دعا زعيم حزب العمال الكردستاني، عبدالله أوجلان، المسجون منذ 26 عامًا، تركيا إلى لعب دور فعال في تسهيل التوصل إلى اتفاق بين دمشق و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وجاءت الدعوة في رسالة نقلها الثلاثاء حزب المساواة والديمقراطية الشعبي التركي المؤيد للأكراد، بتاريخ 30 ديسمبر/كانون الأول.
وأكد أوجلان في رسالته على ضرورة أن يكون دور تركيا "تيسيريًا وبنّاءً يركّز على الحوار"، مشيرًا إلى أن هذا النهج يمثل خطوة حاسمة للسلام الإقليمي وتعزيز الاستقرار الداخلي في البلاد.
ويأتي هذا التحرك عشية انتهاء المهلة المحددة لتطبيق اتفاق أُبرم بين دمشق وقسد لحسم ملف مناطق شمال وشمال شرقي سوريا.
وينص الاتفاق، الذي وقع في 10 مارس/آذار، على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية ضمن المؤسسات الوطنية، مع ضمان نموذج سياسي ديمقراطي يتيح للشعوب المحلية حكم نفسها بشكل مشترك.
وأوضح أوجلان أن التطبيق الكامل للاتفاق سيعزز هذه الآلية ويعجل بتفعيلها رغم التباين القائم بين الأطراف.
وتسيطر قسد، على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، تشمل أبرز حقول النفط والغاز، فيما تشكل قوات سوريا الديمقراطية ذراعها العسكري، ولعبت دورًا محوريًا في القضاء على تنظيم داعش في آخر معاقله عام 2019.
من جانبه، صرح قائد قسد مظلوم عبدي بأنه يبذل كل جهده لتفادي فشل الاتفاق، مؤكدًا استمرار المطالبة باللامركزية، وهو المطلب الذي رفضته الدولة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع.
وفي سياق متصل، شددت تركيا على ضرورة دمج قسد ضمن الجيش السوري الوطني، مع التأكيد على ألا تكون "عائقًا" أمام وحدة واستقرار البلاد، وفق ما أكده وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال زيارته دمشق مؤخرًا.
وفي وقت سابق أعلن المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية تأجيل الزيارة التي كان من المقرر أن يجريها قائدها مظلوم عبدي إلى دمشق في 29 كانون الأول، مبررًا ذلك بأسباب تقنية ولوجستية، ومؤكدًا أن التأجيل لا يعني توقف التواصل أو تغيير الأهداف، على أن يُحدد موعد جديد لاحقًا بالتوافق بين الأطراف.
يأتي هذا التطور قبل يومين من انتهاء مهلة اتفاق 10 آذار الموقّع بين دمشق وعبدي، والذي نصّ على عودة مؤسسات الدولة إلى مناطق شمال وشرق سوريا ودمج قوات قسد ضمن مؤسساتها.
وتؤكد دمشق أن الاتفاق لم يُنفذ أي بند منه منذ توقيعه، رغم الاجتماعات المتكررة، مع تبادل الاتهامات بين الطرفين حول تعطيل التنفيذ.
مصادر رسمية سورية أشارت إلى أن أي اجتماع مقبل سيبحث المقترح الحكومي أولًا كأساس لتنفيذ الاتفاق، لا مقترحات بديلة.
وكانت وزارة الدفاع قد قدمت طرحًا لدمج تدريجي لقسد ضمن الجيش السوري، اطّلع عليه الجانب الأمريكي، إلا أن قسد رفضته وقدمت في 22 كانون الأول مقترحًا بديلًا يقوم على تشكيل ثلاثة ألوية منفصلة، وهو ما اعتبرته الحكومة إصرارًا على الإبقاء على بنية عسكرية مستقلة تتعارض مع جوهر الاتفاق.
ومع اقتراب نهاية العام، ترى دمشق أن التأجيل يزيد من تعقيد المشهد، مؤكدة أن أي تقدم مرهون بإنهاء الكيانات العسكرية الموازية وتوحيد القرارين العسكري والأمني ضمن مؤسسات الدولة.
المصدر:
شبكة شام