آخر الأخبار

سمّ العقارب.. هل يتحوّل إلى سلاح لمواجهة أورام الدماغ؟

شارك

في رحلة البحث المستمرة عن علاج للأورام المستعصية، لجأ العلماء إلى الطبيعة لاستخلاص حلول غير تقليدية، غير أن بزوغ الأمل من سمّ عقرب قاتل يضفي على المشهد مفارقة علمية قد تعيد رسم ملامح المواجهة مع أكثر سرطانات الدماغ شراسة.

نشر فريق من الباحثين في "سيتي أوف هوب"، وهي شبكة مراكز أبحاث متخصصة بالسرطان في مدن أمريكية كبرى، قبل أعوام، دراسة في مجلة "ساينس ترانسليشنال ميديسن" تقترح استخدام سمّ عقارب "ديث ستوكر" (قاتلة البشر) لعلاج أورام الدماغ، وتحديدًا أورام "الجلوبلاستوما" التي تُعد الأكثر شيوعًا وفتكًا.

تتمحور الفكرة حول استخدام مركب مُعدل وراثيًا من السمّ يُسمى "كلورتوكسين"، يعمل كالرادار لتوجيه الخلايا التائية، وهو خط الدفاع الأساسي للجسم، نحو الخلايا السرطانية المبعثرة داخل الدماغ.

كيف يعمل السمّ في الطب؟

مايكل باريش، رئيس قسم بيولوجيا الخلايا الجذعية والتطور في "سيتي أوف هوب"، يشرح الأمر قائلاً: "تمامًا كما يستخدم العقرب مكوّنات سمّه لاستهداف وقتل فريسته، نحن نستخدم الكلورتوكسين لتوجيه الخلايا التائية لمهاجمة الخلايا السرطانية".

مصدر الصورة عقرب أصفر Canva

ورغم الخلط الشائع بين السمّ والسموم، إلا أن الفارق الأساسي يكمن في طريقة دخولها إلى الجسم: إذ يتسلل أثر السموم عبر الجلد أو التنفس أو الهضم، بينما يدخل السمّ عبر جرح ناتج عن لدغة أو لسعة.

على مدار التاريخ، استخدم الإنسان هذه المواد في العلاج، من روما القديمة حيث استُخدم سمّ الأفاعي لعلاج الجدري والجذام والحمى، إلى تقارير عن لدغات أفاعي الجرس التي ساعدت على كبح نوبات الصرع. وحتى اليوم، تبقى السموم أساسية في صناعة مضادّات السموم.

ويدخل علاج الكلورتوكسين ضمن ما يعرف بـ"العلاج بالخلايا التائية المعدّلة" (CAR-T cell therapy)، وهو شكل من العلاج المناعي الذي لا يهاجم السرطان مباشرة، بل يعزز قدرات جهاز المناعة. هذا النهج يختلف عن العلاج الكيميائي القائم على أدوية سامّة للخلايا، حيث يتميّز العلاج المناعي بالدقة لكنه أبطأ وتيرة، في حين أن الكيميائي أكثر سرعة وفتكًا، لكنه يضرّ بالخلايا السليمة أيضًا.

نتائج أولية وتطلعات مستقبلية

في آب/أغسطس الماضي، نشرت مجلة "سيل ريبورتس ميديسن" أحدث نتائج الفريق، بعد المرحلة الأولى من التجارب السريرية. وكشفت النتائج عن استقرار الورم لدى غالبية المرضى المشاركين (ثلاثة من أصل أربعة مشاركين) بعد ثلاث جولات علاجية، أي أن أورامهم لم تنْمُ ولم تتراجع في ذات الوقت.

لاحقًا، توفّي جميع المرضى الأربعة، ثلاثة منهم قضى خلال فترة أقلّ من ستة أشهر، بينما عاش الرابع أكثر من 20 شهرًا بعد العملية الجراحية التحضيرية.

ويقرّ الباحثون أن حجم العيّنة محدود ولا يسمح باستخلاص استنتاجات نهائية، لكنهم يؤكدون أن المؤشّرات مشجعة، ويعملون على تعزيز فاعلية الكلورتوكسين لتحقيق نتائج أوضح مستقبلًا.

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار