تعود الفنانة سلمى أبو ضيف إلى شاشة السينما من بوابة مختلفة، بشكل مختلف عما اعتاد الجمهور رؤيتها، وقريبة من الإنسان البسيط الذي يقع تحت ضغط القرارات السريعة في عالم لا يمهل أحدًا، ومن خلال فيلم "إنشالله تتهد الدنيا" تسير أبو ضيف على خيط مشدود بين ما هو متوقّع وما هو مُربك، وتقدم أداءً يحمل من النضج بقدر ما يحمل من التساؤل، عن الدور الذي نلعبه نحن كأشخاص في صناعة واقع يبدو أحيانًا مُنمقًا على حساب الحقيقة.
وفي حديثها مع "العربية.نت" و"الحدث.نت"، أوضحت سلمى تفاصيل دورها في الفيلم، والتحديات، ودوافع مشاركتها، وتأثير الأمومة على اختياراتها.
وأوضحت سلمى أبو ضيف أن فيلم "إنشالله تتهد الدنيا" كان انعكاسًا لتجارب شخصية، وأن قبولها للدور جاء بعيدًا عن الحسابات التجارية.
وأوضحت أبو ضيف أن شخصية "لبنى" التي أدتها تحمل طبقات نفسية معقدة، فهي منتجة إعلانات ناجحة، تتورط في مأزق إنساني عند تعاملها مع أم فقيرة ضمن مشهد إعلاني مصمم لتجميل الواقع.
وأضافت أن ما جذبها في السيناريو هو أنه لم يطرح السؤال بشكل مباشر، بل ترك مساحة للتأمل في ما بين السطور، معتبرة أن هذا النوع من الحكي هو ما تشتاق إليه كممثلة.
وأشارت إلى أن الفيلم كُتب استنادًا إلى موقف واقعي شهده المخرج كريم شعبان خلال تصوير إحدى الإعلانات، ما أضفى على النص صدقًا جعلها تتفاعل معه دون تحفظ.
وتابعت قائلة: "لما قريت الورق، حسّيت إني كنت هناك.. كنت واحدة من الشخصيات، حتى من غير ما أمثل".
واستطردت سلمى في حديثها مؤكدة أن الفيلم لا يطرح بطولات ولا يوزع الأحكام، بل يسلّط الضوء على هشاشة الاختيارات، وعلى التناقضات التي نعيشها يوميًا بين ما نعرف أنه الصواب، وما نستسلم له بدافع الاستسهال أو ضغط الواقع، مؤكدة أن شخصية "لبنى" ليست شريرة، لكنها تعيش في عالم يكافئ السطحية.
وأضافت أن العمل في الفيلم كان مكثفًا على مستوى التحضير، رغم قِصر مدته، مشيرة إلى أن الفريق أجرى بروفات تفصيلية لكل مشهد، وناقش الخلفيات النفسية لكل شخصية، ما ساعدها على تفكيك الدور من الداخل.
وأوضحت أن التصوير جرى في ظروف متقشفة لكن مخلصة، فكلهم كان لديهم إيمان حقيقي بالسينما، فالفيلم لا يبحث عن التسالي بل يقول شيئا وسط الضجيج.
وأشارت إلى أن عرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان "بالم سبرينغ" للأفلام القصيرة في كاليفورنيا، لم يكن مجرد مناسبة دولية عابرة، بل كان بمثابة إثبات أن السينما الصادقة قادرة على عبور الحدود دون مجهود تسويقي ضخم.
وأكدت أبو ضيف أن الجمهور المصري أصبح أكثر استعدادًا لتقبّل أعمال لا تنتمي بالضرورة للأنماط السائدة، فالناس تريد أن تشعر حتى لو بمشهد صغير وليس بالضرورة حكاية كبيرة.
وأكدت أبو ضيف أنها تبحث عن أدوار تجريبية، وليست بالضرورة أدوار بطولة. وأوضحت أن الأمومة ساعدتها على إعادة ترتيب أولوياتها الفنية.