آخر الأخبار

الحياة من خلال المرآة.. ثورة طبية أم خطر على الكوكب؟!

شارك

تخيلوا الحياة من خلال المرآة: الجزيئات ذاتها، لكن معكوسة تماما. هذا الاحتمال يثير نقاشا حادا في الأوساط العلمية حول ما إذا كان ينبغي المضي قدما في هذا المجال أم التوقف عند حدوده.

صورة تعبيرية

تشير مجلة Futurism العلمية إلى أن الخلايا الطبيعية تتكون من جزيئات مرتبة بطريقة محددة. وإذا جمعت نسخ "مقلوبة" منها، فسوف تُنشئ بنية لا يتعرف عليها الجسم، فيدافع عن نفسه ضدها. وتثير هذه الخاصية اهتمام شركات الأدوية، إذ إن الدواء لن يتحلل بسرعة داخل الجسم، بل سيعمل لفترة أطول.

لكن هذا الثبات يثير أيضا القلق؛ فإذا تمكن العلماء من إنشاء كائن حي من هذه الجزيئات وإطلاقه من المختبر، فلن يكون له أعداء طبيعيون، وسيكون قادرا على الاستيلاء على الموارد بسرعة والتفوق على أشكال الحياة الطبيعية.

ويتضمن تقرير صادر عن جامعة ستانفورد وصفا لسيناريوهات محتملة، تتراوح بين تفشي الأوبئة وانهيار الأنظمة البيئية. كما أشار جاك زوستاك، الحائز على جائزة نوبل، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، إلى أن العواقب قد تكون كارثية.

مع ذلك، يرى خبراء آخرون أن الخطر مبالغ فيه. فقد أكدت مقالة نُشرت عام 2025 في مجلة Nature أن تركيب الهياكل "المرآتية" المعقّدة لا يزال صعبا للغاية، وأن النماذج الأولية الحقيقية بعيدة المنال. ويعتقد عالم الكيمياء الحيوية سفين كلوسمان أنه من السابق لأوانه فرض قيود، مع ضرورة مراعاة المخاطر المحتملة.

وعموما، لا يستطيع العلماء حاليا سوى تجميع سلاسل قصيرة من الأحماض النووية والأحماض الأمينية المرآتية. ويشير عالم الأحياء الجزيئية تشو تينغ، من جامعة ويستليك، في Nature إلى أن المفتاح يكمن في التمييز بين الإنجازات الفعلية والسيناريوهات الافتراضية، مؤكدا أن تطوير مثل هذه الجزيئات سيسرع إنتاج الأدوية.

وبالطبع، هناك آراء أخرى أيضا؛ فقد أشار عالم الأحياء الكندي راتمير ديردا إلى أن الكائنات الحية تتعرف بالفعل على السكريات المرآتية. ومن جانبه كتب الكيميائي ديريك لو، في تعليق له بمجلة Science، أن تركيب مثل هذه الكائنات لا يزال بعيد المنال، لكن من الحكمة مناقشة القواعد والقيود مسبقا.

المصدر: science.mail.ru

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار