هَدّد زهران باعتقال نتنياهو إذا وصل نيويورك..
"سيل بشري" داعم للمرشح لعمدة نيويورك "زهران ممداني"، رغم الحملة الشرسة لإسقاطه. pic.twitter.com/DNkiTEdOFe
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 27, 2025
واشنطن – غرّد الملياردير الشهير إيلون ماسك ، وهو من أغنى الشخصيات في أميركا والعالم، أمس الاثنين على منصة إكس -التي يمتلكها- "زهران يمثل مستقبل الحزب الديمقراطي ".
وجاء تصريح ماسك تعقيبا على ظهور كاثي هوشول حاكمة ولاية نيويورك وهي تعلن تأييدها لترشح زهران ممداني عمدة لمدينة نيويورك .
ولا يُعرف تحديدا ما إذا كان ماسك، الذي لديه خلاف كبير مع الرئيس دونالد ترامب بعد شهور من التحالف والدعم المتبادل، يشيد بحملة ممداني وبصعوده الباهر، أم أنه يوجه سخرية للديمقراطيين.
ويُعد زهران ممداني (34 عاما) المرشح الأوفر حظا في سباق رئاسة بلدية مدينة نيويورك، المقرر يوم الثلاثاء المقبل 4 نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
ويتقدم ممداني على منافسه المرشح الديمقراطي وحاكم الولاية السابق إندرو كومو (68 عاما)، الذي يترشح مستقلا بعد خسارته الانتخابات التمهيدية للحزب في يونيو/حزيران الماضي، والمرشح الجمهوري كورتيس سليوا (71 عاما).
وينظر إلى ممداني إلى حد كبير على أنه "تقدمي اشتراكي" من أصول إسلامية، يستعد ليصبح أول عمدة مسلم لنيويورك، أكبر مدينة أميركية بعدد سكان يقترب من 9 ملايين شخص.
وبعد فترة تردد وقلق عرفها قادة الحزب الديمقراطي بسبب توجهات ممداني التقدمية والاشتراكية، توالى إعلان قادة الحزب دعمهم للمرشح الشاب بعدما تغلب في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي على كومو، وعلى عمدة المدينة الحالي إيريك آدامز.
وإضافة لكاثي هوشول حاكمة ولاية نيويورك، تلقى ممداني حتى الآن دعم رئيس الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب حكيم جيفريز، ونائبة الرئيس السابقة والمرشحة الرئاسية كامالا هاريس . إلا أن الغموض يحيط بتلقيه دعم الرئيس السابق باراك أوباما .
من ناحية أخرى، احتشد قادة التيار التقدمي بالحزب أول أمس الأحد للتعبير عن دعم ممداني. وقال السيناتور بيرني ساندرز إن "ترامب وبقية العالم يراقبون الانتخابات، وإن الانتصار هنا في نيويورك سيعطي الأمل والإلهام للناس في أنحاء بلدنا وفي جميع العالم. هذا ما تدور حوله هذه الانتخابات، ولهذا السبب يهتم دونالد ترامب بهذه الانتخابات".
وقال ممداني أمام جمع غفير قُدر بعشرات الآلاف من الناخبين إنه "بينما يعتقد المليارديرات المتبرعون لدونالد ترامب أن لديهم المال لشراء هذه الانتخابات، نحن لدينا حركة جماهيرية لا يمكن شراؤها".
لم يتعامل قادة الحزب الديمقراطي بجدية مع ترشح الشاب ممداني لانتخابات عمدة المدينة قبل نهاية العام الماضي، واعتبره الكثيرون شابا طموحا يسعى للانتشار وإلى بعض الشهرة من خلال الترشح لحكم أهم وأغنى مدن أميركا والعالم.
وتصوّر قادة الحزب أن وجود نحو مليون ناخب يهودي مسجل بالمدينة أو أن مليارات بورصة " وول ستريت "، كفيلان بوأد مغامرة ممداني الانتخابية. وبالفعل أظهرت استطلاعات الرأي في بداية العام الجاري حصول ممداني على 1% من أصوات الناخبين فقط.
ثم جاءت تصريحاته عن "عولمة الانتفاضة" والوقوف إلى جانب حق الفلسطينيين في دولة مستقلة، واعتبار ما يجري في قطاع غزة إبادة جماعية ، مع تعهده بالقبض على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حال زيارته للمدينة لارتكابه جرائم حرب بغزة، إضافة إلى برنامجه الاقتصادي الطموح، لتزيد من عبء ما يمثله وينادي به ممداني للحزب الديمقراطي الذي لم يفق بعد من صدمة وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض للمرة الثانية في يناير/كانون الثاني الماضي.
كما دفعت أجندة ممداني المتعلقة بسياسات العدالة الاجتماعية وفرض المزيد من الضرائب على أغنياء المدينة لتمويل برامج اجتماعية طموحة كالسيطرة على قيمة الإيجارات وتوفير محلات بقالة مدعومة، ورعاية مجانية للأطفال في مرحلة ما قبل الدراسة الابتدائية، ومجانية المواصلات العامة، إلى تخوّف الحزب الديمقراطي من مغبة خسارة أموال وتبرعات "وول ستريت".
ولتمويل هذه السياسات، اقترح ممداني رفع معدل ضريبة الشركات في المدينة إلى من 9% إلى 11.5%، وفرض ضريبة إضافية بنسبة 2% على الدخل الذي يزيد عن مليون دولار، الأمر الذي لم يرُق للحزب الديمقراطي.
من هنا تردد قادة الحزب التقليديون في دعم ترشح ممداني حتى بعد انتصاره الكبير في الانتخابات التمهيدية على بطاقة الحزب. واكتفى أوباما بمهاتفة ممداني للحديث معه، دون إعلان دعمه لترشحه، وهو الموقف ذاته الذي تبناه الحزب بدوائره التقليدية المحافظة.
ولم يعارض الكثير من قادة الحزب مبادرة المرشح المهزوم أندرو كومو بدخول الجولة النهائية من الانتخابات كمرشح مستقل بعد هزيمته أمام ممداني في الانتخابات التمهيدية.
يرى عدد من المعلقين أن حملة ممداني الناجحة حتى الآن "بٌنيت من لا شيء في غضون أشهر قليلة".
ومع نهاية العام الماضي، حصل ممداني على ما يقرب من 1% فقط من الأصوات، إلا أنه باعتماده على التنظيم الماهر، وإتقان استغلال وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بث فيديوهات قصيرة تمتدح مواقفه وتنتقد مواقف منافسيه، وعدم تجنبه الإشارة لنفسه كـ"اشتراكي تقدمي مسلم"، وعدم التنصل من عضوية منظمة الاشتراكيين الديمقراطيين الأميركيين "دي إس إيه" (DSA)، فرضت الحملة نفسها وتقدمت السباق بعدما ركزت على القضية المركزية في أذهان الناخبين وهي تكاليف الحياة في مدينة نيويورك.
وركّز منافسو ممداني على مكافحة الجريمة كأولوية في أذهان الناخبين بنيويورك، إلا أن ذلك كان صحيحا قبل أعوام، واليوم أصبح ارتفاع تكلفة المعيشة، وليس الجريمة، الدافع الأول وراء التصويت.
وأظهرت نتائج استطلاع أجرته شبكة "فوكس نيوز" الأسبوع الماضي على 1003 ناخبين مسجلين في مدينة نيويورك، أن ممداني يحظى بدعم 52% من المستطلعة آراؤهم، متقدما بفارق كبير على كومو الذي حصل على 28%، في حين جاء الجمهوري سليوا في المركز الثالث بنسبة 14% فقط.
كما أظهرت نتائج استطلاع جديد لجامعة سوفولك، نشر أمس الاثنين وشمل 500 ناخب مسجل وأجري في الفترة من 23 إلى 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حصول ممداني على 44% من الأصوات، مقابل 34% لكومو، وحصل المرشح الجمهوري كورتيس سليوا على نسبة 11%.
القضية التي لا علاقة لها على الإطلاق بحكومة مدينة نيويورك ولكنها مهمة دائما بين سكانها هي "قضية الشرق الأوسط".
وسيصبح ممداني أول عمدة مسلم في تاريخ المدينة، وهو الذي يتخذ موقفا قويا وصارما ضد إسرائيل، ووصف عدوانها في غزة بأنه "إبادة جماعية". كما أنه يدعم حركة المقاطعة -التي تدعو المستثمرين بما في ذلك الجامعات وصناديق التقاعد، إلى قطع العلاقات المالية مع دولة الاحتلال- وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل.
وتعرض ممداني لانتقادات لرفضه إدانة عبارة "عولمة الانتفاضة"، وفي الوقت نفسه ندد مرارا وتكرارا بما تسمى " معاداة السامية "، وأشار إلى " هجوم 7 أكتوبر "/تشرين الأول 2023 على إسرائيل باعتباره "جريمة حرب مروعة"، وكثيرا ما يتحدث عن محادثات مع يهود نيويورك الذين شعروا بالتهديد.
وقال "نحن نشهد أزمة معاداة السامية"، وتعهد "بزيادة التمويل لبرامج مكافحة جرائم الكراهية بنسبة 800% لأن معاداة السامية ليست مجرد شيء يجب أن نتحدث عنه. إنه شيء يتعين علينا معالجته. علينا أن نوضح أنه لا يوجد مكان لذلك في هذه المدينة، في هذا البلد، في هذا العالم".
عن رُعب الصهاينة من احتمال فوز زهران ممداني!
لا تتوقف التقارير والمقالات التي تعالج هذا "الكابوس" الذي "يهدّد" المدينة الأكثر يهودية في العالم (يقطنها مليون ونصف المليون، أي 10% من يهود العالم).
نقل شلومو شامير في "معاريف" عن "حاخام محافظ مخضرم ومعروف في المجتمع" قوله: "لم… pic.twitter.com/jop5nkawSa
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) October 27, 2025
من ناحية أخرى، ذهب بعض الجمهوريين مباشرة إلى " الإسلاموفوبيا " لتشويه صورة ممداني اعتمادا على كونه مسلما. ودعا النائب الجمهوري آندي أوجلز إلى ترحيل ممداني، وهي دعوة رددها ترامب نفسه.
كما سخرت النائبة الجمهورية اليمينية مارجوري تايلور غرين من فوز ممداني من خلال نشر صورة ل تمثال الحرية الشهير مغطى بالخمار الإسلامي. في حين وصفت سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة أليس ستيفانيك المرشح ممداني بأنه "مرشح شيوعي وجهادي معاد للسامية".
ولم يزعج تعهد ممداني بالقبض على نتنياهو الناخبين الأميركيين من الشباب. وبعدما هاجم الرئيس ترامب انتصار ممداني في الانتخابات التمهدية، وقوله إن "الديمقراطيين تجاوزوا الخط الأحمر"، ووصف ممداني بأنه "شيوعي بالكامل" و"مجنون"، تراجع ترامب وذكر قبل يومين أنه سيتحدث إلى المرشح الشاب حال فوزه في انتخابات الثلاثاء المقبل، مؤكدا أنه يحب مدينة نيويورك.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة