مدير الشؤون الاجتماعية يوضح أسباب إغلاق مركز تأهيل المتسولين في الكسوة#الجمهورية_العربية_السورية#وزارة_الشؤون_الاجتماعية_والعمل#مديرية_الشؤون_الاجتماعية_في_ريف_دمشق pic.twitter.com/emHn46GTSo
— وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية (@mosal_syria) July 14, 2025
لاقى مقطع فيديو نشرته وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية ترحيبا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعدما وثّق لحظة قيام الوزيرة هند قبوات بإغلاق مركز "الكسوة" لتأهيل وتشغيل المتسولين، إثر زيارة مفاجئة كشفت حجم الإهمال وسوء النظافة وتردي الخدمات المقدمة للنزلاء.
وظهرت الوزيرة في الفيديو، الذي انتشر بشكل واسع، وهي غاضبة من المشاهد التي رأتها، من بينها وجود نزيل لا يملك حتى فرشة ينام عليها، إذ خاطبت القائمين على المركز مستنكرة: "كيف يمكن لشخص أن يجلس بهذه الطريقة دون فرشة؟".
ثم تابعت جولتها بين غرف المركز وتحدثت مع عدد من النزلاء، في مشهد اعتبره كثيرون تعبيرا عن موقف إنساني يلامس وجع المهمشين.
أثنى عدد كبير من النشطاء على تصرّف الوزيرة، معتبرين قرارها خطوة شجاعة تؤكد أن الوزير ينبغي أن يكون خادما للشعب، وكتب أحدهم: "بوركت جهودكِ.. لما بيكون ضمير الإنسان صاحيا بأي مركز كان، البلد بيعمر".
حين يكونُ الوزير خادماً للشعب
وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات تقوم بإغلاق مركز الكسوة لتأهيل وتشغيل المتسولين بعد زيارة مفاجئة pic.twitter.com/dNT5eYk7f9
— أحمد العقدة (@alokdehahmad) July 14, 2025
في المقابل، رأى مغردون أن إغلاق المركز ليس حلا جذريا للمشكلة، مشيرين إلى أن الأجدى كان إقالة المدير والطاقم الإداري ومحاسبتهم على الإهمال حتى يكونوا عبرة لبقية الدوائر الحكومية.
وذهب آخرون إلى تشبيه أوضاع المركز بـ"المعتقلات"، معتبرين أن إدارته أقرب إلى مديري السجون منها إلى مؤسسة إنسانية تُعنى بضحايا الفقر والظروف القاسية.
وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات تغلق مركز الكسوة لتأهيل وتشغيل المتسولين بعد زيارة مفاجئة.
المشاهد في هذا المركز تشبه المعتقلات، إدارة المركز كأنهم مدراء سجون وليسوا مراكز إنسانية#سوريا #السويداء #الساحل_الشرقي #دمشق pic.twitter.com/lYrm0xGDUk
— حسام الجمّال| hossam jammal (@HossamJammal) July 15, 2025
كما كشف بعض المعلقين أن هذه الانتهاكات ليست وليدة اللحظة، إذ كتب أحد المدونين: "للأسف زرته منذ أكثر من 4 سنوات وقدمت تقريرا كاملا عن الوضع المأساوي، من حمامات بلا أبواب إلى شبابيك مكسرة وطعام يسبب التلبك المعوي، ولا شيء تغيّر حتى الآن".
مدير الشؤون الاجتماعية يوضح أسباب إغلاق مركز تأهيل المتسولين في الكسوة#الجمهورية_العربية_السورية#وزارة_الشؤون_الاجتماعية_والعمل#مديرية_الشؤون_الاجتماعية_في_ريف_دمشق pic.twitter.com/emHn46GTSo
— وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية (@mosal_syria) July 14, 2025
بينما رأى آخرون أن على الحكومة أن تدرك أن مؤسسات الدولة قبل الثامن من ديسمبر/كانون الأول كانت بؤرا للفساد والمحسوبيات، وأن إغلاق المراكز لا يكفي لمعالجة المشكلة.
وتمنى بعضهم أن تشهد بقية المؤسسات الحكومية زيارات مفاجئة مماثلة، مؤكدين أن هذه المراكز تحتاج إلى إعادة تأهيل الكوادر وتوفير الدعم المناسب، وليس فقط إغلاق الأبواب.
وكتب أحدهم: "فساد من المسؤولين عن المركز.. يجب المحاسبة الفورية".
في حين أشار آخرون إلى أن هذه المراكز كانت في الماضي "معتقلات أمنية للقمع"، وأن كثيرا من القائمين عليها لا يزالون يتصرفون بذهنية "الجلادين".
في المقابل، اعتبر كثيرون أن موقف الوزيرة يعكس إرادة إصلاح حقيقية وضميرا حيا. وكتب ناشط: "شكرا لمعاليكِ، لأنكِ أكدتِ بالفعل أن كرامة الإنسان فوق أي اعتبارات، وأن المسؤولية تبدأ من الاحترام لا من الأرقام".
وأضاف آخر: "المتسولون ليسوا مجرمين، بل ضحايا الفقر وضعف الحال، ومن واجبنا أن نراهم بعيون الرحمة، لا بعين الإدانة".
ورأى مغردون أن هذا المشهد أعاد تسليط الضوء على ملف المراكز الإيوائية في سوريا، وما تحتاجه من رقابة جادة وإصلاح عميق يحفظ كرامة النزلاء ويعيد الاعتبار لدور هذه المؤسسات في خدمة الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.