Now online: Microglia Display Heterogeneous Initial Responses to Disseminated Tumor Cells https://t.co/QrJ06iOGQ6 pic.twitter.com/dte3i1hV1l
— Cancer Research (@CR_AACR) December 11, 2025
كشفت دراسة حديثة عن لحظة حاسمة في رحلة انتشار السرطان، إذ صوّر العلماء العملية الدقيقة التي تبتلع فيها الخلايا المناعية في الدماغ الخلايا السرطانية التي تحاول التسلل إليه.
ويأتي هذا الاكتشاف ليسلط الضوء على إحدى أخطر مراحل المرض: انبثاث الدماغ، الذي يعد المسؤول الأبرز عن الوفيات المرتبطة بالسرطان.
ويحدث الانبثاث عندما تنفصل الخلايا السرطانية عن الورم الأصلي وتنتقل عبر مجرى الدم لتكوّن أوراما جديدة. ويصيب الانبثاث الدماغي ما بين 10 و30% من المرضى المصابين بسرطانات الرئة والثدي والورم الميلانيني. ورغم وجود علاجات تستهدف الأورام المتكوّنة في الدماغ، فإن وسائل القضاء على الخلايا السرطانية الأولى التي تصل إليه ما تزال محدودة.
ويمتلك الدماغ خلايا مناعية تسمى الخلايا الدبقية الصغيرة، وهي قادرة على ابتلاع الخلايا الغريبة وهضمها. لكن العلماء لم يتمكنوا سابقا من تفسير سبب نجاح الخلايا السرطانية أحيانا في الإفلات من هذا الدفاع، لعدم القدرة على مراقبة التفاعل بين الطرفين في الوقت الفعلي داخل الدماغ الحي.
وفي إنجاز يعد الأول من نوعه، التقط فريق بحثي دولي بقيادة الدكتور تاكاهيرو تسوجي من جامعة ناغويا، صورا مباشرة لهذه المعركة المبكرة بين الخلايا الدبقية الصغيرة والخلايا السرطانية المنتقلة من الرئة إلى الدماغ.
واعتمد الفريق على تقنية تصوير متقدمة تعرف بالمجهر ثنائي الفوتون، مكّنته من متابعة الخلايا السرطانية خلال الأيام الأولى من وصولها إلى الدماغ - وهي نافذة زمنية لا تتجاوز 12 يوما، تسبق ظهور أي أعراض أو علامات تصويرية واضحة.
وكشف التصوير أن بعض الخلايا الدبقية الصغيرة تهاجم الخلايا السرطانية بنشاط، في حين يبدو أن خلايا أخرى تدعم بقاءها ونموّها. وللتفريق بين النوعين، استخدم العلماء نهجا مبتكرا يسمى "علم البصريات الجزيئية"، حيث جرى وسم الخلايا الدبقية المتلامسة فقط مع الخلايا السرطانية بالضوء، ثم عُزلت لتحليلها بدقة.
وتوصلت الدراسة، التي نشرت في مجلة أبحاث السرطان، إلى أن الخلايا السرطانية تستخدم جزيئين هما CD24 وCD47 لإطلاق إشارات "عدم الالتهام"، ما يسمح لها بالتهرب من تدمير الخلايا الدبقية.
وعند إزالة هذين الجزيئين وراثيا، تمكنت الخلايا الدبقية من ابتلاع الخلايا السرطانية الأولية، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في عدد الأورام الدماغية. كما تبيّن وجود البروتينين نفسيهما في نحو 50% من عينات نقائل الدماغ لدى مرضى سرطان الرئة، ما يعزز إمكانية ترجمة هذه النتائج إلى تطبيقات سريرية مستقبلية.
ويشير البروفيسور هيرواكي ويك، أحد معدي الدراسة، إلى أن بعض الخلايا الدبقية قد تتلقى إشارات تعيد برمجتها لتوفير بيئة داعمة للسرطان، من خلال بناء أوعية دموية جديدة وحماية الخلايا السرطانية من الجهاز المناعي. ويؤكد أن فهم سبب اختلاف استجابة هذه الخلايا منذ اللحظة الأولى يعد خطوة أساسية نحو تطوير علاجات أكثر فاعلية.
ويقترح فريق البحث استراتيجية علاجية مستقبلية تعتمد على إزالة بروتيني CD24 وCD47 باستخدام الأجسام المضادة أو غيرها من العلاجات المناعية، بهدف القضاء على الخلايا السرطانية فور وصولها إلى الدماغ.
وحاليا، يعمل العلماء على تطوير هذه العلاجات المحتملة بالتوازي مع تصميم مؤشرات حيوية للتعرف على المرضى الأكثر استفادة من التدخل المبكر، كما يخططون لتوسيع استخدام تقنيات التصوير المتقدمة لدراسة انتشار السرطان في أعضاء أخرى.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر:
روسيا اليوم