتشكل مسألة الضمانات الأمنية لأوكرانيا نقطة محورية في النقاشات حول اتفاق سلام محتمل، لأنها تهدف إلى ردع أي هجوم روسي محتمل على أوكرانيا.
يذكر أن المادة 5 من معاهدة حلف شمال الأطلسي تنص على أن الدول الأعضاء يمكن أن تعتمد على دعم حلفائها في حالة تعرضها لهجوم، مع اعتبار الهجوم على أحد الأعضاء هجوما على الجميع.
ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي، برفقة مجموعة من القادة الأوروبيين، الرئيس ترامب في واشنطن، غداً الاثنين، لتلقي إحاطة حول لقائه الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا ولمناقشة الإجراءات الممكنة لإنهاء الحرب.
وقد شارك زيلينسكي وفون دير لاين اليوم في مؤتمر عبر الفيديو لـ"تحالف الراغبين" لمناقشة الخطوات التالية.
وإثر هذا المؤتمر، قال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا اليوم إن القادة الأوروبيين اتفقوا على ضرورة حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية من أجل إجراء المزيد من المحادثات حول إنهاء الحرب مع روسيا.
وكتب فيالا على منصة "إكس": "كان مؤتمر تحالف الراغبين عبر الفيديو مهما للتنسيق قبل اجتماع غد في البيت الأبيض". وأضاف "اتفقنا على أن الأولوية الملحة يجب أن تكون لوضع حد للقتل، وأن الضمانات الأمنية الواضحة لأوكرانيا من الولايات المتحدة وأوروبا ستكون ضرورية للغاية لإجراء مزيد من المفاوضات".
من جهته اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بوتن "لا يريد السلام" مع أوكرانيا بل يريد منها "الاستسلام"، وذلك عقب اجتماع "تحالف الراغبين".
وقال ماكرون "هل أعتقد أن الرئيس بوتين يريد السلام؟ إذا كنتم تريدون قناعتي الراسخة، فالجواب هو كلا. إنه يريد استسلام أوكرانيا، هذا ما اقترَحه"، مؤكدا أنه يريد "سلاما متينا ودائما، أي سلاما يحترم القانون الدولي.. يحترم سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها". ورأى في المقابل أن ترامب يسعى إلى السلام بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف، عشية مشاركته مع عدد من القادة الأوروبيين في اجتماع بين ترامب وزيلينسكي في واشنطن، إن "رغبتنا هي تشكيل جبهة موحدة بين الأوروبيين والأوكرانيين"، وسؤال الأميركيين "إلى أي مدى" هم مستعدون للمساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا في اتفاق السلام المحتمل.
وأبدى الرئيس الفرنسي حذره من اقتراح ترامب منح أوكرانيا حماية مشابهة لتلك التي تنص عليها معاهدة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، من دون أن تصبح عضواً في الحلف. وقال "أعتقد أن الطرح النظري لا يكفي. المسألة هي الجوهر".
وأكد ماكرون أنه "لا يمكن إجراء مناقشات بشأن الأراضي الأوكرانية بدون الأوكرانيين... كما لا يمكن إجراء مناقشات حول أمن الأوروبيين بدونهم"، مطالبا بدعوة الأوروبيين إلى أي قمة مقبلة بشأن أوكرانيا.
وتابع: "سنذهب غداً (إلى واشنطن) ليس فقط لمرافقة الرئيس الأوكراني، بل سنذهب إلى هناك للدفاع عن مصالح الأوروبيين".
من جهته قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا اليوم إن الوحدة بين أوروبا والولايات المتحدة بالغة الأهمية للتوصل إلى سلام مستدام في أوكرانيا. وأضاف كوستا عبر منصة "إكس": "مثلما أكدت خلال اجتماع تحالف الراغبين اليوم، إذا لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار، يجب على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة زيادة الضغط على روسيا".