في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
اهتز الشارع المغربي على وقع حادثة العثور على رضيع متخلى عنه، تم وضعه في قفة أمام أحد المساجد في مدينة مريرت التابعة لإقليم حنيفرة، ما خلف دهشة وغضبا كبيرين، فما هي التفاصيل؟
في واقعة صادمة، خلفت غضب الشارع المغربي، عثر أحد المواطنين مساء الثلاثاء على رضيع حديث الولادة، متخلى عنه، تم وضعه في قفة أمام المسجد الكبير بمدينة مريرت، التابعة لإقليم خنيفرة.
وحسب مقاطع الفيديو التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي والتي وثقت للواقعة، فالرضيع الذي يبلغ أقل من أسبوع، كان ملفوفا في غطاء، ويوجد في حالة صحية جيدة، وكانت قنينة حليب موضوعة إلى جانبه داخل القفة.
واستنفرت الحادثة أهالي مدينة مريرت الهادئة، الذين عبروا عن صدمتهم الكبيرة جراء هذه الجريمة، بينما تطوع أحد المغاربة القاطنين بالخارج، الذي تصادف وجوده بالمدينة، لتبني الرضيع المتخلى عنه.
ومباشرة بعد علمها بالواقعة، انتقلت السلطات الأمنية وعناصر الوقاية المدنية إلى موقع الحادثة، حيث جرى نقل الرضيع إلى المستشفى المحلي بالمدينة لإخضاعه للفحوصات الطبية اللازمة، والتأكد من حالته الصحية.
بينما فتحت المصالح المختصة، تحقيقا تحت إشراف النيابة العامة، بهدف تحديد ظروف وملابسات الحادث والتوصل إلى هوية الشخص أو الأشخاص الذين أقدموا على التخلي عن الرضيع.
وأثارت الواقعة ردود فعل متباينة في أوساط الأهالي، وسط دعوات لتعزيز التوعية الاجتماعية وإيجاد حلول للحد من مثل هذه الظواهر.
الحادثة التي خلفت استنكارا واسعا لدى الشارع المغربي، الذي وصف الفاعل بعديم الرحمة وقاسي القلب، حملت مفاجأة صادمة، وفق ما نقلته مصادر محلية، والتي كشفت ليلة الأربعاء، أن سيدة متزوجة تنحدر من نواحي مدينة مريرت، هي من تقف وراء هذه الجريمة، وأنها تتواجد حاليا رهن التحقيق.
وذكرت ذات المصادر أن هذه السيدة، وهي أم لثلاثة أطفال، أقدمت على التخلي عن رضيعها دون رحمة، مخافة افتضاح أمر خيانتها، أمام زوجها العائد من السفر، بعد أن أثمرت هذه الخيانة عن حمل ثم ولادة، فيما تخلى العشيق عنها فور علمه بوقوع الحمل، وبعد أن وضعت وليدها في الخفاء، حاولت التخلص منه عبر وضعه في قفة أمام المسجد الكبير بالمدينة.
دق رئيس جميعة حماية الطفولة عز العرب لحلو، ناقوس الخطر حول ظاهرة التخلي عن الأطفال الرضع التي ارتفعت وتيرتها في الفترة الأخيرة، مشيرا في اتصال مع موقع العربية.نت، أن الأسبوع الماضي، عرف كذلك حوادث مشابهة بعدما عثر أحد عمال النظافة في مدينة سطات على رضيع متخلى عنه، ميتا داخل حاوية للنفايات.. وقبلها بأيام قليلة، عثر على رضيع آخر بنفس المدينة، وقد تم إنقاذه واستقباله في مركز الأمل للأطفال المتخلى عنهم، وشهدت مدينة الدار البيضاء حادثا صادما خلال الأسبوع نفسه بعد العثور على جثة رضيع متخلى عنه في قناة للصرف الصحي.
وأورد ذات المتحدث أن هناك عددا من الأطفال يقتلون، ويموتون، ولا يظهر لهم أي أثر، معتبرا أن الوقت قد حان للتشديد بخطورة الظاهرة، لاسيما في صفوف الأمهات العازبات اللواتي يتخلين عن أطفالهن، كاشفا عن خطورة الوضع.
كذلك كشفت تقارير سابقة، أن الأطفال المتخلى عنهم ليسوا بالضرورة نتاج علاقات خارج إطار الزواج، إنما قد يكونون أيضا ضحايا لوالدين يقدمان على التخلي عن فلذات أكبادهم لأسباب مختلفة، سواء بسبب الفقر والحاجة، أو نتيجة للطلاق، أو ما يعرف بالتكفل السري، أي أن الأم فور وضعها لوليدها تقوم بتسليمه لإحدى الأسر بعيدا عن المساطر القانونية الطويلة المتعلقة بنظام الكفالة.
وحذرت فعاليات حقوقية من أنه في حال استمرار هذه الظاهرة، فإن شوارع المغرب ستحتضن أكثر من 155 ألف طفل متخلى عنه، لا يتعدى سنهم 15 سنة، بحلول عام 2030.
بينما أورد تقرير سابق للنيابة العامة المغربية نشر سنة 2021 حول الظاهرة، أن عدد الأطفال المتخلى عنهم سنة 2021، قد وصل إلى ما مجموعه 3187، تمت معالجة وضعيتهم القانونية من قبل النيابة العامة.
وأورد ذات المصدر، أنه تم في 2021، العثور على 417 طفلا ذكرا، مقابل 114 من الإناث، وتم التخلي تلقائيا عن 830 طفلا (ذكور) و1862 بالنسبة للإناث. كذلك، تم خلال السنة ذاتها، إيداع 660 طفلا ذكورا وإناثا في مؤسسات، مقابل إيداع 803 لدى أشخاص.
وكشف المصدر نفسه أن الإجراءات المتخذة من طرف النيابة العامة لمصلحة الأطفال المكفولين بلغ 881 إجراء، بما في ذلك الأبحاث الأولية التي تكلفت بها مختلف الجهات المعنية بالمسطرة.