تشهد كرة القدم مجموعة من المفارقات التاريخية التي تتكرر بشكل يلفت الانتباه حتى لو لم يكن بينها أي رابط منطقي أو تأثير مباشر.
ومن أبرز هذه المفارقات تلك التي تجمع بين إخفاق نيجيريا في التأهل لكأس العالم وفوز الأرجنتين باللقب في الأعوام نفسها بالتزامن مع تتويج نجوم فرنسيين بالكرة الذهبية في سنوات متقاربة، وكأن التاريخ يعيد رسم نفس اللوحة بأسماء مختلفة.
فشلت نيجيريا في التأهل إلى مونديال 1978، في حين كانت الأرجنتين تستضيف البطولة وتتوج بلقبها الأول.
تكرر المشهد بعد 8 سنوات: نيجيريا خارج المونديال، والأرجنتين بقيادة مارادونا ترفع الكأس للمرة الثانية.
عادت المفارقة من جديد، نيجيريا لم تتأهل لكأس العالم 2022 بعد سقوطها أمام غانا في التصفيات، في حين خطفت الأرجنتين اللقب بقيادة ليونيل ميسي.
في النسخة المقبلة من كأس العالم (2026) ستغيب نيجيريا بعدما فشلت أيضا في التأهل، مما يعيد فتح باب الحديث عن تكرار "المعادلة التاريخية".
تاريخ الكرة الذهبية يُظهر نمطا لافتا بين اللاعبين الفرنسيين وفوز الأرجنتين بالمونديال، ففي عام 1985 فاز ميشيل بلاتيني بالكرة الذهبية وتُوجت الأرجنتين بالبطولة في العام التالي 1986.
وفي عام 2022 حصل كريم بنزيمة على الكرة الذهبية، وارتفعت الأرجنتين على منصة التتويج.
في عام 2025 حقق عثمان ديمبيلي الكرة الذهبية قبل مونديال 2026 المرتقب، مضيفا حلقة جديدة في سلسلة النجوم الفرنسيين الذين يسبق تتويجهم أعواما تتألق فيها الأرجنتين.
وتتجلى مفارقة كرة القدم بوضوح، ففي السنوات التي تغيب فيها نيجيريا عن كأس العالم ويحقق لاعبو فرنسا الكرة الذهبية ترتفع الأرجنتين لتتألق على الساحة العالمية وتتوج باللقب كأن إخفاق "النسور الخضراء" وتألق نجوم منتخب "الديكة" يمهدان الطريق لإنجازات "التانغو" ويضيفان بعدا مثيرا إلى هذه المصادفات التاريخية.
ورغم أنه لا يوجد أي رابط سببي بين الأحداث فإنها تعكس نمطا ممتعا وغريبا للتاريخ الكروي يجعل المتابعين يراقبون العلاقات بين البطولات والجوائز الفردية بشغف.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة