في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
رحبت روسيا وتركيا ودول أخرى، اليوم السبت، بالاتفاق الذي وقّعته أرمينيا وأذربيجان أمس الجمعة في البيت الأبيض برعاية أميركية، في حين حذّرت إيران من مغبة الاقتراب من حدودها.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن "اجتماع مسؤولي الجمهوريتين الواقعتين في جنوب القوقاز، بوساطة الجانب الأميركي، يستحق تقييما إيجابيا". وأضافت "نأمل في أن تدفع هذه الخطوة قدما بأجندة السلام".
وشددت موسكو على ضرورة إقامة "حوار مباشر دون مساعدة خارجية". وحذرت من أن "مشاركة جهات فاعلة من خارج المنطقة يجب أن تُسهم في تعزيز أجندة السلام، لا أن تُسبب صعوبات إضافية".
من جهته، رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتقدم المحرز لتحقيق السلام بين أذربيجان وأرمينيا، وذلك في اتصال هاتفي بين الرئيس أردوغان ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف ، بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية.
وأكد أردوغان أن السلام الدائم والمنشود سيسهم في تحقيق الاستقرار بالمنطقة بأسرها. كما شدد على أن تركيا ستواصل تقديم الدعم اللازم لتحقيق هذا الهدف.
وأعربت باريس ولندن والمفوضية الأوروبية عن ارتياحها للاتفاق. كما رحّبت الأمم المتحدة بـ"المرحلة المهمة في تطبيع العلاقات" ووصف حلف شمال الأطلسي (ناتو) بدوره الاتفاق بـ"الخطوة المهمة إلى الأمام".
ومقابل هذا الترحيب، حذرت إيران، الجارة الجنوبية للبلدين، من أنها لن تتساهل مع ما تضمنه الاتفاق من خطط لإقامة منطقة عبور تربط أذربيجان بجيب نخجوان عبر أرمينيا، تعرف باسم "ممر زنغزور".
وتخشى إيران من أن يؤدي هذا الممر الذي تطالب به باكو منذ عقود، بقطع اتصالها الجغرافي البري من خلال حدودها الشمالية مع أرمينيا، وبالتالي عبر ذلك إلى أوروبا.
وأشادت وزارة الخارجية الإيرانية "بوضع البلدين اللمسات الأخيرة على نص اتفاق السلام"، من دون أن تخفي "مخاوفها بشأن التداعيات السلبية لأي تدخل أجنبي، بأي شكل كان، خصوصا بالقرب من الحدود المشتركة".
أما علي أكبر ولايتي، المستشار البارز للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، فكان واضحا في رفض طهران ما تضمنه الاتفاق بشأن ممر بين أذربيجان وجيب نخجوان.
ونصّ الإعلان المشترك على إنشاء "منطقة عبور" تمر عبر أرمينيا وتربط أذربيجان بجيب نخجوان التابع لها غربا، على أن يشار إليه بـ"طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين" (TRIPP).
ولطالما عارضت طهران هذا المشروع، الذي يعرف أيضا بـ" ممر زنغزور "، ويربط أذربيجان بتركيا مرورا بمحاذاة الحدود الإيرانية مع أرمينيا.
وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين على خلفية الحدود والأقاليم ذات النسيج العرقي المتباين ضمن أراضيهما. وتحاول الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان منذ سنوات التوصل إلى اتفاق سلام، لكن المحادثات لم تثمر.
وتعهد رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في الولايات المتحدة الجمعة، بـ"إنهاء نزاعهما الإقليمي بشكل دائم"، بحسب ما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب راعي اللقاء بين الزعيمين.