شدد الرئيس اللبناني، جوزيف عون ، على أنه لا يمكن أن تستقر بلاده وتزدهر في ظل استمرار التوتر على حدوده الجنوبية.
وقال في كلمة ألقاها خلال حفل إفطار دار الفتوى، اليوم السبت، إنه "في خضم التحديات التي يواجهها وطننا، يبرز موضوع تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار كقضية محورية تستدعي اهتمامنا وعنايتنا"، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
كما أضاف: "فلا يمكن أن يستقر لبنان ويزدهر في ظل استمرار التوتر على حدوده الجنوبية، ولا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة من دون تطبيق القرارات الدولية التي تضمن سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وانسحاب المحتل من أرضنا وعودة الأسرى إلى أحضان وطنهم وأهلهم".
كذلك أردف أن "هذا يوجب أيضاً وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للإيفاء بضماناته وتعهداته، وتجسيد مواقفه الداعمة للدولة ووضعها موضع التنفيذ".
فيما أكد أن "إعادة إعمار ما دمرته الحرب تتطلب منا جميعاً العمل بجد وإخلاص، وتستدعي تضافر جهود الدولة في الداخل والخارج، والمجتمع المدني والأشقاء والأصدقاء، والقطاع الخاص، لكي نعيد بناء ما تهدم، ونضمد جراح المتضررين، ونفتح صفحة جديدة من تاريخ لبنان".
يشار إلى أنه على الرغم من المباحثات التي انطلقت مؤخراً من أجل ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية، ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ نوفمبر الماضي، كررت إسرائيل موقفها الرافض للانسحاب من الجنوب اللبناني.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بعيد إجرائه تقييماً للوضع بمشاركة رئيس الأركان إيال زامير، وعدد من كبار المسؤولين العسكريين، أن الجيش سيبقى في النقاط اللبنانية الخمسة التي يحتلها إلى أجل غير مسمى.
كما شدد في بيان، أمس الجمعة، على أن هذا "البقاء ضروري لحماية سكان الشمال بغض النظر عن المفاوضات حول النقاط الحدودية المتنازع عليها"، حسب تعبيره.
إلى ذلك، أمر بـ"تعزيز القوات الإسرائيلية في تلك النقاط الخمس والعمل بقوة وحزم ضد انتهاكات حزب الله"، وفقاً لوسائل إعلام محلية.
علماً أنه وفق الاتفاق الذي أوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله في 27 نوفمبر 2024، كان من المفترض أن تستكمل إسرائيل انسحابها الكامل من الجنوب اللبناني بحلول فجر 26 يناير الماضي.
لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير، فوافق الجانب اللبناني على أن تنسحب بشكل تام لاحقاً وتسلمه الأسرى اللبنانيين.
إلا أن تلك الفترة مضت من دون انسحاب القوات الإسرائيلية من 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، وهي تلة الحمامص وتلة النبي عويضة وجبل بلاط واللبونة والعزية.
إذ تعتبر تلك المواقع استراتيجية تشرف على المستوطنات الإسرائيلية شمالاً من جهة، وعلى جنوب نهر الليطاني من جهة أخرى، حيث كان حزب الله يتموضع سابقاً.
في حين يرى العديد من الخبراء اللبنانيين أن بقاء الجيش الإسرائيلي في هذه النقاط يوازي إقامة شريط عازل متقطع تتراوح مساحته بين 300 متر لجهة اللبونة وكيلومترين عند العزية.
هذا ولا تزال إسرائيل تشن غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه، قائلة إنها تستهدف مواقع ومنشآت لحزب الله، وإنها لن تسمح له بإعادة بناء قدراته بعد الحرب.