شهدت بلدية ماجني لي هامو في ولاية إيفلين الفرنسية، مؤخرا، انفجارا عنيفا دمّر منزلا سكنيا تقيم فيه أم و3 أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و5 سنوات، في حادث كاد أن يتحول إلى مأساة لولا التدخل السريع والبطولي لأحد الجيران، ويدعى رشيد، بمساعدة عدد من سكان الحي، وفق ما أوردته الصحافة الفرنسية.
ووفق التفاصيل المتداولة، اندفع رشيد إلى داخل المنزل رغم اشتعال النيران فيه، في محاولة لإنقاذ العائلة. وقال في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية: "سمعت دوي الانفجار، فخرجت على الفور. رأيت امرأة تصرخ، فصعدت مباشرة إلى الطابق العلوي، أمسكت بالطفل الأول ووضعته على الأرض، ثم عدت لإنقاذ الطفل الثاني".
أنقذ رشيد طفلين في البداية، ولم يكتفِ بذلك، بل سارع إلى إقناع الأم المصابة بضرورة مغادرة المنزل فورا. وقال في حديثه للصحافة الفرنسية: "قلت لها: سيدتي، تعالي معي، اخرجي بسرعة، ثم سنحاول إنقاذ الصغير".
في الداخل، كان الوضع بالغ الخطورة، دخان كثيف، ونيران تلتهم المكان بسرعة. ورغم المخاطر، تمكن رشيد، بمساعدة بعض سكان الحي، من إخراج طفلين سالمين. غير أن الطفل الثالث، الذي لم يتجاوز عامه الثاني، ظل محاصرا داخل المنزل، محاطا باللهب.
الأم، التي أصيبت بجروح، رفضت مغادرة المكان دون طفلها، بل ظنت في لحظة يأس أنها فقدته. وكان الوقت يمر بسرعة. يقول رشيد: "كنت أخشى أن تشتعل النيران مجددا، كان علينا أن نتصرف على الفور".
بعد ذلك، حصل رشيد على مطفأة حريق، واستخدمها لإخماد ألسنة اللهب وفتح ممرا داخل المنزل. وبمساعدة جار آخر، تمكن من الوصول إلى الطفل المحاصر تحت الأنقاض، وانتشاله قبل لحظات من التهام النيران للمنزل بالكامل.
وتم إجلاء جميع من كانوا داخل المنزل أحياء، فيما نُقلت الأم وأطفالها الثلاثة إلى المستشفى في حالة حرجة، تحت إشراف فرق الإسعاف.
لُقّب رشيد بـ"البطل" من قبل جيرانه، بعد تدخله الذي أنقذ حياة الأم وأطفالها. وقال معبرا عن مشاعره عقب الحادث: "أشعر بالامتنان لأن الأطفال ما زالوا على قيد الحياة. حتى لو كنت داخل الحريق ومعرضا للموت، فقد فضّلت إنقاذهم".
ووفق ما أوردته وسائل إعلام فرنسية، من بينها ""آر تي إل" (RTL) و"تي إف 1″ (TF1)، فإن رشيد شاب فرنسي من أصول جزائرية، في الثلاثينيات من عمره، وأب لطفل، ويقيم في حي ماجني لي هامو منذ عدة سنوات. وقد عُرف بين سكان الحي بهدوئه وعلاقته الجيدة بجيرانه، قبل أن يتحول اسمه، عقب الحادث، إلى رمز للشجاعة والتضامن الإنساني.
ومنذ وقوع الانفجار، توالت عبارات الشكر والامتنان من السكان، في حين لخص أحد الجيران الشعور العام في موقع الحادث قائلا: "رشيد يستحق وسام شرف".
المصدر:
الجزيرة