وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يتوعد بأن "طهران ستحترق" إن واصلت ضرباتها على إسرائيل، فيما تحذر إيران الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من دعم إسرائيل بعد مقتل قادة وعلماء نووين.
ساد هدوء غير معتاد أرجاء البلدة القديمة في القدس صباح اليوم، عقب "الضربات الانتقامية" المتبادلة بين إسرائيل وإيران.
عند مدخل باب العامود- أحد أبرز مداخل البلدة القديمة- نُصبت حواجز أمنية على الدرج المؤدي إلى البوابة، فيما أخبر أحد جنود حرس الحدود الإسرائيليين عدداً قليلاً من السياح أن "كل شيء مغلق في الداخل".
وبعد عبور الحواجز والدخول عبر القوس الحجري الكبير لباب العامود، يتجلى الهدوء الغريب الذي يخيم على الأزقة القديمة المتشابكة.
في العادة، يتعيّن على الزائر أن يتفادى المراهقين على الدراجات الصغيرة أو العربات التي يجرها أصحاب المحال التجارية، أما اليوم، فغالبية المتاجر مغلقة.
بعض "بسطات" الفاكهة ومحلات التوابل والجزارة لا تزال تعمل، لكن الحيوية المعتادة غابت بشكل ملحوظ.
كما أن المئات من المصلين المسلمين الذين يتوافدون عادة إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة لم يظهروا هذا الصباح، بعد أن مُنع الوصول إليه مؤقتاً لأسباب أمنية.
تعتزم السلطات في إيران تنظيم "تجمّع شعبي كبير" بمناسبة عيد الغدير، اليوم السبت، احتجاجاً على الهجمات الإسرائيلية، بحسب ما ذكرت وكالات أنباء محلية. ومن المقرر أن يتضمن التجمّع مسيرة من ساحة الإمام الحسين إلى ساحة آزادي في طهران.
وتشير التقارير إلى تركيب جداريات في عدد من مناطق العاصمة، من بينها ساحتا "انقلاب" و"فلسطين".
أعلن الجيش الإسرائيلي السبت إصابة سبعة من جنوده بجروح طفيفة إثر الضربات الصاروخية الإيرانية الليلية رداً على الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران في اليوم السابق.
وقال متحدث "أصيب سبعة جنود ... بجروح طفيفة الليلة الماضية إثر هجوم صاروخي إيراني في وسط إسرائيل"، مشيراً إلى أنهم تمكنوا من العودة إلى منازلهم بعد تلقي العلاج في المستشفى.
وتشمل منطقة وسط إسرائيل مدينة تل أبيب حيث تقع وزارة الدفاع ومقر قيادة الجيش.
أفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء، السبت، إن إسرائيل شنت غارة قرب مصفاة تبريز شمالي غرب البلاد، مضيفة أن الدخان يتصاعد من المنشأة.
لكن المصفاة أصدرت بياناً نفت فيه تعرضها للقصف، وقالت إن "الإنتاج مستمر بشكل طبيعي".
حذّرت إيران كلاً من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا من تقديم أي دعم عسكري لإسرائيل في مواجهة الضربات الإيرانية، بحسب ما نقلته وسائل إعلام رسمية إيرانية.
وأفادت التقارير أن طهران ستستهدف قواعد عسكرية وسفناً في المنطقة، إذا ما قدمت الدول الثلاث أي مساعدة لإسرائيل خلال التصعيد المستمر بين الجانبين.
وفيما رفضت رئاسة الحكومة البريطانية التعليق على هذه التصريحات، تفيد المعلومات حتى صباح اليوم أن المملكة المتحدة لم تشارك في أي تحرك عسكري، بما في ذلك الدفاع الجوي عن إسرائيل.
وقال مصدر حكومي يوم أمس الجمعة إنه لم يصدر أي طلب رسمي من إسرائيل لبريطانيا للمساعدة العسكرية في هذا السياق، فيما لم تؤكد المصادر صباح اليوم السبت ما إذا كان هذا الموقف لا يزال قائماً.
يُذكر أنه في هجمات سابقة نفذتها إيران بطائرات مسيّرة ضد إسرائيل، كانت بريطانيا قد أرسلت مقاتلات تايفون تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني من قاعدة في قبرص لاعتراضها.
