يحدث النجاح في حياة الشخص نتيجة لتراكم أفعال صغيرة ومتسقة وواعية ولا يمكن اختصاره في مجرد لحظة حاسمة أو نقطة تحول واحدة.
فبحسب ما جاء في تقرير نشره موقع مجلة VegOut، هناك 9 عادات عند اتباع بعضها أو كلها والحرص عليها يكون النجاح حليف المرء جنباً إلى جنب ومعطيات التوفيق والاجتهاد والتخطيط، وهي كالآتي:
يتبع معظم الأشخاص الناجحين تقريباً روتيناً صباحياً - ليس للإنتاجية، بل للحضور، حيث يحرص البعض على ممارسة التأمل، والبعض الآخر يدون يومياته، وهناك من يجلس ببساطة مع قهوته في صمت قبل أن يستيقظ العالم.
إن القاسم المشترك بينهم جميعاً هو بدء يومهم بنية، لا بردة فعل، فالأمر لا يتعلق بمدى الاستيقاظ مبكراً، بل بمدى الوعي وبدء اليوم مسيطراً.
سواءً كانت القراءة في مجال الفلسفة أو سيرة ذاتية أو علم نفس، فإن كل شخص ناجح غالباً يقرأ بانتظام، وما يلفت الانتباه ليس كمية ما يقرأونه - بل سبب قراءتهم، إنهم لا يسعون وراء المعلومات، بل يبحثون عن البصيرة، يريدون فهم الآخرين والأنماط وأنفسهم بشكل أفضل.
فالقراءة تُبقي العقل مرناً، حيث تُشعر الشخص بالتواضع وتُذكر بأن الحكمة لا حدود لها - وأن كل صفحة تُتيح للمرء فرصة للنمو.
إن صفاء الذهن والتوازن العاطفي والمرونة، كلها تبدأ من الجسم، فالناجح لا يمارس الرياضة من أجل الجمال، بل من أجل التركيز. ويتناول طعاماً صحياً من أجل الطاقة. وينام جيداً للحفاظ على التركيز والطاقة والصحة العامة.
إن أحد أثمن مزايا الشخص الناجح على المدى الطويل هو قدرته على قول "لا" - للالتزامات المُرهقة دون طائل والفرص السطحية، وحتى بعض الصداقات التي لم تعد مُناسبة. إنه لا يرى ذلك رفضاً، بل يعتبره وسيلة حماية. إن قول "لا" للأشياء الخاطئة يُتيح مساحة للأشياء الصحيحة.
يرفض معظم الناجحين فكرة "انتظار الشعور بالإلهام"، إنهم يعلمون أن التحفيز متقلب بينما تمثل العادات المنتظمة والمتسقة ركيزة أساسية عند اختفاء عنصر التحفيز.
والمفارقة الأنيقة هي أن الانضباط يخلق الحرية، فكلما كان الشخص أكثر اتساقاً، زادت قدرته على العفوية.
يهتم الناجحون بطرح الأسئلة، ويستمعون بعمق، ويبقون منفتحين على الخطأ، إن تواضعهم هو ما يدفعهم للتقدم.
يعد الانفتاح وعدم التشبث بالأنا من طرق النمو، علاوة على أنه يجعل الحياة مثيرة للاهتمام. في اللحظة التي يعتقد فيها الشخص أنه يعرف كل شيء، يتوقف عن التطور.
إن البيئة المحيطة إما أن ترتقي بالشخص أو تُرهقه، فيبحث الشخص الناجح بنشاط عن أصدقاء ومرشدين وشركاء يخبرونه الحقيقة - وليس ما يريد سماعه. يفضل الناجحون التحدي على الإطراء.
يمارس الكثير من الناجحين كتابة اليوميات والتأمل، أو ببساطة القيام بنزهات هادئة دون هواتفهم. يكون الهدف واحدا، وهو الاطمئنان على أنفسهم. يطرحون أسئلة مثل: "ما الذي أفعله جيداً؟ ما الذي أشعر به؟ ما الذي أحتاج إلى تغييره؟".
إنها عادة تُبقيهم على أرض الواقع. يمنع هذا النجاح من التحول إلى قيادة آلية، ويذكرهم بأن الوعي، وليس الإنجاز، هو المقياس الحقيقي للتقدم.
إن أسعد الأشخاص وأكثرهم اكتفاءً هم من يتجاوزون الحاجة إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين باستمرار، فيقيسون النجاح بما يقدمونه وليس بمقدار هزيمتهم، ويجدون متعة في المساهمة في شيء أكبر من أنفسهم – مجتمع أو عائلة أو هدف.
إن التحول من الأنا إلى الخدمة هو ما يحوّل الطموح إلى معنى.
المصدر:
العربيّة