آخر الأخبار

رغم رسوم ترامب تجارة الصين الخارجية تنتعش

شارك

بينما يضاعف الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجماته الاقتصادية على الصين التي يصفها بأنها "أظلم وأعمق تهديد للاقتصاد الأميركي"، تكشف بيانات التجارة الخارجية أن بكين تمضي في طريق موازٍ، لا يلتف حول أميركا فقط، بل يُعيد رسم خريطة الشراكات العالمية من جديد.

وبحسب تقرير نشرته مجلة الإيكونوميست، فإن صادرات الصين إلى أميركا خلال الفترة ما بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب الماضيين تراجعت بنسبة 25% مقارنة بالعام الماضي، مما أدى إلى انخفاض حصة أميركا من صادرات الصين من 15% إلى 10% فقط.

لكن في المقابل، ارتفعت صادرات الصين الكلية بنسبة 6% على أساس سنوي خلال الفترة نفسها، بفضل تنامي الطلب من دول الجنوب العالمي، وخاصة القارة الأفريقية ودول رابطة دول جنوب شرق آسيا ( آسيان ) و الاتحاد الأوروبي .

أفريقيا تلتهم الفجوة

القفزة الكبرى جاءت من أفريقيا بحسب الصحيفة، حيث ارتفعت صادرات الصين إلى نيجيريا بنسبة تجاوزت 50% خلال ثلاثة أشهر، مدفوعة بمعدات بناء السكك الحديدية ومحطات الطاقة الممولة بقروض صينية.

مصدر الصورة أفريقيا تحوّلت إلى أكبر مستفيد من الطفرة التجارية الصينية بفضل مبادرة الحزام والطريق الصينية (الفرنسية)

وتشير بيانات الإيكونوميست إلى أن إجمالي صادرات الصين إلى أفريقيا ارتفع بمعدل الثلث، وهي نسبة تمثّل تحولا إستراتيجيا يعكس تأثير مبادرة " الحزام والطريق ".

في السياق ذاته، سجلت صادرات الصين إلى مصر نموًا لافتا أيضا، مدفوعة بقروض استثمارية في مشاريع البنية التحتية، إلى جانب اتفاقات تبادل العملات التي وقّعتها القاهرة مع بكين.

وتشير بيانات معهد غريفيث الآسيوي إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" شهدت خلال النصف الأول من 2025 تسجيل رقم قياسي بلغ 120 مليار دولار في عقود جديدة واستثمارات، ذهب نحو 30 مليار دولار منها إلى مشروعات في أفريقيا، أي خمسة أضعاف ما تم تمويله في الفترة ذاتها من العام الماضي، وأكثر من أي منطقة أخرى في العالم.

جنوب شرق آسيا شريك تصنيع بديل

وفيما يتعلق بدول "آسيان"، أظهرت البيانات أن الصادرات إلى فيتنام وتايلند ارتفعت بنسبة 25%، في حين قفزت صادرات الإلكترونيات والآلات إلى أكثر من 40% في الدولتين، مما يشير إلى توسع الصين في التصنيع الداخلي داخل الكتلة الآسيوية لتجنّب اتهامات "إعادة التصدير" والامتثال لقواعد المنشأ.

إعلان

وترى الإيكونوميست أن هذا التحول ليس مجرد "مناورة"، بل يمثل إعادة تموضع إستراتيجية للصناعات الصينية داخل فيتنام وماليزيا وتايلند وإندونيسيا، الأمر الذي يسمح للشركات الصينية بالاندماج في سلاسل التوريد الإقليمية بشكل أعمق، وتقليل تعرضها للملاحقة الجمركية الأميركية.

مصدر الصورة أوروبا استوردت من الصين أكثر من أميركا بفارق 60% (شترستوك)

أوروبا تكسب والمكسيك تتراجع

البيانات أشارت إلى أن صادرات الصين إلى الاتحاد الأوروبي ارتفعت بنحو 10% لتتفوق على الولايات المتحدة بهامش 60%. ووصفت المجلة هذا الفارق بأنه مؤشر على تحول أوروبا إلى الشريك التجاري الأول، في وقت تتراجع فيه أميركا سريعًا.

في الجهة المقابلة، انخفضت واردات المكسيك من الصين بنسبة 6% خلال الفترة من مايو/أيار إلى يوليو/تموز الماضيين، وهو تراجع مرشح للتفاقم، خاصة بعد إعلان الرئيسة المكسيكية كلوديا شاينباوم في 4 سبتمبر/أيلول الحالي عن خطط جديدة لفرض رسوم جمركية على السيارات والبلاستيك والمنسوجات الصينية. وتأتي هذه الخطوة لإرضاء ترامب، الذي يسعى لإقامة ما سماه "حصن أميركا الشمالية".

لكن الإيكونوميست حذرت من أن الحصون التجارية نادرًا ما تكون علامة قوة، مستحضرة مثال الصين في القرن الـ15 حين أقامت سورها العظيم وانكمشت اقتصاديًا حتى سقطت سلالتها الحاكمة، وخلصت المجلة إلى أن أميركا تسير اليوم على طريق مشابه، تعزل نفسها عن سوق عالمي لا يبدو أنه بحاجة إلى "العم سام" بعد الآن.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار