آخر الأخبار

ترامب يوسع حرب الرسوم الجمركية ويستهدف الأدوية والشاحنات والأثاث

شارك

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية العقابية شملت قطاعات حيوية تمس حياة المستهلكين وصناعة الدواء والنقل والأثاث.

الإعلان الذي جاء عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشيال" وضع صناعة الأدوية العالمية تحت ضغط غير مسبوق، بعد أن قرر ترامب فرض رسوم بنسبة 100% على الأدوية ذات العلامات التجارية والبراءات الدولية، إضافة إلى 25% على الشاحنات الثقيلة و50% على خزائن المطابخ والحمامات، و30% على الأثاث المنجد.

وتأتي هذه الإجراءات، بحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ، في سياق سياسة أشمل يتبعها ترامب لإعادة تشكيل التجارة العالمية تحت ذريعة حماية "الأمن القومي" وتعزيز الصناعة المحلية.

بيد أن تداعياتها المباشرة انعكست سلبا على أسواق المال وأسهم شركات الأدوية والأثاث، فيما حذرت حكومات من بينها اليابان وأستراليا من أن الخطوة "غير عادلة" وتهدد بزيادة التوترات التجارية وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

الأدوية تحت ضغط مضاعف

وأكد ترامب أن "أي منتج دوائي يحمل علامة تجارية أو براءة اختراع سيخضع لرسوم 100%، ما لم تكن الشركة قد بدأت بالفعل في بناء مصنع داخل الولايات المتحدة ".

وتهدد هذه الخطوة بمضاعفة تكلفة "العلاجات العالمية الأكثر مبيعا"، بدءا من أدوية السرطان المناعية وصولا إلى الحقن المخصصة لفقدان الوزن.

وتوضح المجلة أن مكونات أساسية في دواء "أوزيمبيك" و"ويغوفي" لشركة "نوفو نورديسك" تُنتج في الدانمارك، بينما تبدأ عملية إنتاج دواء "مونغارو" لشركة "إيلاي ليلي" في أيرلندا، في حين يُنتج عقار "ستيلارا" لشركة "جونسون آند جونسون" في سويسرا، ويُصنع دواء "دارزالكس" المضاد للسرطان في الدانمارك.

هذه الحقائق تكشف هشاشة سلاسل الإمداد الأميركية واعتمادها على الخارج في أبرز العلاجات.

مصدر الصورة الصناعة الدوائية تواجه تهديدا مباشرا بفعل رسوم 100% (غيتي)

انعكاسات مالية وأسواق مضطربة

إعلان

تأثير القرار لم يتأخر، إذ نقلت رويترز أن أسهم شركات الأدوية في آسيا تراجعت بشكل حاد؛ فسهم "سي إس إل" الأسترالية هبط إلى أدنى مستوى له في 6 سنوات، بينما خسر سهم "سوميتومو فارما" اليابانية أكثر من 3%، كما تراجعت مؤشرات قطاع الأدوية في هونغ كونغ والهند بأكثر من 1%.

أما في أوروبا، فقد تراجع سهم "نوفو نورديسك" بنسبة 3.1%، في إشارة إلى حالة القلق التي اجتاحت المستثمرين.

كما هبط مؤشر يتتبع شركات الأثاث المدرجة في الصين بنسبة 1%.

استهداف الشاحنات والأثاث

ولم تقتصر الرسوم الجديدة على الأدوية، بل امتدت إلى قطاعات أخرى، فقد قرر ترامب فرض 25% على الشاحنات الثقيلة، و50% على واردات خزائن المطابخ والحمامات، إضافة إلى 30% على الأثاث المنجد. وقال في تبريره "السبب في ذلك هو تدفق هذه المنتجات على نطاق واسع إلى الولايات المتحدة من دول أخرى".

وتؤكد رويترز أن هذه الإجراءات تندرج ضمن مساعي ترامب "لإحياء صناعة الأثاث الأميركية"، لكنها أثارت قلقا واسعا من ارتفاع أسعار المستهلكين داخليا وتعطل التجارة العالمية.

مصدر الصورة العزلة الاقتصادية الأميركية تتعمق وسط سياسات ترامب المتشددة (الأوروبية)

حسابات سياسية وقانونية

وبحسب بلومبيرغ، فإن إدارة ترامب "تسعى إلى إحاطة قراراتها بمسوغات قانونية مرتبطة بالأمن القومي"، تحسبا لمراجعة المحكمة العليا الأميركية لشرعية الرسوم السابقة.

وتوضح الوكالة أن الهدف هو "تفادي الطعون القضائية وضمان استمرارية الإجراءات"، لكن محللين يرون أن النتيجة قد تكون عزلة اقتصادية متنامية وارتفاع تكاليف السلع الأساسية في أميركا والعالم.

وتشير التقديرات إلى أن الرسوم قد تدر مليارات الدولارات على الخزانة الأميركية، لكنها في المقابل تزيد احتمالات تباطؤ النمو العالمي، وتفتح الباب أمام ردود تجارية مضادة من شركاء أساسيين مثل الاتحاد الأوروبي واليابان.

وتمثل الرسوم الجمركية الأخيرة تصعيدا جديدا في سياسة ترامب التجارية التي يصفها خصومه بأنها "حرب على المستهلكين والشركاء" أكثر من كونها حماية للصناعة المحلية.

وبينما تدخل الإجراءات حيز التنفيذ مع بداية أكتوبر/تشرين الأول، يبقى القلق العالمي متركزا على تداعياتها المحتملة على سلاسل الإمداد وأسعار الأدوية والسلع، في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي أصلا من ضغوط متزايدة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار