آخر الأخبار

من هم الفينيقيون؟ علماء الآثار يكشفون أسرارهم

شارك

الفينيقيون، ورثة الحضارة الكنعانية، أسسوا مدنًا مستقلة على الساحل الشرقي للمتوسط مثل صور وصيدا وجبيل، وتركوا إرثًا حضاريًا غنيًا في التجارة واللغة والدين والفنون.

لطالما شكّل الفينيقيون لغزًا تاريخيًا، فالشعب المعروف اليوم بهذا الاسم لم يستخدمه لنفسه قط. فقد عرف الفينيقيون أنفسهم بحسب مدنهم المستقلة: صور، صيدا، جبيل (المعروفة باليونانيين باسم بيبليوس)، بيروت . وكل مدينة كانت كيانًا مستقلاً يتحدث سكانه لهجة مختلفة، وتمتلك نظامًا دينيًا وسياسات مستقلة وعلاقات تجارية متميزة.

مصطلح "الفينيقي" أو Phoinikè كلمة يونانية استُخدمت لأول مرة في الشعر الهوميري بين القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، للإشارة إلى سكان ساحل لبنان الحالي. ويُرجّح أن التسمية جاءت من لون صبغة الأرجواني الفاخر الذي اشتهرت به مدنهم، أو من لون بشرتهم المائل إلى السمرة.

من هم الفينيقيون؟

حاول المؤرخون و الكتّاب اليهود واليونانيون والرومان تحديد أصول الفينيقيين. ويصنف الكتاب المقدس الفينيقيين ضمن نسل حام، ابن نوح، رغم أنهم، كلغتهم، ينتمون إلى الشعوب السامية.وقدم المؤرخون اليونانيون مثل هيرودوت وسترابو، والرومان، فرضيات متنوعة حول أصولهم من البحر الإريتري، الخليج الفارسي، أو مناطق أخرى في بلاد ما بين النهرين.

لكن الاكتشافات الأثرية الحديثة أظهرت أن الفينيقيين هم الورثة المباشرون للثقافة الكنعانية التي امتدت في بلاد الشام منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد. ومدن مثل جبيل وصور كانت مأهولة منذ العصر البرونزي المبكر، وشكلت مراكز تجارية حيوية متصلة بشبكات التجارة البحرية والبرية مع مصر وميكنة وبلاد ما بين النهرين وقبرص وتركيا.

التجارة والابتكار الحضاري

أظهرت الحفريات في صور، وخصوصًا في مقبرة ألباس والموقع الأثري للأكروبوليس، أن المدينة تأسست بين نهاية الألفية الرابعة وبداية الألفية الثالثة قبل الميلاد، وكانت مركزًا تجاريًا رئيسيًا على ما يعرف بـ"رحلة بيبليوس". ولعبت مدن الفينيقيين دور الوسيط التجاري الرئيس بين الشرق والغرب في منتجات مثل الأقمشة، الأخشاب، المعادن، وزيت الزيتون.

وكانت اللغة الفينيقية جزءًا من المجموعة الكنعانية الشمالية الغربية، وهي قريبة من العبرية والآرامية، وساهمت في تطوير الأبجدية، إحدى أعظم الابتكارات في تاريخ البشرية.

الدين والفنون

تأثر الدين الفينيقي بالديانة الكنعانية القديمة، مع استمرار عبادة آلهة مثل بعل، إل، عشتروت، رشيف وبعلت جبيل، وإضافة آلهة جديدة نتيجة الاحتكاك بشعوب أخرى مثل الملكرت وتانيت. كما ترك الفينيقيون إرثًا فنيًا ومعماريًا غنيًا، شمل المعابد والتماثيل والنقوش التي توثق حياتهم الاقتصادية والدينية والسياسية.

ورصدت المصادر المصرية القديمة، مثل بردية أناستازي الأولى، المدن الساحلية الفينيقية، بينما وثّقت النقوش والأدلة الأثرية تأثير غزوات شعوب البحر على التجارة الإقليمية.

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار