آخر الأخبار

لوبس: لا تأشيرات أميركية للبدناء والمرضى والمكتئبين

شارك

قالت مجلة لوبس الفرنسية إن الإدارة الأميركية، برفضها منح التأشيرات للبدناء والمرضى، وتطهير الجيش من الجنرالات ذوي الوزن الزائد، تتبنى سياسات مثيرة للجدل، تقترب بصورة خطيرة من أطروحات الانتقاء الجيني التي ظهرت في القرن 19.

وأشارت الصحيفة -في تحليل بقلم سارة حليفة لوغران- إلى أن وزارة الخارجية الأميركية أصدرت تعليمات صارمة للسفارات، تمنع منح التأشيرات للأجانب البدناء، والمصابين بأمراض مزمنة، والمكتئبين، وأولئك الذين لديهم عدد كبير من الأطفال أو آباء مسنين يحتاجون لرعاية خاصة، بحجة أنهم يشكلون عبئا ماليا على الدولة.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 تلغراف: تصادم قاتل بين فكرتين يهدد أسس الديمقراطيات الغربية
* list 2 of 2 تايمز: مشكلة ترامب الكبرى ليست إبستين بل فقاعة الذكاء الاصطناعي end of list

يأتي هذا التوجه -حسب الكاتبة- ضمن سلسلة من الإجراءات، تعيد إلى الأذهان قوانين الهجرة التمييزية بالولايات المتحدة في عشرينيات القرن الماضي، عندما استهدفت فئات معينة من المهاجرين على أساس العرق والأصل الوطني.

مصدر الصورة وزير الحرب الأميركي عبر للجيش عن عدم قبوله لوجود جنرالات وأدميرالات ذوي وزن زائد (الفرنسية)

غير أن السياسة الجديدة لا تقتصر على الهجرة، بل شملت الجيش أيضا، إذ أعلن وزير الحرب  بيت هيغسيث عن عدم قبوله لوجود جنرالات وأدميرالات ذوي وزن زائد، في إطار بناء صورة مثالية للمحارب الأميركي الرياضي، وبما يعكس رؤية الرئيس دونالد ترامب لمواطنه المثالي في عصر "لنجعل أميركا عظيمة مجددا ( ماغا )".

هوس بالجينات

وتترافق هذه السياسات -كما تقول حليفة لوغران- مع هوس بالجينات والذكاء الوراثي، حيث تستثمر شركات ناشئة في وادي السيليكون في تقنيات تعديل الجينات للأجنة بهدف إنتاج أفراد أكثر ذكاءً وأقل عرضة للأمراض.

ويشارك الملياردير إيلون ماسك ، المقرب سابقا من ترامب، هذا الطموح من خلال إنجاب عدد كبير من الأطفال لتعزيز "الذكاء الجيني" للبشرية، كما يواصل ترامب نفسه التعبير عن اعتقاده بأن النجاح في الحياة يعتمد إلى حد كبير على امتلاك "الجينات الجيدة".

إعلان

وبدا ترامب مهووسا بالجينات منذ فترة طويلة -كما تقول الكاتبة- إذ أكثر، خلال حملته الرئاسية لعام 2024، من إطلاق التصريحات الصادمة عن المهاجرين الذين "يسممون دم بلادنا (…) بجيناتهم السيئة".

وقال في خطاب له عام 2020 في مينيسوتا: "لديكم جينات جيدة، أنتم تعلمون ذلك. أليس كذلك؟ الأمر يتعلق إلى حد كبير بالجينات، أليس كذلك؟ نظرية حصان السباق"، في إشارة إلى فكرة أن السلالات الجيدة في تربية الخيول تعطي نسلا متفوقا.

تخلص الكاتبة إلى أن أميركا ترامب تتجه فيما يبدو نحو عالم تحدد فيه الصحة واللياقة البدنية والجينات قيمة المواطن، في إطار رؤية تجمع بين التحكم الاجتماعي والسيطرة على الهجرة والصحة العامة

كما قال ترامب على شبكة سي إن إن عام 2010 "أنا أؤمن بقوة الجينات، عندما تهجن أحصنة سباق، غالبا ما تحصل على حصان سريع"، لينتهي إلى الإشادة بإرثه الجيني الجيد، وقد قال عام 1988 أمام أوبرا وينفري إنه مقتنع بأن الجينات تحدد النجاح في الحياة، وأنه يجب "امتلاك الجينات الجيدة" لبلوغ الثروة الطائلة.

غير أن المفارقة الكبرى -كما يشير التحليل- هي أن الرجل الذي يضع معايير صارمة للانتقاء الجيني هو في الواقع شخص مسن وذو وزن زائد، مما يعكس التناقض بين الخطابات الرسمية والسياسات المطبقة على الأرض.

وفي المجمل، تخلص الكاتبة إلى أن أميركا ترامب تتجه فيما يبدو نحو عالم تحدد فيه الصحة واللياقة البدنية والجينات قيمة المواطن، في إطار رؤية تجمع بين التحكم الاجتماعي والسيطرة على الهجرة والصحة العامة، مع خلفية ثقافية وسياسية تحيي بعض أطروحات الماضي المثير للجدل.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا