آخر الأخبار

اجتماع ملغوم بين ممداني وترامب في البيت الأبيض

شارك

يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقاء عمدة مدينة نيويورك المنتخب زهران ممداني اليوم الجمعة في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض ، مستبقا اللقاء بتكرار وصفه للعمدة المنتخب بـ"الشيوعي".

وعلى منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب أمس الخميس إن ممداني طلب عقد اجتماع معه في المكتب البيضاوي يوم الجمعة.

وفي مقابلة تلفزيونية أول أمس الأربعاء سئل ممداني عن الاجتماع المخطط له، فأجاب" تواصل فريقي مع البيت الأبيض انطلاقا من التزامي الذي قطعته تجاه سكان نيويورك بأنني أكون مستعدا للقاء أي شخص وكل شخص، طالما أن ذلك يصب في مصلحة 8.5 ملايين شخص يعتبرون هذه المدينة موطنا لهم ويكافحون لتحمل تكاليف المعيشة في أغلى مدينة في الولايات المتحدة ".

وأضاف ممداني "أريد فقط أن أتحدث بصراحة مع الرئيس حول ما يعنيه أن تدافع فعلا عن سكان نيويورك".

وقالت المتحدثة باسم عمدة نيويورك المنتخب دورا بيكيك إنه من "المعتاد" أن يلتقي عمدة نيويورك الجديد بالرئيس، وإن ممداني يعتزم أن يتناول لقاؤه مع ترامب "أجندة السلامة العامة والأمن الاقتصادي والقدرة على تحمل التكاليف التي صوت لها أكثر من مليون من مواطني نيويورك قبل أسبوعين فقط".

وانتقد ترامب ممداني لعدة أشهر، ووصفه بأنه "شيوعي"، وتوقع أن يحل الخراب على مسقط رأسه إذا تم انتخابه. كما هدد بترحيل ممداني، المولود في أوغندا والذي حصل على الجنسية الأميركية عام 2018، وسحب الأموال الفدرالية من المدينة.

ولكن بعد انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، التي خسر فيها الجمهوريون بشكل كبير في جورجيا ونيوجيرسي وبنسلفانيا وفرجينيا، تحدث ترامب أكثر عن القدرة على تحمل التكاليف، والتي كانت نقطة محورية في حملات الديمقراطيين، بما في ذلك حملة ممداني، حتى إنه أعلن قبل أسبوع أن الحزب الجمهوري هو "حزب القدرة على تحمل التكاليف".

إعلان

يأتي هذا في الوقت الذي يصر فيه ترامب ورفاقه الجمهوريون على أن الاقتصاد لم يكن أقوى في أي وقت مضى مما هو عليه الآن.

والاثنين الماضي قال ممداني، الذي من المقرر أن يتولى منصبه رسميا في يناير/كانون الثاني المقبل، إنه يأمل لقاء ترامب، مؤكدا أن فريقه تواصل مع البيت الأبيض لترتيب لقاء محتمل.

وخلال خطاب فوزه في وقت سابق من هذا الشهر، قال ممداني (34 عاما)، الذي بزغ نجمه في غضون أشهر قليلة من كونه نائبا مغمورا يمثل كوينز إلى عمدة منتخب لأكبر مدينة في البلاد، إنه يريد أن تظهر نيويورك للبلاد كيفية هزيمة الرئيس.

القابلية للاشتعال

وفي إطار الاتهامات السابقة المتبادلة بينهما، وصف ترامب عمدة مدينة نيويورك المنتخب بأنه "شيوعي مجنون 100%" و"مختل عقليا"، في المقابل وصف ممداني إدارة ترامب بأنها "استبدادية"، معتبرا نفسه "أسوأ كوابيس دونالد ترامب".

لذا يرجح المراقبون أن يكون أول لقاء لهما على الإطلاق، والمقرر عقده اليوم الساعة الثالثة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة في البيت الأبيض، أمرًا مثيرا للجدل وقابلًا للاشتعال.

وعلى الرغم من اعتبار كل منهما الآخر خصمًا رئيسيا، فإن الرئيس الجمهوري والنجم الديمقراطي الجديد أبديا انفتاحا على إيجاد نقاط اتفاق تفيد المدينة التي اتخذاها موطنا لهما.

