نقلت السلطات الأسترالية اليوم الاثنين المشتبه به في الهجوم الدامي، الذي شهده شاطئ بوندي بمدينة سيدني ، من المستشفى إلى السجن، وذلك عقب مثوله أمام المحكمة عبر تقنية الفيديو، في وقت تعهدت فيه الحكومة بتشديد القوانين لمواجهة التطرف وخطاب الكراهية.
ويواجه نافيد أكرم (24 عاما) لائحة اتهام تشمل ارتكاب "أعمال إرهابية" و15 جريمة قتل عمد، بالإضافة إلى عشرات التهم الأخرى المرتبطة بالهجوم الذي وقع يوم 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وكان أكرم يتلقى العلاج تحت حراسة مشددة منذ إصابته برصاص الشرطة في موقع الحادث الذي أسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة 40 آخرين، كما قُتل فيه والده وشريكه في الهجوم ساجد أكرم (50 عاما).
وكشفت وثائق الشرطة التي عُرضت أمام المحكمة عن تفاصيل سبقت الهجوم، إذ أظهرت التحقيقات أن الأب وابنه أجريا تدريبات على الأسلحة النارية في مناطق ريفية بولاية نيو ساوث ويلز، وقاما برحلة استطلاعية لشاطئ بوندي قبل أيام من تنفيذ العملية.
كما عثرت الأجهزة الأمنية في هاتف أحد المتهمين على مقطع فيديو يظهر فيه المهاجمان أمام علم " تنظيم الدولة الإسلامية "، حيث تحدثا عن دوافعهما ونددا بـ"الصهاينة". وحسب بيان الوقائع، حاول المتهمان أيضا تفجير 4 عبوات ناسفة بدائية الصنع وسط حشد كان يشارك في فعاليات يهودية بالشاطئ، غير أنها لم تنفجر.
في غضون ذلك، جدد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي التأكيد على أن بلاده لن تسمح للإرهابيين المتأثرين بفكر تنظيم الدولة بالانتصار أو تقسيم المجتمع الأسترالي. وشدد ألبانيزي على أن الحكومة ستدفع باتجاه سن قوانين أكثر صرامة لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف، مؤكدا أولوية الحفاظ على التماسك المجتمعي في مواجهة هذه التهديدات.
وكان ألبانيزي قد تعهد، الخميس الماضي، بشن حملة على "الكراهية والانقسام والتطرف"، وقال في مؤتمر صحفي إن الأستراليين "مصدومون وغاضبون"، وإن عليهم بذل مزيد من الجهود لمكافحة هذه "الآفة الشريرة"، متوعدا الدعاة المتطرفين ومن ينشرون الكراهية بإجراءات تشمل إلغاء التأشيرات.
يُذكر أن هذا الهجوم، الذي يعد من أعنف الحوادث الأمنية التي شهدتها سيدني مؤخرا، قد أثار حالة من الصدمة في أستراليا، وسط استنفار أمني لملاحقة أي روابط محتملة لشبكات تدعم الفكر المتطرف.
المصدر:
الجزيرة