أفادت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية بأن ثلاثة عناصر من الحرس الثوري الإيراني قُتلوا في هجوم إسرائيلي استهدف مدينة زنجان الواقعة شمال غرب البلاد، وذلك في إطار التصعيد العسكري المتواصل بين الطرفين.
دعا البابا لاون الرابع عشر السبت إسرائيل وإيران إلى التحلي بـ"المسؤولية والعقلانية" على وقع "التدهور الخطير للوضع بين البلدين".
وقال البابا خلال جلسة عامة في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان "لا يجب أن يهدد أي من الطرفين أبداً وجود الآخر، ومن واجب جميع الدول دعم قضية السلام من خلال سلوك دروب المصالحة وتشجيع الحلول التي تضمن الأمن والكرامة للجميع".ورأى أنه "يجب السعي إلى بناء عالم أكثر أماناً وخالٍ من التهديد النووي من خلال تفاعل مباشر قائم على الاحترام وحوار صادق لبناء سلام دائم قائم على العدل والإخاء والصالح العام".
قال عامي أيالون، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" والقائد السابق لسلاح البحرية، إن إسرائيل تنظر إلى الصراع الحالي مع إيران على أنه "حرب دفاعية".
وفي مقابلة مع برنامج "نيوز آور" على بي بي سي صباح اليوم، أوضح أيالون أن "معظم الإسرائيليين يرون في إيران تهديداً وجودياً كبيراً". مشيراً إلى أن "إيران باتت قريبة جداً من امتلاك قدرة نووية عسكرية. وبحسب معلوماتنا الاستخباراتية، أصبح من الواضح أننا لن نتمكن من توجيه ضربة فعالة إذا لم نتحرك الآن".
وعند سؤاله عن دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الضربات الأخيرة، قال أيالون: "لقد أعطى انطباعاً لرئيس وزرائنا بأنه سيدعم كل ما يقوم به"، وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيلعب دور "الرجل السيئ عبر شن الهجمات"، فيما ستلعب الولايات المتحدة دور "الرجل الجيد في اليوم التالي، عندما تُدرك إيران تبعات رفضها توقيع اتفاق نووي جديد مع واشنطن.
وختم بالقول: "في تلك اللحظة، سيكون من الأسهل على ترامب التوصل إلى هذا الاتفاق".
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان "تصفية تسعة علماء وخبراء بارزين ضمن البرنامج النووي الإيراني".
وأوضح الجيش أن هؤلاء العلماء والخبراء كانوا يضطلعون بدور أساسي في "دعم خطة النظام الإيراني الرامية إلى الحصول على أسلحة نووية".
واعتبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان أن "العلماء القتلى هم مراكز معرفة وخبرات ولهم عقود من التجربة في مجال تطوير السلاح النووي".
ونشر الجيش الإسرائيلي أسماء العلماء وبينهم: "خبير الهندسة الذرية فريدون عباسي، وخبير الفيزياء محمد مهدي طهرانجي، وخبير الهندسة الكيمايئية أكبر مطلب زاده، وخبير هندسة المواد سعيد برجي، وخبير الفيزياء أمير حسن فكهي".
إضافة إلى "خبير فيزياء المفاعلات النووية عبد الحميد منوشهر، وخبير الفيزياء منصور عسكري، وخبير الهندسة الذرية أحمد رضا ذو الفقاري دارياني، وعالم الميكانيك علي باكوايي كتريمي".
وقال أدرعي إن "الشخصيات التي تمت تصفيتها تعد جزءاً رئيسياً من تقدم النظام نحو امتلاك السلاح النووي، بالتالي فإن القضاء عليهم يلحق ضربة ملموسة لقدرات النظام الإيراني على امتلاك أسلحة التدمير الشامل".
من جهته، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني اليوم مقتل ثلاثة علماء نوويين إضافيين في الهجمات الإسرائيلية، ما يرفع العدد الإجمالي للعلماء الذي قتلوا في الضربات منذ الجمعة إلى تسعة. وذكر التلفزيون أن "ثلاثة من العلماء النوويين في البلاد، علي بقائي كريمي ومنصور أصغري وسعيد برجي، استشهدوا في الهجمات الإرهابية للكيان الصهيوني"، فيما أفاد الإعلام الإيراني في وقت سابق أن ستة علماء قتلوا في الضربات الإسرائيلية.
توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن "طهران ستحترق" إن أطلقت إيران صواريخ جديدة على إسرائيل، وذلك بعدما ردّت إيران خلال ليل أمس الجمعة على الضربات الإسرائيلية بصواريخ بالستية.
وقال كاتس إن "الدكتاتور الإيراني يحوّل المواطنين الإيرانيين إلى رهائن ويوجد واقعاً سيلزمهم وخصوصاً سكان طهران على دفع ثمن باهظ نتيجة الأضرار الإجرامية التي تلحق بالمدنيين الإسرائيليين". محذراً بأنه "إذا واصل المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إطلاق صواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فإن طهران ستحترق".
في الوقت الحالي، يبدو أن القتال بين إيران وإسرائيل لا يزال محصوراً بين الطرفين، لكن ماذا لو لم تلقَ الدعوات الدولية للتهدئة آذاناً صاغية؟ ماذا لو تصاعدت المواجهات واتسعت رقعتها؟
فيما يلي بعض أسوأ السيناريوهات المحتملة في حال خروج الأمور عن السيطرة:
1. انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر
رغم نفي واشنطن الرسمي مشاركتها في الهجمات، إلا أن إيران تعتقد أن القوات الأمريكية وافقت ضمناً، أو دعمت على الأقل، الضربات الإسرائيلية.
وفي حال قررت إيران الرد، فقد تستهدف قوات أمريكية في الشرق الأوسط، مثل معسكرات القوات الخاصة في العراق، والقواعد العسكرية في الخليج، أو البعثات الدبلوماسية. ورغم تراجع قوة "حماس" و"حزب الله"، إلا أن الجماعات المدعومة من طهران في العراق ما تزال قوية ومسلحة.
2. جرّ دول الخليج إلى الصراع
إذا عجزت إيران عن إلحاق ضرر مباشر بالأهداف العسكرية الإسرائيلية المحصّنة، فقد توجّه صواريخها نحو "أهداف لينة" في الخليج، لا سيما الدول التي تتهمها طهران بدعم أعدائها على مر السنين.
لكن هذه الدول تستضيف قواعد جوية أمريكية. وإذا تعرّضت لهجوم، فقد تطلب هي الأخرى تدخلاً عسكرياً أمريكياً مباشراً للدفاع عنها، إلى جانب الدفاع عن إسرائيل.
3. سقوط النظام الإيراني وخلق فراغ خطير
ماذا لو نجحت إسرائيل في تحقيق هدفها طويل الأمد المتمثل في إسقاط النظام الثوري الإسلامي في إيران؟
رئيس الوزراء الإسرائيلي أوضح في تصريحاته الأخيرة أن الهدف لا يقتصر على تحجيم التهديد النووي والصاروخي، بل يتضمّن تغيير النظام أيضاً.
وقد يبدو سقوط النظام الإيراني مرحباً به لدى بعض الأطراف في المنطقة، خاصة داخل إسرائيل، لكن يبقى السؤال: ما هو شكل الفراغ السياسي الذي قد يخلفه ذلك؟ وهل سيخلق فوضى داخلية أو صراعاً جديداً على السلطة؟
في أعقاب الضربة الصاروخية المباشرة التي استهدفت صباح السبت مبنى سكنياً في مدينة ريشون لتسيون في تل أبيب، التي أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين، كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن مسؤولاً أمنياً سابقاً رفيع المستوى كان يسكن على بُعد أمتار قليلة من موقع سقوط الصاروخ.
وبحسب الصحيفة، فإن المسؤول الذي شغل سابقاً منصب رئيس جهاز أمني مركزي ويشغل حالياً منصب المدير التنفيذي لإحدى أكبر شركات الطاقة في إسرائيل، لم يُصب بأذى هو أو أفراد عائلته، رغم سقوط الصاروخ على بُعد نحو 250 متراً فقط من منزله.
يأتي ذلك، في ظل تحذيرات متكررة من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وعلى رأسها جهاز الأمن العام (الشاباك)، الذي كشف العام الماضي عن 22 حالة تجسس وتخريب مرتبطة بإيران داخل إسرائيل، شملت تجنيد إسرائيليين لجمع معلومات استخباراتية، من بينها بيانات عن مسؤولين أمنيين كبار وأماكن إقامتهم.
أفادت وكالتا فارس ومهر الإيرانيتان أن إسرائيل نفذت ضربات جديدة السبت على مدن تضم دفاعات وقواعد عسكرية في غرب وشمال غرب إيران.
وأوردت الوكالتان أن الضربات استهدفت مدينة تبريز (شمال غرب) ومناطق في محافظات لورستان وهمدان وكرمنشاه.
شنّ سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة هجمات غير مسبوقة داخل إيران، ضمن حملة جوية استهدفت مطارات عسكرية ومنشآت نووية ومخازن صواريخ باليستية في مدن إيرانية عدة.
وأشارت تقديرات إلى أن الأضرار التي لحقت بالقدرات الإيرانية كانت كبيرة بسبب الهجمات الوقائية التي استهدفت صواريخ أرض-جو ومطارات عسكرية في طهران، همدان، تبريز، إضافة إلى المنشأتين النوويتين في نطنز وأصفهان.
واستهدف أيضاً جزءاً من منشأة "فوردو" النووية دون أن يصل القصف إلى تدميرها كاملة.
في المقابل، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن نحو 150 صاروخاً باليستياً أطلقتها إيران على إسرائيل ضمن رشقات صاروخية مختلفة.
وأفاد مسؤول أمني إسرائيلي أن "سلاح الجو تمكّن عبر سلسلة هجمات على الدفاعات الجوية الإيرانية من فتح طريق جوي آمن نحو طهران"، لكنه عاد وأشار إلى أن الدفاعات لم يتمّ تحييدها بالكامل بعد.
وتابع أن قدرات إيران على إطلاق صواريخ باليستية ضمن هجمات واسعة تقلّصت بشكل ملحوظ بعد هذه الغارات التي قضت على جزء مهم من قدراتها الهجومية.
وأوضحت إذاعة الجيش أن إيران خطّطت في الأصل لهجمات أكثر كثافة عبر إطلاق مئات الصواريخ في الرشقة الواحدة، لكن الأضرار التي ألحقها القصف الإسرائيلي حالت دون تحقيق تلك الأهداف.
قالت حركة حماس إن الرد العسكري الإيراني على إسرائيل يؤكد أن "لا غطرسة دون رد، ولا اعتداء دون جزاء"، في تعليق على الهجوم الصاروخي والطائرات المسيّرة الذي استهدف مواقع إسرائيلية.
وأوضح عزّت الرشق، عضو المكتب السياسي للحركة، على تلغرام، أن "عشرات الصواريخ الدقيقة والمسيرات نجحت في بلوغ أهدافها داخل عمق الكيان، رغم كل الضجيج عن القبة الحديدية ومنظومتي حيتس ومقلاع داوود"، مشيراً إلى أن المنظومات الدفاعية الإسرائيلية فشلت في التصدي للهجوم.
وأضاف الرشق أن "الاحتلال الإسرائيلي يكتوي اليوم بنارٍ طالما أشعلها في شعوب المنطقة"، مؤكداً أن الرسالة من هذا الرد واضحة: "من يعتدي سيدفع الثمن".
أعلن وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني فايز رسامني إعادة فتح المجال الجوّي اللبناني.
وقال رسامني إن القرار اتُخذ بالتنسيق مع مديرية الطيران المدني، وأُعيد فتح الأجواء اللبنانية عند الساعة العاشرة من صباح يوم السبت بالتوقيت المحلي.
وعبّر الوزير اللبناني عن "بالغ اعتذاره" من المسافرين القادمين والمغادرين، مؤكّداً أن "القرار وما رافقه من إجراءات استثنائية فُرض نتيجة ضرورات أمنية بحتة، وأن سلامة المسافرين والمرافق الجوية تبقى في صدارة الأولويات".
نقل الجيش الإسرائيلي عن رئيس هيئة الأركان وقائد سلاح الجو قولهما في جلسة تقييم الوضع صباح اليوم، إن الطريق إلى إيران بات "معبداً".
وأضافا أن القوات "تتحرك طبقاً لخطط عملياتها والمقاتلات ستستأنف ضرب أهداف في طهران".