وقال ممداني، وهو اشتراكي ديمقراطي، إنه سعى إلى الاجتماع مع ترامب لمناقشة سبل جعل مدينة نيويورك أكثر ملاءمة من حيث المعيشة. في حين قال ترامب إنه قد يرغب في مساعدته، على الرغم من أنه وصف ممداني بأنه "شيوعي"، وهدد بسحب الأموال الفدرالية من مسقط رأسه.

لكن بالنسبة لكلا الرجلين، يُتيح الاجتماع فرصا تتجاوز أي مجال محتمل للاتفاق بين الحزبين. ويُعدّ الرجلان طرفين سياسيين مُلائمين لبعضهما بعضا، ومواجهة أحدهما الآخر قد تُحفّز مؤيديهما.

كان لترامب تأثير كبير على سباق رئاسة البلدية هذا العام، وعشية الانتخابات أيّد المرشح المستقل والحاكم الديمقراطي السابق أندرو كومو، مُتنبئا بأن المدينة "لديها فرصة معدومة للنجاح أو حتى البقاء" في حال فوز ممداني.

كما شكك في جنسية ممداني، المولود في أوغندا وحصل على الجنسية الأميركية بعد تخرجه من الجامعة، وقال إنه سيعتقله إذا نفّذ تهديداته بعدم التعاون مع مسؤولي الهجرة في المدينة.

من جهته، تصدى ممداني لتحد من كومو، واصفا إياه بأنه "دمية" بيد الرئيس، وقال إنه سيكون "عمدة قادرا على مواجهة دونالد ترامب وتحقيق وعوده".

وقال ممداني خلال إحدى المناظرات التمهيدية "أنا أسوأ كابوس لدونالد ترامب، كمهاجر مسلم تقدمي يُناضل من أجل ما أؤمن به".

وتوقع الرئيس، الذي لطالما استخدم خصومه السياسيين لتحفيز مؤيديه، أن ممداني "سيُثبت أنه من أفضل ما حدث لحزبنا الجمهوري العظيم".

وبينما قلب ممداني المؤسسة الديمقراطية رأسًا على عقب بهزيمته كومو، وأثارت سياساته التقدمية اليسارية المتطرفة صراعات داخلية، دأب ترامب على تصوير ممداني كوجه للحزب الديمقراطي.

بالنسبة لممداني، يُتيح له لقاء رئيس الولايات المتحدة -وهو عضو في مجلس نواب الولاية كان مجهولًا نسبيا حتى وقت قريب- فرصة مواجهة أقوى شخصية في العالم.

إعلان

كما يمنح هذا الاجتماع ترامب فرصة بارزةً للحديث عن القدرة على تحمل التكاليف في وقتٍ يتعرض فيه لضغوطٍ سياسية متزايدة لإظهار اهتمامه بمعالجة مخاوف الناخبين بشأن تكلفة المعيشة.

دراما المكتب البيضاوي

لم يتضح بعد ما إذا كان سيُسمح للكاميرات بتصوير الاجتماع. وينص جدول ترامب اليومي على أنه سيكون خاصا، لكن الرئيس غالبا ما يدعو مجموعةً صغيرة من الصحفيين في اللحظة الأخيرة.

وشهد المكتب البيضاوي بعض المواجهات العلنية الدرامية هذا العام، بما في ذلك جدال حاد بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مارس/آذار الماضي.

في مايو/أيار الماضي، خفض ترامب الأضواء أثناء اجتماعه مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا ، وعرض مقطع فيديو مدته 4 دقائق يظهر مزاعم مرفوضة على نطاقٍ واسع بأن جنوب أفريقيا تضطهد بعنفٍ مزارعي الأقلية البيضاء في البلاد.

وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب، رفض ذكر اسمه، إن "ترامب لم يُفكر مليا في التخطيط للاجتماع مع العمدة الجديد"، لكنه أضاف أن "تهديدات ترامب بمنع تدفق الأموال الفدرالية إلى نيويورك لا تزال مطروحة".

وصرح ممداني أمس بأنه لا يخشى احتمال محاولة الرئيس استغلال الاجتماع لإحراجه علنا، وقال إنه يرى فيه فرصة لإثبات وجهة نظره، حتى مع إقراره بوجود "خلافات كثيرة مع الرئيس".

ويعتقد المراقبون أنه إذا استخدم ترامب الاجتماع كنوع من المواجهة العلنية، فقد يكون ممداني مستعدًا لذلك على نحو فريد.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا