تشهد مناطق متفرقة من الضفة الغربية و القدس المحتلة تصعيدا ميدانيا متواصلا، مع تنفيذ قوات الاحتلال عمليات هدم واقتحام واعتقالات واسعة، بالتزامن مع اعتداءات نفذها مستوطنون بحق ممتلكات الفلسطينيين، في ظل توتر أمني متصاعد.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال بدأت صباح اليوم الأربعاء بتنفيذ عمليات هدم في بلدة بدو شمال غربي مدينة القدس المحتلة، ضمن سياسة متواصلة تستهدف منازل الفلسطينيين بحجة عدم الترخيص.
وفي وسط الضفة الغربية المحتلة، ذكرت مراسلة الجزيرة أن مستوطنين أحرقوا مركبات فلسطينية وخطوا شعارات عنصرية في قرية عين يبرود شمال شرق رام الله ، في اعتداء جديد يضاف إلى سلسلة هجمات المستوطنين المتكررة.
أما في نابلس ، فقد اعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم فلسطينيا من بلدة كفر قليل جنوب المدينة، بعد مداهمة منزله والاعتداء عليه وعلى أفراد عائلته، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت أيضا البلدة القديمة في نابلس ومحيطها، وسط انتشار عسكري كثيف.
كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 8 فلسطينيين، بينهم مسن يبلغ من العمر (70 عاما)، عقب دهم منازلهم وتفتيشها، كما سلّمت الشاب عيسى نادر عواد من جبل الموالح بلاغا لمراجعة مخابراتها، بحسب مصادر أمنية فلسطينية.
كما أفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن قوات الاحتلال اقتحمت مخيمي الفوار جنوب الخليل والعروب شمالها، ودهمت عددا من منازل المواطنين.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة يطا جنوب الخليل ودهمت عددا من منازل المواطنين ومحالهم التجارية في منطقة مفرق المزرعة، كما دهمت شركة للصرافة وفتشتها، وقامت بتكسير محتوياتها بالكامل، دون الإبلاغ عن اعتقالات.
واقتحمت القوات أيضا بلدة دير استيا وقرية حارس شمال غرب محافظة سلفيت . وذكرت مصادر محلية أن الاحتلال دهم عددا من المنازل واعتدى على المواطنين بالضرب، كما أخضع آخرين للتحقيق الميداني واحتجزهم لساعات.
وأضافت المصادر أن الاقتحام تخلله انتشار مكثف لجنود الاحتلال على مداخل دير استيا وحارس وبين الأحياء السكنية.
وفي شمال الضفة، اقتحمت قوات إسرائيلية خاصة الحي الشرقي من مدينة جنين فجر اليوم، تبعتها تعزيزات عسكرية كبيرة، حيث دهمت منازل وحوّلت أحدها إلى ثكنة عسكرية، وشرعت بحملة احتجاز واستجواب ميداني بحق المواطنين.
بدورها، أعلنت مديرية التربية والتعليم في جنين تأجيل الدوام الدراسي في المدارس ورياض الأطفال إلى يوم غد الخميس، حفاظا على سلامة الطلبة.
ويأتي هذا التصعيد في ظل ارتفاع غير مسبوق في أعمال العنف بالضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث استشهد أكثر من ألف فلسطيني بنيران قوات الاحتلال أو المستوطنين، وفق معطيات فلسطينية ودولية.
وتواصل منظمات حقوقية دولية التحذير من خطورة تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، وسط اتهامات لإسرائيل بارتكاب انتهاكات جسيمة تشمل القتل خارج إطار القانون والاعتقالات الواسعة والهدم القسري.
المصدر:
الجزيرة