أثار وصول صانع المحتوى الأردني الفلسطيني الشهير أنس الشايب إلى الجزائر، حالة واسعة من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد سلسلة من المقاطع التي وثّقت استقباله الحافل من قبل مجموعة من المؤثرات الجزائريات، وظهوره في عدد من المواقع التاريخية بالعاصمة.
بدأت تفاصيل القصة بموجة من الانتقادات ضدَّ مؤثرات، اتهمن بظهورهن معه بمظهر وصف بـ "غير اللائق"، من قبل عدد من الجزائريين على مواقع التواصل، ما دفعهن لاحقاً إلى الاعتذار.
فيما اعتبر آخرون أنّ غرض الزيارة التعريف بمقدرات البلاد السياحية.
فمنذ أن حَلَّ بالجزائر، قبل أسبوع، أثار صانع المحتوى أنس الشايب الجدل من حوله، حيث رحب جزائريون بصاحب أكثر من 8 ملايين متابع على منصة "تيك توك"، لمشاركته المحتملة في تشجيع السياحة في البلاد، خاصّة أنه زار العديد من الولايات الجزائرية، مثل العاصمة، ووهران وغيرها، وعرّف ببعض المناطق والعادات والتقاليد من ألبسة وأكلات تقليدية وغيرها.
فيما انتقد آخرون هذه الزيارة، معتبرين أنها "مجرد جمع للمشاهدات"، والدليل، حسبهم "ارتداءه لألبسة شعبية لا تمثل الثقافة الجزائرية".
غير أنَّ الجدل الأكبر طال ثلاث مؤثرات جزائريات استقبلنه، وهن: حفصة (4.2 مليون على انستغرام)، رينا (قرابة 3 ملايين متابع انستغرام)، وميليسا (2 مليون على انستغرام).
إذ تعرضت صانعات المحتوى الثلاث، لموجة من الانتقادات طالت ملابسهن خلال لقاء الشايب.
في المقابل ردت رينا متهمة بعض منتقديها بسوء النية، مع ذلك أبدت اعتذارها من متابعيها، قائلة: "أعترف أنَّ ما فعلته خطأ".
بدورها أوضحت حفصة: "أن أنس أخ صغير بالنسبة لنا، عمره 22 سنة"، مؤكدة أن ارتداءها للباس رياضي جاء تزامنا مع تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى كأس العالم". وأضافت متسائلة: "هل اللباس كان يوما مقياسا للأخلاق؟ ثم إنني إنسانة أخطئ، أتعلم وأتطور".
فيما أكدت المؤثرة ميليسيا، وزوجها فتاح، أنَّ "الغرفة التي دخلها أنس هي غرفة مخصصة للضيوف، وليست غرفة نوم". كما قالت في "ستوري" بأنها "تعتزم اعتزال مواقع التواصل الاجتماعي نهائيا بسبب الحملة ضدَّها".
من جهته، رأى المختص في مواقع التواصل الاجتماعي، رحيم صديقي أن "مواقع التواصل وصناعة المحتوى، لم تعد مجرد تسلية وقضاء للوقت بل أصبحت عملاً حقيقياً يستدعي من صاحبه أن يحسب كل كبيرة وصغيرة".
وأضاف المتحدث في تصريحه لـ"العربية.نت": "رأينا في الفترة الأخيرة، كيف تعرض كثير من المؤثرين وصناع المحتوى إلى الضغط والانتقاد، وبعضهم حتى إلى المحاكمة والسجن، وكل هذا بسبب مقاطع فيديو لم يقدروا خطورتها".
كما أوضح أن "أغلب المؤثرين يوظفون مختصين في المجال يكونون على اطلاع بمختلف المجالات، وحتى الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها حتى لا يخطئوا التقدير".
وفي ذات السياق قال المختص الاجتماعي عبد الحفيظ صندوقي إن "المؤثرات اللائي ظهرن مع الشايب، لم يكن ليحدثن هذا الكم من الجدل لو صورت ونشرت الفيديوهات في بلد آخر، لكن خصوصية نسبة من الجزائريين المحافظة جعلت من تلك الفيديوهات مصدر انتقاد".
وأضاف المتحدث لـ"العربية.نت" أن الاعتبارات الاجتماعية مهمة في صناعة المحتوى، فلا يمكن أن نقدم نفس المحتوى في بلدين مختلفين، حيث تدخل هنا العادات والتقاليد والدين وغيرها من الخصوصيات التي تميز كل بلد، بل كل منطقة، وما حدث مع المؤثرة حفصة خير دليل، كونها تنحدر من ولاية بسكرة، ومعروفة بأنها محافظة، وما صدر منها لم يكن ليثير نفس الضجّة لو صدر من أخرى، وهكذا".
المصدر:
العربيّة